التضليل ثم العدوان .. المشهد الأميركي في سورية

التضليل ثم العدوان .. المشهد الأميركي في سورية

تحليل وآراء

الخميس، ٣١ مايو ٢٠١٨

منذ اليوم الأول الذي تسلمت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاليد السلطة في واشنطن فإنّها سارت على درب سياسة إدارة أوباما العدائية ضد سورية، ونهجت سياسة عدوانية واضحة لكلّ متابع للشأن السوري ولسياسات أميركا الاستعمارية في العالم.

واتخذت سياسة ترامب حيال سورية في الآونة الأخيرة منحىً خطيراً وتصعيديّاً، والسبب واضح للقاصي والداني ويتلخص بانزعاج أميركا من خطوات الجيش السوري الثابتة في القضاء على الإرهاب، والتي دارت عجلاتها بسرعة كبيرة خلال الشهرين الأخيرين بعد دحر الإرهاب من الغوطتين الشرقية والغربية وتطهير أحياء اليرموك والحجر الأسود وبقية أحياء جنوب دمشق من داعش المتطرف وأخواته.‏

والخطير الجديد لإطالة أمد الحرب في سورية، والاستمرار في تنفيذ الأجندات الاستعمارية في المنطقة، ونسف الحلول السياسية التي لا تتوافق مع الأطماع الأميركية، يتمثل في التسريبات التي تؤكّد اتجاه الاستخبارات الأميركيّة وأدواتها كداعش وقسد الإرهابيتين لفبركة مسرحية كيماوي باهتة تنقذ واشنطن من ورطاتها وتتخذها ذريعة لعدوان جديد يشبع نهم غريزتها العدوانية.‏

وهذا الأمر الذي تعدّه الولايات المتحدة وإرهابيوها عبر جلب بعض العائلات من مناطق تسيطر عليها قسد إلى القاعدة الأميركية في حقل الجفرة النفطي ليتم تدريبهم على القيام بتمثيلية توحي بأنّهم تعرضوا للقصف بقذائف مدفعيّة مزوّدة بمواد كيميائية من قبل الجيش السوري بات الورقة الوحيدة التي بحوزة إدارة ترامب العدوانية كي تكون ذريعة لاستمرار احتلالها لأجزاء من الأراضي السورية، وعدم الانسحاب من المناطق التي غزتها وكأنّها تعتمد مبدأ غوبلز النازي الذي يقول اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون.‏

هكذا تضلل أميركا العالم، وهكذا تعتدي عبر العدوان المباشرعلى أكثر من موقع سوري، وكأنّ عنوان المشهد الأميركي في سورية هو التضليل، ثم العدوان بعده مرة بشكل منفرد ومرة عبر عدوان ثلاثي بمشاركة بريطانيا وفرنسا، ومرة ثالثة عبر تكليف الكيان الإسرائيلي بالمهمة.‏

وكلّ ذلك لقلب الموازين في سورية لمصلحة أجندات شركات أميركا الجشعة واستخباراتها، ولمصلحة أجندات الكيان الإسرائيلي الخاصة بنشـر الفوضى الهدامة في طول المنطقة وعرضها، وتقسيمها وتفتيتها على أسس طائفيّة وعرقيّة ليبقى هذا الكيان هو المسيطر على مقدراتها وخرائطها.‏