تاجر واشنطن والبقرة الحلوب.. بقلم: د.أنور العقرباوي

تاجر واشنطن والبقرة الحلوب.. بقلم: د.أنور العقرباوي

تحليل وآراء

السبت، ٣١ مارس ٢٠١٨

كان مشهدا قل بين نظراء في سدة الحكم نظيرا له، إلا ما خلا من الإستحمار والإستخفاف بالعقول، وكل ما يحمله من معاني الفوقية الجشعة في حضرة البقرة الحلوب، اللذي ليس بوسع غير شره ماكر بلطجي أن يمليه، ويذعن له وينطلي على الحكام، اللذين استولت عليهم المذلة والتبعية بمحض إرادتهم، وسواها لا يحترفون أو يمتهنون! في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 أطلق الرئيس الأمريكي، جورج بوش صرخته المشهورة "أمام كل أمة في كل منطقة قرار لتتخذه الآن وهو إما أن تكونوا معنا أو ضدنا"! وفي إعلان له عشية إعلان الحرب على أفغانستان، لم يتردد لحظة في وصفها "بالحرب الصليبية"، قبل أن يبررها المقربون منه أنها كانت "زلة لسان"، وأنما المقصود منها كان "حملة في سبيل خير البشرية"! وبغض النظر عن التفسيرات اللتي ما لبثت الحروب في المنطقة، حتى كشفت عن حقيقة نواياهم وزيف دعواهم، واللتي لا تخفيه وسائل إعلامهم وأعمالهم الفنية من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، عن الصورة النمطية للعرب والمسلمين، على إعتبارهم مجرد جراد جشعون ولصوص وإرهابيون، فقد جاءت التغييرات الأخيرة في قمة الهرم المعنية في رسم السياسات وإتخاذ القرارات، واللتي أسندت إلى الصهيوني جون بولتون، ومايك بومبيو زعيم حزب الشاي العنصري، حتى تؤكد أن نهج السياسة الأمنية والخارجية الأمريكية، إنما لا تختلف في إختلاف ساكن بيت الشر الأسود، اللتي تقوم على أساس تجسيد مفهوم الحروب والحلول العسكرية وسيلة لتقوية النفوذ الأمريكي من أجل تكريسه السيد اللذي يحكم العالم بلا منازع! وإذ أنه من المألوف والمعروف عن السياسة الخارجية الأمريكية، إعتمادها وسيلة الإبتزاز والإملاءات، والمواقف الخارجة عن القانون والأعراف الدولية، في سبيل تكريس نفسها شرطي العالم دون منازع لها، فإن اللذي يعني كل عربي غيور على مصلحة وكرامة و مقدرات أمته، هو ليس في تكديس الأسلحة اللتي رغم كل المليارات اللتي أنفقت في سبيلها، لم تفلح في النيل من صمود شعب اليمن رغم شح إمكاناته، ناهيك عن هزيمة مشروعهم التقسيمي في سورية رغم الحرب الكونية عليها، واللتي حشدوا لها كل الإمكانيات المادية واللوجستية والعسكرية، إنما اللذي يعنيه أن لا يكون مدية في خوض حروب بالوكالة نيابة عن غيرهم، في الوقت اللذي لا يخفي فيه أعداءهم حقدهم وبغضهم لطرفي "النزاع" السني-الشيعي المصطنع، سوى إستنزاف مقدراتهم ونهب ثرواتهم، حتى تؤول الغلبة والسيطرة إلى العدو الصهيوني، ذراعهم المتقدم في المنطقة! وإذا كان ما في المشهد اللذي جمع بين ترامب وإبن سلمان، وهو يستعرض مشهدا مصورا للأسلحة و المعدات العسكرية، وما فيه من دلالات الغرور والغبن والإستهبال، اللتي تفاعلت على وجه نظيره بإبتسامة ليس أقل ما يمكن وصفها سوى بالبلاهة والبلادة المجردة من كل إحساس، فهلا كان حقا جشع واشنطن الدلال أحرص من الدوني إبن سلمان، على أمن وسلامة معقل المسلمين والإسلام، في الوقت اللذي لا يتوانى ولو للحظة وفي مناسبة أو غيرها في وصفهم بالمجرمين والإرهابيين! وإزاءه فإنه حري على كل من ينشد العزة والكرامة، وحريص على تحقيق أماني أمتنا، في رغد العيش وتحرير ما سلب من أراضيها، أن لا يتوانى في النزول عن الشجرة اللتي لا كبرياء فيها إلا للوطن، اللذي أثبتت الوقائع والأحداث، أنه غير محور المقاومة والممانعة، ليس هنالك من يدافع عن حقوقها ومستقبلها وقرارها المستقل، اللذي عمدته أرواح الشهداء بالآلاف المؤلفة من أجل أن نقولها مدوية نحن المسلمون والعرب، لن نصطف مع غيرنا دون مصالحنا في المقدمة، وإنما الجراد والإرهابيون أنتم ومن سار على دربكم من الحثالات، اللذين لا هم لهم من عملائكم سوى سدة الحكم!