مهذبون ولكن...بقلم: أمينة العطوة

مهذبون ولكن...بقلم: أمينة العطوة

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠١٨

التهذيب سلوك إنساني يظهر ردود أفعالنا في المواقف الصعبة.... تلك التي تجعل إنسانيتنا على المحك...بعيداً عن التنظير والتقطير في قوالب مجمّلة للهروب من الموقف بطريقة دبلوماسية أودبلوماتيكية... فلو تجوّلت قليلاً في الشوارع العامة وقرب المدارس تحديداً لجذبك ذلك المنظر المؤذي للقلب قبل العين من خلال الأوساخ المترامية في كل مكان، وبالأخص قرب المؤسسة التربوية والتعليمية ألا وهي المدرسة.... هل هو سوء من العملية التربوية ؟؟؟ أم مسؤولية الأهل وسوء بالتربية..؟ ربما هو نقص توعوي من الإعلام وتطول قائمة التساؤلات لنفسر تلك الظاهرة التي لا تنتهي بالمدارس .. بل تمتدّ لمشهد مذهل من سائق سيارة فخمة عندما يمد يده من النافذة ليرمي بقايا أوساخه غير آبه بعامل النظافة، وهو يحني قامته على جنبات الطريق للم تلك القاذورات.....
ربما نفس السائق في محطته التالية يلتقي بعامل نظافة فيفتح محفظته ويأخذ ما تيسر ويضعها بيد عامل النظافة الممتن له والحاني لرأسه والشاكر له على ما أعطاه من نقود... ومن باب أولى ومن التهذيب أن لا ترمي أوساخك قبل أن تجود بمالك على هذا العامل الضعيف كن مكانه ولو لمرة واحدة وعش التجربة مع نفسك لتعرف أننا مهذبون ولكن ينقصنا تجربة حقيقية نكون فيها مكان الأخر لنحسن التهذيب والتصرف.
عاشت سورية بخير ...عزيزة على الذل.