أه يا دمشق .. نسيت قلبي.. بقلم: صالح الراشد

أه يا دمشق .. نسيت قلبي.. بقلم: صالح الراشد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٧

ردي قلبي أو إمتلكيه فكلاهما واحد، ووجهان لعملة الحب الخالد المعتق بشوارعها ونبض إحساسها ودفء قلوب أهلها، فحبها تاريخ وأمل وعشقها عروبة وسكن، هذه دمشق ندخلها من أي باب فنجد فيها ترحاب، فأبوابها قلوب بلا جدران تعانق القادم الولهان وتأخذه الى عالم النسيان ، فيدور في أوردتها من سحر المكان الى جمال الوجدان، هذه دمشق سيدة الازمان.

جهاراً نهاراً دلفت بابها، خاطباً ودها ساعيا لقربها أملاً بقلبها والبقاء بجوارها واشتمام عبق رائحتها والبقاء في كنفها .

جئتها لأبث همها ، جئتها لأضمد جرحها، دخلتها لأمسح دمعها، فوجدتني أبث لها هموم أمة تمزقت فتضمد بيدها الحانية جراح أمة خار جسدها من كثرة الطعنات ، وتمسح بمنديلها دموع انكسارات تزامنت مع عصر شابه الانحدارات.

سرت في طرقاتها واسترجعت تاريخها فسقطت دمعة ثم بسمة فتحولت الى تحدٍ، فقلت يا دمشق من لا يحبك فقد كره نفسه، يا دمشق سيدة الافئدة من لم يقرأ عظمة تاريخك فلا مستقبل له، يا دمشق انهضي فدونك نحن أمة عارية فالبسينا ثوب العز كتاريخ مشرف عَرّفَناً به العالم سنيناً وسنينا.

آه يا سيدة القلوب فقد أوجع حزنك قلبي وأثار شجوني فتهت في طرقات دمشق ابحث عن ذاتي فدلني سليمان الحلبي بخنجره على هدفي، وشاهدت جول جمال بطائرته يغوص بدمه منتصرا، ووقفت احتراما لعز الدين القسام وانا أشاهد خيوله تحارب في فلسطبن، عندها عرفت طريقي وكيف نستعيد كرامة أمة بوحدة وقوة وفداء، نعم .. وجدت دمشق سيدة العواصم قد نهضت وتحاملت على جراحها فاستعادت بريقها واستعدنا بسمتنا وفرحنا، فعودة العروس بثوب الفرح ألغت مظاهر الترح فتطايرت البسمات تنير الدروب والطرقات فتزرع الأمل وتطرح الحب قناديل للسعادة.. انها دمشق يا سادة .