تجدّد الحياة.. بقلم: سامر يحيى

تجدّد الحياة.. بقلم: سامر يحيى

تحليل وآراء

الاثنين، ١٢ مارس ٢٠١٨

  الربيع يجدّد روح الحياة، يستنهض الزرع وتورق الأشجار، تخضرّ النباتات، تورق الابتسامة مجدّداً مبشرةً ببداية دورةٍ حياتية، يعطينا فرصةً كي نراجع الماضي وننظر للواقع لنستطيع الوصول للمستقبل، انطلاقاً من الاهتمام يولّد العطاء، فالطبيعة أعطت عندما اعتدل المناخ وهطل الغيث، وكما الطبيعة والأم كذلك الوطن يحتاج لاهتمام جميع أبنائه وتوفير كل الإمكانيات ضمن المتاح ليعطينا وعطاءات الوطن أضعافاً مضاعفةً، أو يستمر بالحياة على استحياء ضمن دورة الحياة الروتينية الطبيعية.
  فكما الربيع يستنهض الزرع فكذلك الوطن، يستنهض همم أبنائه ويناديهم دوماً، لاستثمار موارده، واكتشاف طبيعته، فلبّى أبناء الجيش العربي السوري النداء وبذلوا الغالي والنفيس، وضحّوا بدمائهم ووقتهم وعرقهم والعيش الكريم، من أجل الوطن وتأمين العيش الكريم لأبنائه، ضمن المتوفّر لهم، آخذين بالحسبان العدو الصهيوني الغاصب، وكذلك أذنابه من الإرهابيين، ولبى القسم الأكبر من أبناء الشعب النداء بالصمود والعمل ضمن الحد الممكن. والتساؤل المطروح بقوّة مع بداية الربيع، هل فكّر ربّان كل سفينة ضمن سفينته، بالبحث عن مكامن الثروة والطاقة والقوة، عن المخاطر ونقاط الضعف والتراجع والتقصير، لتذليل العقبات، وسد الثغرات، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، واستثمار ما يمكن استثماره، لكي تعود السفينة أقوى مما كانت، حيويةً ونشاطاً وعطاءً ورونقاً، ونؤكّد ضمن الظروف المتاحة، والإمكانيات الممكنة، وهذه هي حقيقة تطبيق شعار "ضغط النفقات ومنع الهدر" ، هل بحث كلّ ربّان سفينة كيفية استنهاض كوادر مؤسسته وتوزيع العمل عليهم، مما يسهّل عليه البحث عن الجديد، لا مجرّد تنظيرٍ وحجج، فأبناء الجيش العربي السوري لم يحتجوا بقلّة ذات اليد، ولم يحمّلوا المسؤولية لأحد.. بل البحث عن أفضل السبل لتطوير الأداء ضمن الوضع الممكن، هل بحث المسؤول مع فريق عمل إدارته ولو كان على فنجان قهوة الصباح، إن لم يكن يومياً مرّة في الأسبوع، لن تأخذ من وقت الموظّف وتلقائياً ستنعكس على عمله، بل ستنعكس على رضا الموظّف ورضا المواطن بآنٍ معاً، يتم خلالها ليس إعطاء الحكم والمواعظ وبث التعليمات، بل البحث في إمكانية التطبيق والعثرات والثغرات والإيجابيات وكل ما يعترض العمل إيجاباً أو سلباً،  أم أن المسؤول السابق، أو الذي يحلم بتحمّل سدّة المسؤولية أنّ كلامه يجب أن يكون مدروساً ضمن إطار مؤسسته أو ما يجب أن يعمل به ليكون أهلاً للمسؤولية لا مجرّد شعارات وتحميل مسؤوليات.
  أليس السؤال الواجب الإجابة عليه، أن الجسم إن لم تعتن به اليوم سيزعجك غداً، والمرض الذي لا تعالجه اليوم وإن وضعت له الخطط والخطوات إن لم تبدأ من اللحظة الراهنة، فثق تماماً أنّه عندما يحين وقت تطبيق ما رسمته من مخطط صرت بحاجة لخطّة جديدة لكي يعالج المريض إن كان هناك من أمل للعلاج، لا سيّما العمل الإداري لا يوج خطّة مستقبلية إن لم تنهض من الواقع الراهن والإمكانيات المتوفّرة والموجودة.  
  إنّنا أحوج ما نكون بأن يستثمر كل مسؤولٍ بشكلٍ بنّاء وجدي المنابر الإعلامية لاستنهاض الهمم وتحقيق المراجعة كل ضمن تخصّصها، سواءً الوسائل الإعلامية وخطب الجمعة وعظات الأحد، والاجتماعات الصباحية لطلبة المدارس، والمحاضرات لطلبة الجامعات، والاجتماعات الدورية في المؤسسات الحكومية دون استثناء، والمراكز الثقافية المنتشرة بكلّ مكان، والتي تقام بها فعاليات يومية، كلّها منابر تعمل بحيث نخرج منها لساحات العمل، لا لننتقد ونمدح بل للبحث عمّا يقوم به كلٍ منا بشكلٍ فعلي على أرض الواقع، لا عمن يتحمّل المسؤولية.
   عندها يكون الربيع الحقيق قد أتى أكله، واستطعنا السير على خطٍ متوازٍ مع تطهير تراب سوريتنا من رجس الإرهاب، ونسد الثغرات التي يحاول الطامعون التسلل منها، وتلقائياً سنجد تحسن الدخل القومي والوطني وهو الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء، وعرق الأبطال، وتعب وسهر وكدّ كل جنديٍ موزّع في كل مفاصل الوطن ومؤسساته.