مغامرة بائسة لترامب في إيران ومراهنة قد تطيح بطموحات بن سلمان..بقلم بسام هاشم

مغامرة بائسة لترامب في إيران ومراهنة قد تطيح بطموحات بن سلمان..بقلم بسام هاشم

تحليل وآراء

الخميس، ٤ يناير ٢٠١٨

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري بسام هاشم أن العرض فاشل والمسرحية لم تستكمل حتى أسبوعها الأول. وذلك في إشارة إلى ما يجري في إيران منذ أيام عديدة.
 
وقال الكاتب السوري في مقال نشرته صحيفة "البعث": يا للمغامرة البائسة التي كان ترامب بغنى عنها في لحظاته الحالكة هذه المفعمة بالوعيد والاتهامات ويا للمراهنة التي قد تطيح إلى الأبد بطموحات بن سلمان!. على حد تعبير هاشم.
 
وأشار إلى أن العبثية السياسية قدمت أحد أقسى دروسها وأكثرها حماقة طوال بضعة أيام من الرغبة السوداء في الانتقام من طهران وذهبت تحضيرات تركي الفيصل بن عبد العزيز والموساد والـ "سي أي إي" على امتداد الشهور الماضية هباء. بحسب تعبير الكاتب السوري.
 
ولفت هاشم إلى أن الشعب الإيراني لم ينتظر للحصول على الدعم الكبير وفي الوقت المناسب الذي كان وعده به ترامب. ولم يهزم الحرس الثوري ولم ترفع صور سلمان وولي عهده في شوارع طهران. لقد تحدى الرئيس الأمريكي نصائح وتحذيرات المستشارين والخبراء واستنفر تغريداته الشخصية على حسابه على "تويتر" على أمل تحرير الإيرانيين من "النظام الوحشي الفاسد" الذي بدد "الأموال التي أعطاها لهم أوباما" و"ذهبت إلى الإرهاب"
 
كما نفذ ابن سلمان تهديداته بـ"نقل الحرب إلى الداخل الإيراني" واحتلال "عاصمة الفرس" ولكن على ذلك الفيديو ثلاثي الأبعاد وكفى السعودية شر القتال. على حد وصف الكاتب هاشم.
 
وأضاف هاشم في مقاله: لم تنفع بروباغاندا "تحطيم حاجز الخوف" وتوفير "نافذة فرص إسقاط النظام" في تشتيت الانتباه عن القضية الفلسطينية بعد المؤامرة المشتركة التي كان خطط لها الطرفان بإعلان ترامب القدس عاصمة موحدة لإسرائيل كما لم ينجح التصعيد الانتقامي وسياسة الغرق في الأوهام في قطع كوريدور المقاومة الممتد من طهران إلى دمشق إلى بيروت من خلال إشغال إيران وافتعال الشغب هناك على أمل العودة إلى موقف الانتظار في الشمال السوري وإحداث النقلة التكتيكية المطلوبة بإغلاق الحدود بين سوريا والعراق.
 
وتابع قائلاً: لم يتمكن ترامب من التزود بالشحنة السياسية التي كان يفترض أنها ستمكنه من الإعلان رسمياً عن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ولم تتجاوز شعارات "غزة لا تهمنا ولا يهمنا حزب الله.. ما يهمنا هو إيران حدود بعض العملاء من "مجاهدي خلق" رغم أنها شعارات  ورهانات  سعودية مسبقة الدفع بالأساس. على حد قول الكاتب هاشم.
 
وقال: لقد كان الدعم الفوري الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية يشي بخطة ما مبيتة تنطوي على جملة واسعة من الأهداف وكان واضحاً أن هناك من يستعد لمرحلة تالية جديدة من المواجهة مع محور المقاومة على قاعدة إغراق إيران فيما جرت إليه سورية طوال سبع سنوات.
 
وخلص الكاتب السوري إلى أن هؤلاء يرفضون ابتلاع الهزيمة في سورية والخروج منها نهائياً ولكنهم لا يفعلون إلا مراكمة الخسائر والخيبات. باتوا اليوم يخوضون معارك مجانية تسحب من رصيدهم الشخصي والمباشر قبل العودة إلى الملفات الداخلية الخطيرة والمثقلة بالتهديدات الحقيقية. ينطبق ذلك على ترامب ونتنياهو كما على ابن سلمان ولكنه ينطبق أيضاً على الولايات المتحدة الأمريكية التي تثير الفوضى في الشرق الأوسط فيما هي تؤسس لانسحاب مذل تحت الضغط والإكراه وعلى "إسرائيل" التي تنوء بعبء دعم ترامبي يسوقها إلى مواجهة شاملة غير مسبوقة داخلياً وخارجياً على مختلف الجبهات والمستويات بحسب تعبير الكاتب السوري.