ترامب يتّجه بالأمور نحو العنف.. بقلم: بسام أبو شريف

ترامب يتّجه بالأمور نحو العنف.. بقلم: بسام أبو شريف

تحليل وآراء

السبت، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨

يظن ترامب أن هذا العالم هو سوق للعرض والطلب، ويعتبر السياسة الدولية مجرد صفقات بين الدول وصفقات بين الشركات. قد تكون هذه النظرة السطحية سارية المفعول في دول معينة ومحددة، لكنها حتماً تتناقض مع تطلعات الشعوب المضطهدة المناضلة من أجل وقف عمليات النهب التي تمارسها أميركا بالقوة العسكرية لتلتهم خيرات بلدان هذه الشعوب المظلومة، وكذلك للشعوب التي تتطلع إلى الحرية وحق تقرير المصير.
الشعب الفلسطيني يتعرض للعمليتين معاً: استعمار استيطاني زرعه الاستعمار الغربي على أرضه ووطنه فلسطين، وعملية نهب وسرقة واضحة ليس فقط لثروات (الغاز والنفط والبوتاس والاسمنت)، بل أيضا لأرض الفلسطينيين، ويدفع كل فرد من أفراده الثمن لصد هذه الهجمة الرجعية.
لقد خرق ترامب كل القوانين والأعراف والحقوق الدولية والمقرة من المجتمع الدولي، واتخذ قرارات يظن أنها ستنفذ على الأرض بواسطة القاعدة الاستيطانية العدوانية إسرائيل. فقد دعم اعتماد هذه القاعدة كنظام عنصري قاسٍ يحرم المنتمين كافة لغير الديانة اليهودية من أي حقوق، وسرق القدس وأعطاها للصهاينة وكأنه يملكها، وسلّح هذه القاعدة الاستيطانية لتساعده في ضرب الجيوش العربية التي يمكن أن تشكّل خطراً على أمن إسرائيل، وارتكب المجازر في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ولا يزال يرتكبها، كي تتمكن إسرائيل من الهيمنة على أنظمة عربية تدور في فلك الاستعمار الأميركي كالسعودية.
إن اتخاذ ترامب هذه القرارات لا يجعلها سارية المفعول، بل ستولد موجة من العنف رداً على هذا الاعتداء الصارخ على حقوق الشعب العربي الفلسطيني، ويدفع كل فرد من أفراد أمتنا للتهيئة لصد هذه الهجمة الهمجية على الشعب العربي الفلسطيني. لقد وضع ترامب أنظمة عربية معيّنة في نقطة الاستهداف لترضخ لقراراته وتسير في مخططاته لخدمة الصهيونية وكيانها الإرهابي. ولن يطول الوقت قبل أن تتصدى قوى المقاومة وفصائلها العربية لما يدبّر، فإذا اعتقد بأن الجرائم التي يرتكبها هو وحلفاؤه ضد الشعب اليمني والسوري والعراقي والليبي، وإرهاب الشعبين الجزائري واللبناني تفيده، فهو مخطئ. إذا كان ترامب يجهل، فعليه أن يتعلم بسرعة أنه يضع المواطنين الأميركيين في مرمى النيران في كل مكان، ويضع الإسرائيليين في دائرة الخطر، وكذلك يضع كل العائلات التي وظّفها الاستعمار لتحكم شعوباً عربية دون مشيئتها ودون اختيارها .
إن رئيساً كترامب يقرر اغتيال رؤساء يناضلون لانتزاع الحرية والتحرر لشعوبهم وبلادهم، يجب أن يعلم أن اللعب بهذه الأدوات سيرتدّ عليه، فنحن نعلم أنه إرهابي التفكير وبلطجي في سياساته، لكن هذا لن يحميه أبداً من أبناء شعبه الذين لن يقبلوا بأن تتحول بلادهم إلى جلاد للشعوب الأخرى.