" حُــبـارى سـعـوديّـةٌ "- هــجــرةٌ ، وانـشـقــاقٌ -.. بقلم: محسن حسن

" حُــبـارى سـعـوديّـةٌ "- هــجــرةٌ ، وانـشـقــاقٌ -.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الأربعاء، ٣٠ مايو ٢٠١٨

● الحُبارى طيورٌ سعوديةٌ أصلاً ، مُستوطنةٌ في السعودية ، مفردُها وجمعها "حُبارى "
● والصيد ، في العائلةِ السعوديّةِ، المالكةِ ، الحاكمةِ ، من العاداتِ القديمةِ ، المُتأصّلةِ ، تقوم بها في مواسمِ الصيدِ ، في البراريْ ، و القِفَارْ......!!
● ولكلّ صيدٍ ، طيورُه ، وطرائدُه ، ومواسمُه ، ومكانُه ، وزمانُه ، ..... وكان الصّيادون يكمنون ، ويُلاحقون ، ويُغافلون ، ويُفاجئون .... وفي كلّ حالةٍ من تلك الحالات ، يصطادون بالوسيلة المُتاحة ، في المكان ، والزمان ، المناسبين ، وكانوا يستعينون ، في حلّهم  ، وترحالهم ، بصقورٍ ، وكلابِ صيدٍ مُدَربَّةٍ ، ليكون الجهدُ مُثمِراً ، والصيدُ وافراً  ، يرافقهم في رحَلاتِ صَيدهِم ، اسطولٌ، فيه غِرَفٌ ، لتنظيف الصيّدِ ،وغِرفٌ لِتَبريدهِ ، وحفظهِ ، بأكثر الأليّاتِ ، و الأدواتِ ، والوسائلِ حضارةً ، وبراعةً ، وغِرفٌ للدعَايةِ و الإعلام ، لصناعة ، وتوثيق أمجاد صيد ِالصيادين ، الأمراء ، الملوك ، وكتابةِ أحداثِ ذلك الصّيدِ ، و غرائبهِ ، في صفحاتِ تاريخِهم ، يُباهون بها ، ويعتزّونَ ، ويفاخرونْ ....!!
● وكان صيدُهم ، هذا ، يُنضّد ، ويُنظّمُ ، ويُهدي منه ، لرؤساء ، في الغرب ، الأصدقاء ، الذين لم يعرفوه ، سابقاً ، ولم يألفوه ، مصحوباً بنشراتِ طَهيْةِ ،ليُطهى لهم صحيحاً ،  ويتّذوّقوهِ، ويبُدِون رايهم فيه ، مَكتوباً ، وموثّقاً ، وثائَقَ شهاداتٍ ، تُدوَّنُ فيه ، وتُحفَظُ ، في سجّل ، و وتاريخِ صَيدِ تلك العائلاتِ ، الأمراءِ ، الملوكِ ، كمنجزاتٍ ، وانجازاتٍ ، وبطولاتٍ ، عربيّةٍ ، وانتصاراتْ .........
● وكان الغرب ، يُجامِلَهم – مكافأةً وتَملُّقاً ، ويَتحدّث ، أمامهم – بنعمائِهم ، وكرمِهم ، وطَيْبِ صَيدهِم – تشجيعّاً – لإبقائهم مُتخلّفين عن العالَم ، معتزّين بتخلّفهم هذا ، ومنشغلين بالأمور الصغيرةِ، ويؤخذون ، في اللحظاتِالمناسِبةِ ، على حين غَرّةَ ....
●دخلتِ الحضارةُ ،مُجدّداً ،في كلّ مجالاتِ الحياةِ ، في البشرِ ، والشجرِ ، و الحجرِ ،و النّفطِ ، والطيرِ ،والصيدِ ، وأدوات الصيدِ  و الصيادينْ .....
وفيهذهالمناسبة،أصبحتالحُبارىأكثرَفهمَاً،وأشدَّحَذَراً،وإتّقاءً،وتَرىعلىمسافاتٍأكثرَبُعداً،وتتجنّبالصيادينعلىغيرعادتِها،وبدأتْتشعُرُأنَّهاأصبحتْفيوضعٍلاتُحسَدُعليه،أكثُرظلماً،واضطهاداً،وملاحقةً،وتعرُّضاً،للإبادةِ،والانقراضِ،منقِبَلِتِلكالعائلات،الملوكِوالأمراءِ،واكتِشفعلماءُأثارها،مُستودعاتٍأثريّةً،مليئةًبالخناجر،وثبَتلمثِّقفيها،وعلَماءِتاريخها،أنّهامنأصلٍيمنيّ،حوثي .....
●فَعَقدتْ ، في غفلةٍ من عيون الملوكِ ، و الأمراء ، العائلة ، الظالمة ، المالكة ، الحاكمة ، مؤتَمَراً ، تحت رعايةِ كبارهِا ، وزعمائِها ، قرّرتْ فيه التّمرُّدَ ، و الانشقاق ، وامتشق كلٌّ منها ، خِنجْرَه اليمني ، وأعلن انشقاقه ، عن تلك العائلات ، و الهجرة بعيداً لاجئةً سياسيّةً ، إلى اليمن الشقيق ، و الالتحاق بعائلتها , اوصلها اليمني ....
