لماذا لم تنفجر الحرب؟.. بقلم: نبيه البرجي

لماذا لم تنفجر الحرب؟.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الخميس، ١٥ فبراير ٢٠١٨

الرجل الذي يود احراق الشرق الأوسط، ولو اقتضى الأمر الخيار النووي، لكي يطفئ الحرائق داخل بيته…
 
لو ترك الأمر لدونالد ترامب و بنيامين نتنياهو لكانت المنطقة ضيفة شرف على… السيد الجحيم.
 
مصادر ديبلوماسية عربية موثوق بها، على تواصل مع البنتاغون لمسائل عسكرية، سرّبت معلومات حول اتصال الرئيس الأميركي برئيس الحكومة الاسرائيلية، بعد دقائق من اسقاط الطائرة، ودون اطلاع حتى مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر، ليبلغه بأن ادارته تقف مع أي عملية عسكرية يقوم بها في سوريا.
 
وكانت مواقع أميركية قد ذكرت أن عيون البنتاغون مفتوحة على مصراعيها لرصد كل ما يصدر عن دونالد ترامب، خشية تورطه في مواقف يمكن أن تكون لها تداعيات دراماتيكية على المصالح الاستراتيجية الأميركية، بعدما تم افهامه ان الأزرار النووية ليست في متناول يده.
 
رجال البنتاغون يعتبرون أن السمة المشتركة بين ترامب ونتنياهو هي «اللحظة الهيستيرية». نرجسية الرجلين قد تعبّر عن نفسها في حالة من العمى السياسي أمام أزمات ذات طبيعة معقدة وضاغطة.
 
الجنرالات الأميركيون يجدون من يصغون اليهم داخل هيئة الأركان الاسرائيلية. هؤلاء يعتقدون أنه لم يعد باستطاعة اسرائيل شن أي حرب دون «الشراكة» الميدانية مع الولايات المتحدة، على أن تشمل هذه الشراكة نصب منظومات الباتريوت على امتداد الحدود مع سوريا ولبنان، وعلى أن تتولى الأقمار الصناعية والطائرات الأميركية، وسفن الاتصالات، التشويش على الصواريخ التي تنطلق من أراضي البلدين.
 
بمعنى آخر، ان اسرائيل، بالقبة الحديدية التي يقول الخبراء انها صممت لاعتراض صواريخ يعود صنعها الى ما قبل عشر سنوات، عاجزة عن استيعاب الصواريخ التي يمكن أن تنطلق من سوريا، وتلك التي يمكن أن يطلقها «حزب الله». ما يعني أن النتائج الناجمة عن بلوغ الآلاف منها المدن، ومحطات الكهرباء والماء، ومستودعات المواد الكيميائية، وصولاً الى مفاعل ديمونا، ستكون بمثابة الهولوكوست الآخر.
 
الضؤ الأخضر الأميركي لم يعد كافياً ليضغط أصحاب الرؤوس الحامية على الزناد. هذه هي قناعة البنتاغون منذ أن كانت هيلاري كلينتون في وزارة الخارجية ونصحت تل أبيب باعطاء الأولوية للدفع الديبلوماسي لأن انتشار تكنولوجيا الصواريخ لا بد أن يكسر معادلة القوة التي لا تقهر.
 
كلينتون اضطرت للعودة عن تصريحها بعدما راح المعلقون المرتبطون باللوبي اليهودي يتهمونها باعطاء أعداء اسرائيل الانطباع أن بوسعهم اختراق أمنها الاستراتيجي اذا ما طوروا ترساناتهم الصاروخية.
 
قد يكون من الضروري هنا التوضيح أن أي صاروخ، أوأي سلاح ايراني آخر، بما في ذلك طائرات الاستطلاع، هو سلاح سوري بمجرد أن يصبح على الأرض السورية.
 
استطراداً، ليس باستطاعة الايرانيين اتخاذ أي خطوة منفردة، ان بالتقدم قيد أنملة على الأرض أو باطلاق طائرة استطلاع دون أوامر من غرفة العمليات المشتركة التي تضم فريقاً من كبار الضباط الروس.
 
وحتى بالنسبة الى القوات الروسية في قاعدة حميميم أو في قاعدة طرطوس، كل شيء يتم بالتنسيق الكامل، وان كانت «الطبيعة التعاقدية « للوجود الروسي مختلفة عن «الطبيعة الاستشارية» للوجود الايراني.
 
المثير أن هناك معلقين لبنانيين حمّلوا ايران مسؤولية ما جرى يوم السبت. تبنوا الرواية الاسرائيلية التي تقول ان الطائرة الايرانية خرقت الأجواء الاسرائيلية، كما لو أنه التسليم بأن مرتفعات الجولان لم تعد سورية، فكانت الغارة على الموقع الذي انطلقت منه الطائرة.
 
لا كلمة واحدة، مجرد كلمة، عن انتهاك الطائرات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية. الثابت ان تلك الطائرات لم تتوقف عن التحليق فوق لبنان منذ خمسينات القرن الفائت.
 
لم يعد غريباً، في اجترارنا لثقافة العار، أن يكون بيننا من يطرب لدقات قلب بنيامين نتنياهو…