العدوان الإسرائيلي عجز أم استنزاف؟.. بقلم: ميسون يوسف

العدوان الإسرائيلي عجز أم استنزاف؟.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٨ يوليو ٢٠١٨

كعادتها في كل مرة تستشعر فيها إسرائيل الخطر على المجموعات الإرهابية التي تدعمها، تقوم بتدخل ميداني في سورية باستهداف موقع أو مركز عسكري تريد أن تعبر عبره عن ألمها لخسارة عملائها في الداخل سعياً لإثبات وجودها رغم تقهقر مجموعاتها الإرهابية ورغبة في رفع معنوياتهم.
وهذه المرة تكرر إسرائيل فعلتها العدوانية، إذ إنها ومع الإنجازات العسكرية الميدانية والنجاحات التصالحية الواسعة التي سجلت في الجنوب الغربي السوري ما جعل المشهد هناك ينقلب رأسا على عقب في غير مصلحة العدوان والخطط الإسرائيلية التي استهدفت سورية، مع هذا الانقلاب وتحقق إسرائيل بأن الجيش العربي السوري عائد الآن إلى مواقعه كلها في المنطقة وأن الإرهاب فيها إلى انهيار وسحق، مع هذا الانقلاب تقوم إسرائيل بعدوانها على أحد مراكزنا العسكرية في القنيطرة من أجل أن تؤكد ما اعتادت فعله في مثل هذه الحالات.
إسرائيل كما بات معلوما ومسلما به عاجزة عن الدخول في حرب مباشرة واسعة تستهدف سورية ومحور المقاومة، وفي المقابل فإنها لا تتحمل بسهولة مسألة انهيار المجاميع الإرهابية التي دعمتها من أجل إقامة المنطقة الأمنية في منطقة القنيطرة درعا، وبين هذين الحدين ومع سيطرة الجيش العربي السوري على تل الحارة الإستراتيجي والمشرف على تلال الجولان وأوديته وهضابه، اختارت إسرائيل هذا العمل العدواني الذي استهدف فيه موقعا عسكريا، في عدوان يؤكد الحقد والغضب الإسرائيلي من الانتصارات السورية في المنطقة.
صحيح أن العدوان الإسرائيلي لم يؤثر في الميدان لكن للعدوان تفسيرات لا بد من الإشارة إليها وهي ليست في مصلحة إسرائيل، ومن هذه التفسيرات أنه إقرار بالهزيمة غير المباشرة والعجز عن التحرك للرد، وفي ذاك تأكيد ضمني من العدو وتسليم أكيد بأن سورية ماضية وبسرعة نحو سحق الإرهاب واستعادة السيطرة على كامل أرضها ولن يكون هناك قوة أي قوة محتل أو إرهابي ستوقفها، والأيام القادمة تحمل كما يتوقع المزيد من الأخبار السارة لسورية والمحزنة لأعدائها.