داعِــشُ وإســرائـيـلْ.. بقلم: محسن حسن

داعِــشُ وإســرائـيـلْ.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الجمعة، ١٩ أكتوبر ٢٠١٨

● قالت إسرائيل : أنّها خيرُ من مشى على الارض ، وقالت داعشُ مثلُ ذلك .. وكان إبليُس قد قال قبلهما عندما طلب الله منه : السجودَ لأدم : " أنا خير منه ، خلقتني من نار ، وخلقته من طين "
● إسرائيلُ دولةٌ دينيّةٌ تُلموذِيّة ، يهوديّةٌ ،مُخلِصَةٌ ليهوديّتها ، مُتعصِّبِةٌ لها ، بكُلِّ ما جاءت به اليهوديُة كما ترى اسرائيل و تعتقد ..
● جاءتْ داعشُ ، تحت ستارٍ إسلامّيٍ ، مُزيَّفٍ ، من صُنع " أمريكيّ " – إسرائيليّ وهّابيٍّ – أبعدِ ما يكون عن الإسلام وسماحته ، وتعاليمه ، وتفاؤله ، وسلوكه ، وإنسانيته ، ومعتقداته .... لا نبيٌّ ،ولا كتابٌ ، ولا رسالة ....
● دخلتْ داعشُ العراق ، فخلطت بين الدّين ، والجهاد ، والسياسة و الإرهاب، وفجّرت مقامَ السيدة زينبَ في سنجار ، بتوجيه أمريكيٍّ – إسرائيلي – و تمويل سعودي ... تواجدت داعش في شمال غرب العراق وشمال شرق سورية ، في منطقتين متجاورتين ، في العراق و سوريّة ، فأزالتِ الساترَ الترابيَّ بينهما – الحدودَ – دلالةً على وحدة المنطقتين اللتين أصبحتا ، في البلدين ، تحت سيطرتها وبذلك أصبحت داعشُ في تلك المنطقتين تُشكّل عائقاً في وجه مرور الغاز و النّفط الإيرانيين إلى أوروبا ...
● إسرائيلُ ، وداعشُ ، حركتان دينّيتان ، داعشَ خلافةٌ إسلامية ، أمريكيّةٌ – صهيونيّةٌ – إسرائيليّةٌ ، وهابيّةٌ ، جاءت لتبرير وجودِ إسرائيلَ بيهوديّتها الدينيّة، ودولتها اليهوديّةِ في فلسطين ...
● كلٌّ من داعش وإسرائيل يُبرّر وجودُه ، وجودَ الأخَرِ.... كلٌّ منها عصابة مرتزقةٌ جيء بها من أصقاع الأرض لتحتلَّ ، أرضَ الغير ، أرضاً ليست أرضها ، فاحتلتّهِا ،وقتَلَتْ ، وهجّرتْ شعباً ، وزرعت قتلاً ورُعباً و خوفاً ، وإرهاباً ... وكلًّ منهما بدأ بالذبحِ ، والقتلِ ، و التهجيرِ ، ولا حدود ثابتة لدولته ، تنتهي حدودُ دولتِه ، عند مُقّدِمَةِ حذاء أولِ مقاتليه ، اينما وجِدْ... مقاتلوه ، يُقاتلون ، يجاهدون ، يَقْتلون ، ويحتلّون و الحدودَ يرسمون ...
● كلاهما دولةٌ دينيّةٌ ، أفكارهُما واحدةٌ ، كلٌّ منهما ترى أنّها الإيمان كُلُّه و غيرَها الكُفَر كُلَّهْ.... فقد فاقتْ داعش إسرائيل وحشيّةً وفي اشياء أُخَرْ ... في الاغتصابِ ، والذبحِ ، والقسوةِ ، و النخاسةِ ، وكلُّ ما فعلته إسرائيلُ فعلته داعشُ أضعافاً مُضاعَفةً وأضافت عليه – إمعاناً في القسوة و الوحشيّة و الظُلْمِ ، والاضطّهاد... جاءت داعشُ تغطيةً للفكر الصهيوني – الإسرائيلي – الماسوني – الإرهابي – باسم الخلافة الإسلاميّة و الجهاد ، والإسلام ، والمسلمين ، و التعصّب الإسلامي، الحاقد على كل إنسان وكُلِّ شيء ....
● وخلق الإعلام المُغرِضُ المُظلّلُ ، منهما ، كائناتٍ اسطوريةً ، أكبرَ منها في الواقعِ و الحقيقةِ ، بكثير .. قيل عنهما أنهما لا تُهزمان ... وكلًّ منهما تجرّع مراراً ، مرارةَ و الهزيمةِ و الانكسار ...
● المجموعاتُ الإرهابيّةُ ، لا تبايُنٌ بينهما و لا اختلافٌ ، مهما كانت ، فكلّهم إرهابيون قتلة وكلُّهم واحدٌ و الأسماء لا تعني شيئاً ...
● تُثقّف مُرتزقَةُ داعشَ ثقافةً مشوّهَةُ للإسلام ،غسلَتْ ادمغتهم ، واعتقدتْ انّها وحدَها الإسلامُ و الْمُسلمون ...ينشرون الإسلام ، ويحمونه ، ويدافعون عنه ....
