مسرحية الكيماوي.. بقلم: صالح صالح

مسرحية الكيماوي.. بقلم: صالح صالح

تحليل وآراء

الأحد، ٤ مارس ٢٠١٨

تستعد الولايات المتحدة الأميركية لتكرار مسرحية “الكيماوي” في الغوطة الشرقية، وتحميل الجيش العربي السوري المسؤولية، بهدف تشجيع الإرهابيين على الاستمرار بمهاجمة مواقع الجيش العربي السوري، وقصف المدنيين في مدينة دمشق بالقذائف الصاروخية، والتي بلغت منذ بداية العام الحالي أكثر من 2250 قذيفة استهدفت المدارس والمشافي والبعثات الدبلوماسية ومقرات منظمة الهلال الأحمر، وتشجيع التكفيريين على منع المدنيين من مغادرة الغوطة واحتجازهم دروعاً بشرية.
ربما التأخير في رفع الستارة عن المسرحية الجديدة هو البحث عن عنوان جديد، فـ “استعمال الدولة السورية للكيماوي ضد المدنيين” لم يعد عنواناً “جاذباً” من كثرة ما استعمل وثبت كذبه، ولم يعد مفيداً، وربما يعطي مفعولاً عكسياً ضد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وأدواتها من القتلة والمجرمين ومن صبيانها اللذين يسمون أنفسهم بـ “المعارضة المعتدلة”.
السبب في العودة إلى مسرحية الكيماوي هو إفلاس تحالف العدوان على سورية من إيجاد ذرائع جديدة للنيل من الدولة السورية بعد الانجازات الكبيرة التي حقّقها الجيش العربي السوري في كافة الميادين على امتداد الجغرافيا السورية، وبالأخص في الغوطة الشرقية، بعد أن أعلنت القيادة السورية قرارها بإنهاء الوضع القائم فيها لحماية المواطنين السوريين من الإرهاب والقتل العشوائي، وسحبها من التداول كورقة ضغط وابتزاز بيد أعداء الوطن لأخذ مكاسب لم يستطيعوا انتزاعها في الميدان، وذلك بعد عدم قدرة المرتزقة اللذين درّبتهم واشنطن للقيام بأي فعل حقيقي على الأرض، وتحقيق إنجاز ولو خلّبي يحفظ لها ماء الوجه ويبرّر الدعم الكبير الذي تقدّمه لهم.
يضاف إلى ذلك تراجع الدور الإسرائيلي المباشر بعد الضربة الموجعة التي تلقاها الكيان الصهيوني بإسقاط طائرته في سماء فلسطين المحتلة، وما ترتّب عليه من تغيير في المشهد، وبعد أن ظهر عجز الدول الإقليمية المشتركة بالعدوان على سورية في التأثير الفعّال، وانشغالها بمشاكلها الخاصة: “السعودية بحرب اليمن، قطر بالحصار وخلافاتها الخليجية, الأردن وتفاعلات الأزمة الحكومية…). الفصل الجديد الذي أضيف على نص مسرحية استخدام السلاح الكيماوي هو قرار منظمة الأسلحة الكيماوية تشكيل بعثة لاكتشاف حقيقة استخدام الكلور في الغوطة الشرقية من عدمه. المضحك في هذا القرار أن التحقيق سيتمّ بـ “الريمونت كونترول” عبر الشاشات المعادية لسورية.
المهم أن التحقيق بدأ عن بعد دون إرسال وفود للتدقيق على الأرض، أي أنه ليس معروفاً من سيحقق، وأين سيحقق، وكيف سيثبت الاستخدام؟!.
بالرغم من ذلك جوقة المطبّلين، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وبعض العربان، جاهزة دوماً للتصفيق، وإطلاق صرخات الاستحسان، وذرف دموع التماسيح على الضحايا المفترضين بمسرحية لا تحتاج إلى جهد كبير لاكتشاف رداءة صنعها، بالرغم من أن الممثلين من أصحاب “الخوذ البيضاء”، ذراع تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، وبعض الأطفال والنساء قد أصبحوا محترفين ومتقنين للعب دور الضحية، إلا أن ضعف السيناريو وغباء المخرج حسم النتيجة مسبقاً، وحكم على المسرحية بالفشل قبل أن يبدأ العرض.