● التحقتِالحُبارى،بالحوثيّين،فياليمن،مُرحَّبَاًبها،مقبولاًلجوئُها،أهلاً،وأخْوّةً،أعزّاء،وانتحتْتنظيماًحوثيّاً،مقاوماً،سكنتبينهم،فيأحيائهم،بينأولادهم،ونسائهمواتَّفقتْمَعَهمعلىتشكيلحكومةٍ، ، وطنية ، يمنيّة ، حوثيّة ، حُبريّةٍ ، و القتالِ مَعاًفي جبةٍ واحدةٍ،ضدّالاعتداء،الملكيِّ،العائليِّ،السَعوديّ،الوهابّيِ،الظالمِ،المرتدَّ ..........
● واصبحتْ تلك الحُبارى ، التّي انشقّت ، طيوراً ، جارحةً ، بدّلتْ طبائَعَها ، وغيّرتْ عاداتِها ، وظهرتْ لها أظافرٌ ، كالخناجرِ الصغيرة ، تُدافع بها عن نفسِها ، وتستطيع إن تحرُمَ صياديها نُعمةَ الْبَصَرِ ، وتحيلُهم مُعاقين يستجدون كلّ مُتطلبّاتِ الحياةْ .............
● ونتيجة ذلك ، بدّل الصيادون ، من العائلة المالكة ، كثيراً من أدوات صيدهم ، بما يُناسب تلك  التّغييّرات ....
زوّدوها ، بمناظيرَ ، تقرّبُ البعيدَ ، وتوضّح المُبهَمَ ، وتكشُفُ الغامِضَ ، وتحقّقُ المسُتحيلْ ....
أصبح لديهم طيّاراتٌ ، وطيّاريون ، ومُرتزقةٌ ، بتوجيهٍ ، ورعايةٍ ، أمريكيّة ، إسرائيليّةٍ ، عربيّةٍ ، إسلاميّةٍ ،وهابيّةٍ ،إستباحةً ، ووحشيّةً ، وهواية ،تقتلُ كُلَّ شيءٍ  ،عن بُعدٍ ،بكبرياءٍ ،وعنجهيّةٍ ، واعتزازٍ...البشرَ ، والشجرَ ،و الحجرَ ....تُلاحق الحُبارى التي انشقّتْ ، و الغزلان التي لجأتْ ، و القبائلَ التي ثارتْ ،وكلَّ من تحتاج إلى قتْلِهِ ، وتأديبِهِ ، وتأديبِ الأخرينَ بهِ ،من الحوثيين ، و اليمنيّن وكلَّ البشرِ المُساندين......
●وبذلك ، أصبحت هوايةُ الصيد ، هوايةً ، ضارّةً ، تحوّلتْبقديمها ،وحديثِها إلى عبءٍ ،ورعبٍ ،وكابوس يلاحقُ حُبارى العائلةِ السعوديّةِ ، و العائلةِ المالكةِ ، الحاكمةِ كلّها ،بصّياديّها ، وغير صياديّها ، أينما حلّتْ وكيفما رحلتْ....
●اختلط الصيدُ بالحربِ و الإعتداءِ ، واختلطتِ الحُبارى ، بالأبرياءِ ، بالبشرِ ،و الشيوخِ، والأطفالِ و النساءِ......
●على العائلة المالكةِ ،الحاكمةِ ، الاقتلاعَ عن عادةِ الصيدِ هذه ، و والبحث عن عادةٍ جديدةٍ ، حديثةٍ ، لا قديمَ لها حفاظاً على نعمة النّظر ،وتجنّباً للإعاقة و الضرر .....
وعليها التنازل عن"الحُلُمِ المُعجزةِ"،الذي رأت فيه أنّها دولة عُظمى،وتحتاج إلى اليمنِ  ،حديقةً ، خلفيةً ،لها .........
●عليها البحثَ عن حدائقَ خلفيّةٍ ، لها ، خارجَ اليمنِ ، فقد ينقلبُ السحرُ على السّاحرِ ، ويأتي القدرُ بما لا يتوقعّه البشر ،فقد يَفْقِد القصرُ الملكيُّ في الَسعوديةِ كلِّ حدائقهِ الأماميةِ و الجانبيّةِ و الخلفيّةِ ... ويبقى قصراً ،بلا حدائقَ، مُتحفاً ،لعكازِ الملكِ،وكوفيّتهِ ، وعبائتهِ  - وقد بلغَ أرزلَ العُمْرِ ، وقد يَرحَلُ ، ويُغادرْ  قريباً ، وتبقى عصاه مركونةً في زاويةِ القصرِ ، وحيدةً ، بسكونٍ ، وهدوءٍ ، وصمتْ يعلوها الغبارْ ...