● تنشر داعشُ الخلافة الإسلاميّة وتتصرّف اينما حلّتْ كدولةٍ حاميةٍ لها ، وهو ما تريده إسرائيلُ و تدعو إليه ، لتجد مُبرّراً لها لتدعو ليهوديتها و لتدعو لتهجيرِ كُلِّ الآخرين الفلسطينيين ...
● قتلت داعش كلَّ المسلمين ، قتلتِ الإسلام كُلَّه ، تعاليماً وسُمْعَةً ، واخلاقاً ومعاملةً ، وسلوكاً وخلقت منه مخلوقاً كريهاً ، مكروهاً من الجميع و غير مستَحَبٍّ من أحد..
● داعشُ وحلفاؤها الإقليميون ، والدولييون ، يأملونَ بتقسيم الشرق الأوسط ، والوطنِ العربيّ ، خدمَةً لإِسرائيل ، وتهدف لتحقيق أهدافِ إسرائيل وأحلامِها ، بإسقاط دول الممانعة و المقاومةْ – خاصّة ، سوريّة وتصفيةِ القضّية الفلسطينيّةْ
● خلافةُ داعشَ لم يسمع بها إسلامٌ وهي مُشوَّهَة له .... شَوّهتِ الإسلامَ و المسلمين لا قرآنٌ ، ولا نبيٌّ و لا حدودٌ ، ولا حرامٌ ، ولا حلال ... مخالفةٌ لِكُلِّ التعاليم و العُلماء ، و الفقهِ ، والمعتقدات ، و الدّين ...
● ساهم في صناعةِ داعشَ ، كلُّ من تركيا ، وقَطَرَ ، والسعودية ... وإن كان المُصِنِّعُ و المُصمِّمُ الأكبرُ ، هو الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّة – لا غير ... وأصدقاءُ داعش ، وممّولوُها ، يتعاملون معها ، كما يُؤمرون – أمريكيّا – ففي تركيا تُشارك داعشُ المواطنين الأتراك وسائل النقلِ العام ، وحافلاتِ الركوبِ ، تعيش معهم و بينهم أخوة مُطمئنين – تبادليّاً
● وإنّ محاربة الإرهابِ من قبَلِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ و اصدقائِها الدّول التي تدور ُفي فلكِهاَ – إدّعاء نزَهةٌ مَزْحَةٌ سَمِجِةٌ ، وكذبةٌ مضحكةٌ ، لا تصدّق ، لأنها هي من خلقتْهُ ، وصَنعتَهُ ، لتحاربَ به من تشاء وكيف تريدُ ، وأينما كان .....
ولذلك فالولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةً لن تُحارب الإرهاب قطّ ،ولو شاءت لأنهتْهُ ، في لحظةٍ واحدةٍ ، لا أكثر بدون أن تحاربَه ... تقطع عنه الماءَ و الهواءَ ، والإمدادَ و المالَ و السّلاح ، فتضيقُ أنفاسُه ، وتخفتُ أصواتُه و يدنو – قسراً من الموتْ ...
● تعيشُ داعشُ ، و تتنفّسُ بالرعايةِ و الأوامرِ الأمريكيّةِ ومساعداتها و إمدادها ، وإنَّ ارتدادَ الإرهابِ إلى الولايات المُتحدةِ الأمريكيّةِ أمرٌ لا يُصدّقُ ، فحياتُه بين يديها ، وطوع أمرها و هي هو ، وهو هي ....
● خلافةُ داعشَ الإسلاميّة ، هذه ، قد يكون خليفتُها ، وأميرُ مؤمنيها ، يهوديّاً ، حقيقياً ، ولكنّه يعرف عن الإسلام الكثير ، الكثير ... يلبس عمامةً إسلامّيةً ، وعباءةً إسلاميّةً و يتصرّف تصرّفاتٍ إسلاميّة و يقنعُك انّه مُسلمٌ ، وأنت تعرفه جيّداً ومتأكدِ منه أنّه يهوديْ...
● داعشُ عصابةٌ مُرتزقة ، إرهابٌ تكفيريٌ ، وتُكفّرُ الآخرَ ، وتحاربُه أيّاً كان هذا الآخَرُ سنياً ، شيعياً ، زَيديّاً ، مسيحيّاً ، جبهة النّصرة ، جيش الإسلام جُندَ الشّامِ.. قتلتِ النّساءَ ، والأطفالَ ، الشيوخ الأحياء ، و الامواتَ ، والشّجرَ و الحجرَ ،والتّاريخَ ،والحضاراتِ الكافرين ، والمؤمنين ، والنّاسَ اجمعين ، وكُلَّ من يؤمَرون بمُحاربته وقتلِهْ ... داعش إرهابٌ ومؤامرة ، تلبِسُ لباساً إسلامّياً مُشّوِهاً للإسلام و تقوم بأعمال و تصرّفاتٍ مُنافيةٍ للإسلام و قيمه في أبشع الاساليب و الصّور الذي يقوم بها أعداءُ الإسلام و يلصقونها بالإسلام – تشويهاً ، وقسراً - بها يذبحون المسلمين و غَيَر المسلمين ، و النّاسَ أجمعين باسم الله ، ذبحاً بالسكاكين ، لذلك تدعمهم الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةً في سوريّة ، كثّوارٍ معتدلين ، مُجاهدين ، وتقف ضدَّهم في أماكن أُخر ، و تعتبرهم قَتَلَةً ، كَفَرةً إرهابييّن في
البلدان التي تناصبها العداء في أيّ مكان كانت ، ويُقال إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة عندما كانت تقوم نظريّاً – بقصفهم – كانت ترمي لهم الثياب ، و الطّعامَ ، والدّواء ، والسّلاح و المساعدات ، خلال قصفهم المزعج فهم لها تستخدمهم كيف تشاء ، ومتى وأنّى شاءتْ ، وتحارب بهم و تحقّقتُ ، أهدافاً و أحلاماً ، وانتصارات ...
