من أي سورية تخرج القوات العسكرية؟.. بقلم: رفيق خوري

من أي سورية تخرج القوات العسكرية؟.. بقلم: رفيق خوري

تحليل وآراء

الجمعة، ١٥ يونيو ٢٠١٨

لعبة الأمم ليست واحدة في سوريا التي صارت ملعب الأمم. واذا كانت حرب سوريا أكبر من الأزمة السورية، فان اختصار الأزمة بالارهاب والمؤامرات للهرب من الحل هو تمارين في العبث. ولا يبدّل في الأمر ما حدث ويحدث من تحولات في موازين القوى على أرض المعارك. فالأزمة باقية وان توقفت الحرب. والحل السيّئ بطاقة دعوة الى أزمات وصراعات وحروب. والحديث عن السيادة أقرب الى السوريالية في بلد تسيطر على أجزاء منه تنظيمات مسلحة كردية وعربية معارضة وتنتشر على أرضه قوات روسية وأميركية وفرنسية وتركية وايرانية وقوات من حزب الله وتنظيمات عراقية وباكستانية وافغانية موالية لطهران، ولا يزال فيه أمكنة لداعش وجبهة النصرة.
 
ولا أحد يريد في المدى المنظور الخروج من سوريا. ولا شيء يوحي ان أحدا يستطيع اخراج أحد. لا دمشق التي تعتبر ومعها موسكو وطهران ان القوات الأميركية والفرنسية والتركية قوات احتلال لأنها جاءت بلا دعوة وتطالب برحيلها. ولا أميركا ودول عربية واسرائيل التي تراهن على روسيا لاخراج ايران. وليس على الذين يطالبون حزب الله بالعودة الى لبنان سوى الانتظار طويلا. والسؤال أمامهم هو: في أي سوريا يبقى حزب الله ومن أي سوريا يخرج، والى أي لبنان يعود؟ ومن هو صاحب القرار؟
 
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن ان قواته تخرج من سوريا عندما تطلب دمشق ذلك، ولو اجتمع العالم كله لما استطاع إخراجها. والرئيس بشار الأسد أشار الى التحالف الاستراتيجي مع روسيا والعلاقة الاستراتيجية مع ايران وقال:
 
المعركة طويلة ومستمرة، ونحن في حاجة الى الحلف الثلاثي السوري – الايراني – الروسي والرباعي مع حزب الله وهو عنصر أساسي في المعركة التي تتطلب بقاء هذه القوى العسكرية لفترة طويلة. وهو يؤكد انه بعد القضاء على الإرهاب، فإن قرار العودة من سوريا متروك لايران وحزب الله.
أما الرئيس فلاديمير بوتين، فإنه اعتبر ان العمليات العسكرية الواسعة، وضمنها تلك التي تشارك فيها قواتنا المسلحة انتهت حالياً. وقال بصراحة ان عسكريينا موجودون هناك لتأمين مصالح روسيا في هذه المنطقة ذات الأهمية الحيوية، وسيبقون هناك ما دمنا نرى مصلحة في ذلك.
 
وإذا كان القضاء على داعش هو الهدف المعلن للجميع، فإن أميركا التي تحدّث رئيسها دونالد ترامب عن سحب قواته عادت الى ربط بقائها بالتسوية السياسية الى جانب دحر داعش. ومعركة التسوية طويلة وصعبة. والسؤال، في الشكل، هو: لمن قرار الخروج من سوريا؟ لدمشق أم لطهران وحزب الله أم لموسكو؟ والجواب، في الجوهر، ليس في باب الألغاز.