●على العائلةِ السعوديّةِ المالكةِ ، الحاكمةِ ، ان تعودَ كما كانت عائلةً ،دولةً ، غنيّةً ، ليستْ دولةً عُظمىِ ،وليست دولةً نوويّةً ،بلا حدائقَ خلفيّةً ، تكتفي بحدائقها الأماميّةَ ، و الجانبيّة ،فالأحلامُ تبقى أحلاما ، و الاوهامُ تبقى أوهاماً ........
●على الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، ان تبحث للعائلةِ المالكةِ الحاكمةِ لبناءِ قصرٍ ، جديدٍ ، فسيحٍ ،وحدائقُه فسيحةٌ ، جميلةٌ ، تحيط به ،على الأرض السعوديّة ،فقط ،وليست على الأرض اليمنيّة ،وان تأتي للقصرِ الجديدِ ،بخلقٍ جديدْ ، عملاءَ جُدّدَاً.، أجملَ شكلاً ، و أصغرَ سنّاً ،وألطفَ تعاملاً،  وأقلَّ ظلماً ،واستعباداً.....  وطموحاً ، تماشياً ،وتماهياًمع الحريّةِ ، و الديمقراطيّة التّي توزّعها الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيةُ ،  ذاتَ اليسارِ ، وذاتَ اليمينْ، فالعيُن مَلَّتِ العائلَةَ ، بِشكِلها التّقليديّ ، القديم ِ ، وظُلْمِها ، واضطهادِها ، فقد تركتها الأخلاقُ ، ونَسيَها الزمنُ ، ونبذتها الفِطرةُ السليمةُ ، ورفَضَها التّاريخُ ، وأصبح الإتيان بغيرها ، حاجةً ، مُلحّة ، أمريكيّةً ، إقليميةً ، دوليّةً ، وعالَميّةً ....
●على العائلة السعوديّة ، المالكةِ ، الحاكمةِ ، أن تتذكّر : إن الصيدَ الجائرَ ، والخوفَ ،والرُّعْبَ أدّى بالحُبارى إلى الانشقاقِ عنها ، و الهجرةِ  ، و الالتحاقِ بالحوثيّين ، في اليمن – جهاداً ، دفاعاً عن النّفس، ودفعاً للظلم ، ومنعاً للْقَتَلْ ......
عليها أن تتّعِطَ من إنشقاق الحُبارى وهجرتها ، وتتوقّعُ بين الفْيَنِة ، والفْيَنِة ، إنشقاقَ المظلومين ، و المقهورين ، من أبناء السعوديّة ، وهم كُثُرُ ، ويُعانون ..... و الفَقْرُ ، و الظْلْمٌ توءامان .....
● في السعوديةِ ، ظلمٌ ، و فَقرٌ ، وفقراءُ ، عاشوا العُمُرَ ، فَقْراً ، وظُلماً ، وَخَوفاً ، وعُبوديّةً ، لا يتنفّسون إلاّ بأمْرِ الأميرِ ، ولا يُصلُّوَن إلا بموافقةِ الملك .....
● صمتوا – قسراً على الفقرِ ، و الظّلمِ ، و الاضطّهادِ ، و الاستعبادِ ، و العذابِ ، عُمُراً ، و النّفطُ مسّتَقِرٌّ في أراضيهم ، يتفجّرُ من تحتِ أرجُلِهِمَ ، و بين أقدامِهم ، و خيامهم ، وأكواخهم ، ويُسرَقُ أمامَ أعينِهم من قبل تِلك العائلةِ الحاكمةِ وذاك الغربِ .....
●شاهدو بعيونِهُم الثرواتِ ، و الغِنى ، و الترَّفَ ،و الاسرافَ و عاشوا الفَقْرَ ، و الحاجَةَ ، و الظّلْمَ .....
على هؤلاء الفقراء أن يقتدوا بالحُبارى ، ويسلكوا الطريقَ التي سَلكتْهُ قبلَهم .... يوُدّعون الصّمتَ ، و يرفضون الظُّـلمَ ، و الاضطّهادَ ، و الاستعبادَ ، ويسلكون طريقَ الثورةِ ، التي توصلهم إلى إحدى الحُسنيين : الخروج إلى رحابِ الحريّةِ ، و الحياةِ ، التي حُرموا منها عُمُراً – ظلماً ، وعدواناً – أو الانتقال – شهداءَ- إلى الآخرةِ– حيث الجنّةُ ، و الفوزُ العظيم ....
● و في الحالتين ، يكونون قد خرجوا من الواقع المُظلِم المريرِ ، الذيُ وضِعوا فيه عُمُراً ، من قِبَلِ العائلةِ ، الدّوِيلَيْةِ- الدولةِالعُظمىَ -  ....
● على الظلمِ سَيثورون ، و على العبوديّةِ سيتمرّدون ، وَ قُيودَ الاستبدادِ سُيحّطمِون ....
● وعند ذلك فالسيّد الأمريكي سينسى تلك العائلاتِمُكرَهاً ، ويتنكّر لها ، وللماضي ،و للعمرٌ الذي مضى ..... ويَحرقِ التّارِيخَ كُلَّهُ .....!!