لغز التصوف وإلهي الذي اكتشفت  ... بقلم ميس الكريدي

لغز التصوف وإلهي الذي اكتشفت ... بقلم ميس الكريدي

تحليل وآراء

الأحد، ١٨ فبراير ٢٠١٨

هل أمسك بالقلم أم يمسكني ؟!!!
تصادفني روحي فألبسها وتلبسني يتلاشى جسدي فأمر من نفسي إلى نفسي
أتحلل....ويكتبني الإله الذي يسكنني ..ولا أراني .....بل أراه ..هو الوجود والموجود ليس أنا ........
أكتب لكم طلاسمي ..وأعلنها عليكم مقدسات ..كل المقدسات لابد أن تكون غامضة حتى يظل الإله لغزا يتكاثر حوله المجتهدون ...يتفقهون بنسج اللغة لتكون طريقا إلى كل شيء إلا الإله ...
أنبيكم بطريقتي وطريقي إلى الإله الذي اكتشفت في مسيرتي الصوفية ...ما أكثر الآلهة حين نقرر الإيمان ..وأنا آمنت بي ......
على فوهة البركان ...من فوهة البركان ...وأنا أتحول إلى بركان .....تنصهر دواخلي وأنصهر .....وفي لحظة الذوبان أرشق قطعي لتكون بقيتي وبازلت أرضي السمراء ....وأتصخر ...ثم تفركني الطبيعة الممهورة بقسوتي ....ومسحوقي يغطيني وأستيقظ كل ليلة من مهدي إلى لحدي وأعود ......أي معجزة حين كل ليلة تعود ...
كل ما أذكره لحظة أقرر الكتابة هو انفجاري   .....وعلى الورق أو الأثير أو أي وسيلة ترسمني ..وجهي أو أثري ...يسقط المختلف ......مساقط الكلمات ....مرتسماتها الهندسية .....مهابطها .......أخيلتها ......ليس بالضرورة أن تشبه ثورة الروح وتحولاتها وانبلاجها من الشرنقة أو تحولات الطبيعة .......
قد تأتي هادئة ملتفحة بحزن الهدوء وهدوء الحزن ......قد تكون عاصفة من حروف .......قد تكون ضجيجا .......قد تكون ربيعا مداهما بدون تعاقب نظري للفصول ........
وقد تكون مجرد همهمات ونفحات من نفس يداعبها اشتياق الحب .....أو استرحامه ......أو ابتهالات استسقائه ......
أصلي على أوراقي صلوات استسقائي وأمطر بعضي وكلي ......
إني أتحول في ليلاتي .....إني أبدل جلدي ....إني أتقطر ...أنواعا مختلفة من القطرات .......ألملم وجهي عن وسادتي كل صباح ...أنا مخلوق كامل التصوف الآن أتجهز لإعلان رسالتي ...ووجه الإله الذي تقمصني .....ولا أحتاج أتباعا لنصرتي ...سأكون التابع الوحيد لرسائلي..
لي معجزتين وإعجازي ....أني أتحول في الليل.....رياحي تزور كل أصقاع الانسانية ترتحل بين الدمعة والبسمة وتتزوج الشيطان والملائكة بالمتعة ذاتها..
تزور كل القبور والمقدسات وتمر من بين أذرع العشاق لتبارك كل الصادقين في لحظاتهم ونزواتهم وحقائقهم ..
معجزتي تقطري وتكاثفي وولادتي كل ليلة بشرا يؤكد آدميته في نبض متسارع يجوب السماء ساريا وراجعا ....
ما أوسع الكون وما أضيقه ...يحصده خيالي في ليلاتي مرات ومرات .....
أنا لست لحمي ودمي أنا لحمكم جميعا مستباحا ومقدسا ومذبوحا بالحلال وبالحرام .....
سقطت من ذاكرتي كل الخرافات وامتزجت بها وأعدت إنتاجها برحيل يعقبه رحيل وأنا مكاني يزورني الإله وأعتنقه ثم أكفر به  وأنكره فإذا هو أنا وأنا هو ولحني منتج مثله لأكسير الحياة ......
هاأنا أكتبني .........
أمارس هويتي .....
أمارس قدسيتي في لوحة وجودي .....الشعر والفلسفة والله والخوف ورائحة الدم والبقاء والفناء والإيمان بالخلود .....والخلود في الإيمان .....وأنا أعلن خلودي .....قد اكتشفت خلودي ......وما الآلهة إلا الخالدون والخالدات ..
أنا......لا تحاسبني على عشق الأنا ...لولا الأنا ما كان كل الكائنات ...
يا معجزتي ...في انتقالي بين أرحام الأساطير ...إني أتخلق في خلقي وخلق ما أخلق من عوالمي المخلدات ..
كعادتي قادني شيطاني المتلبس أناملي الآن إلى خطيئة الاعتراف ...وغرقت في الوحي وامتزجت بالرسالة والرسول والمرسل ..ونحن ثلاثتنا ....أنا .......رب ومتلقي وبينهما رسالة وحاملها .......
قد مارست نفسي بحيث لا تندم نفسي ....ولا تنكرني ......