● تتحدى داعشُ – كإسرائيل ،بالدعم الأمريكي - القانون الدّولي وحقوقَ الإنسان ، والدّين ، والأخلاق ، والإنسانيّةً ... فكلّ ما يحصلُ في العراق وسورية وكل ارض تطأ داعش عليها ، هو إرهابُ دولة ، و جرائمُ حربٍ وفسقٌ ، وكفرٌ ، وفجورْ ، وتوحُّشٌ ، داعشيٌّ – أمريكيّ ... تدعمهم الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية، في سوريّة ، كثوارٍ معتدلين ، مجاهدين ... وفي البلدان التي تدور في فلكها تقف ضدَّهم ، وتتعامل معم كقتلةٍ ، إرهابييّن ...
● الولايات المتحدة الأمريكيّة هي الإرهابُ كلّهْ ، وتحاربُ به ، و يحاربُ عنها ، ويـُشِغّل مَعامِلَ سلاحِها ويُحققّ أهدافَها ، وأهدافَ ربيبتِها إسرائيلْ .... ولذلك لا مصلحة لها بالقضاء عليه ، مهما أدّعتْ ....
و الإرهاب باقٍ ومستمِرٌّ بإرادتها و رعايتها .... لو شاءت إنهاءه ، لأمرت مموليه ، بقطع التمويل عنه فيموت جوعاً وعطشاً وضعفاً ... ولكن لماذا تفعل ذلك ؟ وكلَّ مصالحها في وجوده و بقائه ، و وحشيته ، وخاصةً في البلدان التي تُناصبها العداء ، كدول المقاومة و الممانعة و الصمودْ ....
● الإرهابُ أحدثُ طريقةٍ اخترعتها الولاياتُ المتّحدة الأمريكيّة تحارب بها دون أن تخسر رجلاً أو دولاراً ، أو تُزعج إُمَـاً أو عائلةً أمريكيّةْ ... حاربت به في سورية ، طويلاً وهددت بسقوطِ سوريّةَ ، وإنهاءِ الأسدْ ...
● الإرهاب يُجيد استخدامُ الإعَلام ، والصيد في المياهِ العَكِرةِ وقد رفعتِ الدّولُ الدّاعمّة للإرهاب ، سقف الإعلام ، قَطَر ، والسعوديّة ، و تركيا ، و الولايات المُتحدة الأمريكيّةُ فقال أوباما : اصبحت أيامُ الاسدِ قليلةً ، وقال أردوغان : إنه سيصلي بالإرهابيين إماماً في الجامع الامويّ بدمشق ، بعد أسبوعٍ – سبعة أيام – انتصاراً ، وكل منهم قال مثل ذلك ، واستعرض عضلاتِه ... ولكن هبّت الريح بما لا يشتهون فلم تُطفأ النّارُ التي أشعلوها ، وشبّت عن السيطرةِ ، ولم يتحكّموا بها .. وبقي الأمويّ جامعاً – عربيّاً – سوريّاً ، في وجه أردوغان مُغلقاً ، موَصدَّاً ، وعصّياً ، وازدادتْ ايامُ أسبوعه الموعودِ من سبعة ايام - كما وعَدَ - إلى سبع سنين ، نسي خلالـَها أردوغان الصّلاة ، ووصل إلى أرذلِ العمُر...
لم يَدْخُلِ الجامع الأموي ، خابت أمالُهم ، وخبت أحلامُهم ، وانتهى إرهابُهم ، سقطَ وماتَ و قُضى عليه أمامَ أعينِهمْ ، قضى عليه الجيشُ العربيُّ السوريُّ – جيشُ الاسد ... ولكن الولايات المتحدة الأمريكية ، وإسرائيل ، لم تعترفا بالهزيمة .. بقي الواقع و الميدان ، شاهدين على خيبتهما ، فالميدان و الواقع لا يقولان ، إلا الصّدق ، ولا يكذبان .... بقي قاسيون جبلاً شامخا ً ، وبقي الأسد بجانبه صامداً ، لدمشق سيّداً ، وللأمّة زعيماً ، وقائداً ، لم يسقط و لم يرحل...