لا تراهنوا على اختراق السويداء بالتفجيرات ..بقلم: جمال العفلق

لا تراهنوا على اختراق السويداء بالتفجيرات ..بقلم: جمال العفلق

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ يوليو ٢٠١٨

استيقظت السويداء اليوم على اصوات تفجيرات الغدر والخيانة ، راهن المعتدون على فكرة الصدمة وبث الرعب خمسة تفجيرات توزعت بين السوق المركزي وامتدت الى الاحياء السكنية ، تزامنت هذه التفجيرات مع هجوم على القرى الشرقية للمحافظة ومحاولة السيطرة على احدى قرى طريق السويداء الشام في محاولة لقطع الطريق الوحيد الرابط بين السويداء ودمشق العاصمة ، إن نقطة انطلاق داعش هو البادية الشرقية حيث تتواجد القوات الأمريكية في التنف ولمن لا يعلم ان القوات الأمريكية وما سمي منذ سنوات التحالف الأمريكي العربي لمحاربة داعش هي نفسها القوات التي تدعم تحركات داعش وتنسق من خلال غرفة موك تحركات داعش والنصره في محاولة فاشله لفصل الجنوب السوري عن الوطن الأم سورية ، قد يكون احد اهداف هذا الهجوم هو اشغال الجيش عن متابعة تحرير الاراضي في منطقة القنيطرة والحدود مع فلسطين ، بعد عودة النقاط الحدودية مع الاردن وتسليم الدواعش واخراجهم الى ادلب . وما حدث اليوم ليس الا محاولة فاشله وسحابة صيف مرت على السويداء رغم اعتقاد البعض وخصوصا بعض القوى الطائفية في لبنان والتي مازالت تراهن على ضم السويداء لما يسمى الربيع العربي وحمل السلاح ضد الجيش وعلى امكانية ايجاد بيئة حاضنة للنصره التي حاول بمرحلة ما وليد جنبلاط تسويقها على أنها حليف للدروز ومن سيحاربها سوف يذبح ، إن كل المحاولات اليوم هي من أجل الكسب السياسي الذي يريد فرض صيغة مفاوضات القوي على الضعيف او المنتصر على المهزوم فمن اختار هذا التوقيت اليوم يعلم تمام العلم ان السويداء فيها ضيوف من كل انحاء سورية واستقبلت على مدار سنوات الحرب من كل المحافظات وهي اليوم تعيش حاله من الاستقرار وترفض السير على طريق الدم بين الأخوة ، ولكن ان جد الجد فاهل هذه المدينة يقفون عند حقهم ولا يتخلون عن ارضهم ولا يفرطون بعرضهم ،فمن سيفرض المعادلة السياسية اليوم هم اصحاب الأرض وليس الغزاة .لقد استطاع اهل المحافظة امتصاص الصدمة الاولى اليوم وفور اعلان بنك الدم عن حاجتة لمتبرعين غص المركز بما لا يقل عن الف متبرع كبار وصغار نساء ورجال داسوا باقدامهم على الخوف غير أبهين بالموت والتفجيرات ، وهذا ابسط دليل على أن اختراق هذه المحافظة والنيل من مواقفها هو وهم وخيال ، وعلى المراهنين على المشروع الصهيوني الهادف الى صناعة الحزام الدرزي من جبل العرب الى الجليل في فلسطين أن يعلموا ان رهانهم خاسر . فمدينة السويداء قلب جبل العرب رفعت راية الأنتماء للوطن قبل الطائفة او القبيله ، وسورية اليوم في عين السويداء كما السويداء في عين سورية ، وكل ما اشتد العدوان الاعلامي او العسكري على اهلها كلما ازدادوا اصرار على التمسك بأرضهم والدفاع عن عرضهم ،ولا ينسى اهل جبل العرب بيان القائد العالم للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش الذي اكد فيه أن الدين لله والوطن للجميع ، وان من يراهن على الوتر الطائفي عليه ان يفهم ان سورية طائفة واحده وهي طائفة الوطن ، ولا صوت يعلوا على صوت الوطن في المحن والشدائد لقد قدمت السويداء اليوم ما يقارب المائة شهيد ,والعدد في تصاعد وأكثر من مئة وخمسون جريحا " .وما سمعته من الناس محصور بعباره واحده لن نرحل والنصر حليفنا حتى لو اجتمع كل العالم علينا ، فسورية مهرها غالي وما قدمناه ونقدمة اليوم فداء للوطن . أن الاعلام الذي مهد منذ ثمان سنوات لهذه الغزوات يحصد اليوم فشله في اختراق ضمير الناس ولم يستطع الاعلام القطري والسعودي انتزاع روح المقاومة من صدور اهل سورية ، فحربنا اليوم هي حرب وجود لا حرب حدود ، والصراع اليوم في اوجه بين الشر والخير ، ورغم الخيانة العربية الرسمية للشعوب العربية وللشعب السوري خصوصا الا أننا مؤمنون بالإنتصار .فغرفة موك في عمان والقاعده الأمريكية بالتنف التي تمول داعش والعصابات الصهيونية وقطعان جيش الاحتلال هي وراء هذه الجرائم الارهابية التي طالت اهل السويداء اليوم ، وكل قطرة دم سقطت اليوم هي في رقبة كل من دعم ومول وسوق للجماعات الارهابية وتحالف معها . ولم يعد خفي على احد ان اميركا هي رأس الارهاب العالمي وان ذراعها السعودي هو الممول الرئيسي لهذا الارهاب ، وكل ادعاء غير ذلك هو تشوية وكذب وتزوير للحقيقة التي اصبحت واضحه كالشمس ، فهذا التجييش الطائفي والمذهبي والذي ادارتة الغرف السوداء طيلة السنوات الثمانية لم يكن له هدف الا تمزيق المنطقة ، وما الاتصالات العربية الاسرائيلية اليوم الا نتاج لهذا المد الطائفي الحاقد على المنطقة ، فمنذ احتلال بغداد وحتى اليوم تعمل ادوات الارهاب الدولي بقيادة الولايات المتحده الامريكية على نشر السموم وشراء الذمم من اجل احياء مشروع يهودية ما يسمى اسرائيل . لقد عمل المال العربي الفاسد على اختراق مفاصل بعض الدول العربية مثل الاردن وجعل منه غرفة عمليات لادارة الارهاب كما استطاع قسم الصف اتجاه المقاومة كما فعل في لبنان فاوجد في لبنان قوى تخدم مصالحه على حساب مصالح الوطن .ونحن نعلم ان هذه الحرب وما دفع عليها من مال لن تغير الواقع ولن تعطي العصابات الصهيونية الا بعض الوقت ، فالصهيونية الى الزوال وكل الانظمة الداعمة لهذا السرطان ستزول ، وعل اصحاب هذا المال الفاسد ان يعلموا ان الشارع العربي مازال ينبض بالحياة فقوة الحق خلاقة والشعوب لا تستكين فنحن أمة من قبل سبعة الاف سنة وسورية منارة الحضارة ولا يمكن ان يهزم شعب له جذور في الارض وصدر النور الى العالم . ان تموز شهر الانتصارات والمقاومة وحكاية تموز لم تنتهي بعد ولن تتكلل الا بالنصر ومعارك اليوم في الجنوب السوري ستكون اخر المعارك قبل التوجه الى ادلب حيث الخزان الارهابي المدعوم من تركيا اردوغان وهناك سيدفن الارهاب كما دفن في الغوطة وحمص ودرعا واليوم يدفن في السويداء بفضل عزيمة اهل سورية وحلفاء سورية من المقاومين الشرفاء في العالم .