فشل الحصار والحلف المنهار.. بقلم: تيسير دبابنة

فشل الحصار والحلف المنهار.. بقلم: تيسير دبابنة

تحليل وآراء

الجمعة، ١٩ أكتوبر ٢٠١٨

لقد سادت حالة من الارتياح مختلف الأوساط الشعبية في الأردن عندما تم الإعلان عن إعادة تشغيل معبر نصيب الحدودي بعد استكمال كافة الشروط الفنية واللوجستية لطي صفحة سوداء عملت عليها أطراف أردنية مرهونة في قراراتها لتوجيهات واشنطن ومخابراتها وبإشراف مباشر من ضباط أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وأردنيين أقاموا معسكرات لتدريب الإرهابيين والمرتزقة في المفرق والأزرق ودعمهم بمختلف أنواع الأسلحة وزجهم عبر الحدود لتنفيذ مخططهم الإجرامي في تدمير سورية، وأطلقوا ما سموه عواصف الجنوب لاجتياح المدن والبلدات من قبل المتوحشين المعبئين بالفكر الوهابي التكفيري الذين قتلوا وشردوا عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء ودمروا البيوت وأحرقوا الضرع والزرع ونهبوا الآثار ونصب أعين مشغليهم احتلال الجنوب والسيطرة على دمشق العروبة وإقامة كيان وهابي جديد يعود بسورية التاريخ والحضارة إلى العصور الظلامية، ولم يخطر بحسبانهم أن ترد عواصفهم عليهم لتكنس مجرميهم عن أرض الجنوب الطاهرة، وتغص مشافيهم في الرمثا وإربد والمفرق ومشافي العدو الإسرائيلي التي أقيمت في الجولان المحتل بآلاف الجرحى الإرهابيين والمرتزقة الذين سقطوا في المواجهة الحاسمة مع أبطال الجيش العربي السوري الذي سطّر ملحمة تاريخية ستبقى خالدة وإيقونة تتوارثها الأجيال.
 
ومن هنا فإن الصدمة التي لحقت بأزلام واشنطن في عمان وبمشغليهم خربطت حساباتهم وأعمت بصائرهم، فكيف يعيدون افتتاح معبر جابر الحدودي بعد أن عاد معبر نصيب للسيادة الوطنية.
 
لقد ماطلوا ولم يلتزموا بالموعد الأول الذي تم الاتفاق عليه، وفي الموعد الثاني في العاشر من هذا الشهر الذي أعلنته دمشق تحت حجج واهية للتملص من استحقاق وطني ينتظره شعبنا في الأردن على أحر من الجمر وهم كانوا يعولون أن يبقى المعبر تحت هيمنة الإرهابيين لمتابعة مخططات التدمير والقتل والتهجير..
 
فتح المعبر ولكن الجانب الأردني فرض شروطاً على المواطنين العرب السوريين بالحصول على موافقة أمنية من قبل الجهات الأردنية المعنية للسماح لهم بالعبور إلى الأراضي الأردنية وهو شرط بالتأكيد وضع بتوجيه من عملوا على حصار سورية وإعاقة عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين، وهذا الشرط يثير الاستغراب ويبعث على الدهشة من تصرفات الحكومة الأردنية الذي كان عليها أن تعوض عن الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون المدعومون من غرفة “الموك” بحق أبناء شعبنا الشقيق بزيارة سورية وتقديم اعتذارها الشديد عن الويلات التي ساهمت بارتكابها طيلة أكثر من سبع سنوات نشرت الدمار والخراب والقتل والخطف والذبح التي قامت بها عصابات الإرهاب والإجرام المصنعة على يد الإمبرياليين والصهاينة.
 
ومنذ اليوم الأول لفتح معبر نصيب تقاطرت مئات السيارات والزوار من أبناء شعبنا في الأردن وعبرت الحدود متجهة إلى دمشق قبلة العرب وحاضنتهم بينما لم نر مواطناً سورياً واحداً يجتاز الحدود إلى عمان بفعل قراراتكم الخرقاء التي لا هدف لها إلا مواصلة محاصرة سورية وإرضاء مشغليكم الذين يوجهونكم حسب مخططاتهم الإجرامية ضد أمتنا العربية..
 
شعبنا في الأردن يدرك أساليب الخداع المكشوفة وعملية بيع الأوهام للهروب من استحقاقات وطنية ومواصلة إسناد المشروع الإمبريالي الصهيوني الذي يستهدف وجودنا بالحروب التدميرية وتخريب مختلف مرافق الحياة اقتصادياً وصناعياً وإنمائياً ومجتمعياً لإيصالنا إلى حافة اليأس والهزيمة النفسية والتاريخ لم يشهد ما تعرضت له سورية العربية من حرب عدوانية وحشية في مداها الزمني وعدد الدول المشاركة فيها… لكن إرادة الحياة والتلاحم السياسي والعسكري والشعبي الذي تجسد في الصمود العظيم السورية ومقاومتها المذهلة لهذا الطوفان الوحشي وهزيمة المشروع الإمبريالي ودفن الأحادية القطبية التي تحكمت بالعالم لعقود وولادة نظام عالمي جديد رغم الأكلاف الباهظة التي تحملتها سورية الحضارة والتاريخ لحماية الأمة العربية وإسقاطها مشاريع الإمبرياليين والصهاينة الذين يواصلون حربهم وحصارهم لسورية رغم فشلهم الذريع.