الإنتفاضة قادمة لا محالة.. فلسطين لن تركع.. بقلم: د.خيام الزعبي

الإنتفاضة قادمة لا محالة.. فلسطين لن تركع.. بقلم: د.خيام الزعبي

تحليل وآراء

الأحد، ١٠ ديسمبر ٢٠١٧

في الوقت الذي تتصاعد وتيرة التوتر في المنطقة العربية، تمضي إسرائيل في تكثيف ممارساتها القمعية وتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تحويل دفة الصراع إلى جهة تكريس الدولة اليهودية، وذلك بفرض وقائع جديدة على الأرض لا يمكن التعامل معها بشكل دبلوماسي، خاصة في ظل مؤشرات المفاوضات والجلسات عديمة الجدوى برعاية أمريكية. إن إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل مسألة خطيرة ، لها أبعادها وتداعياتها الكبرى ، التي ستنجلي وتتضح خلال الفترة القادمة .وهذه الخطوة تؤكد انحياز تام للكيان الصهيوني الإرهابي ، وإرضاء كامل لجماعات الضغط اليهودية ومحاولة لتنفيذ أحد وعوده الانتخابية بعد أن اهتزت مكانته سياسياً داخل البيت الأبيض ، وفي الوقت نفسه فإن هذا الإعلان الأمريكي سيحول القدس وساحات الاقصى والأرض الفلسطينية الى ساحات غضب شعبي عارم وجارف تحت اقدام الصهاينة المحتلين، وهذا سيشعل دون أدنى شك الأجواء ليس فقط في القدس ، وإنما أيضاً في معظم الدول العربية، بل قد يشجع هذه الدول أن ينسوا خلافاتهم الداخلية، وينضموا إلى العمليات القتالية ضدّ إسرائيل. في هذا السياق إنّ فشل المفاوضات بين إسرائيل والحكومة الفلسطينية، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيتها تيلرسون ، كان أمراً حتمياً بسبب الرعاية الأمريكية والتعنّت الإسرائيلي والتنكّر للحقوق الفلسطينية وللمرجعيات الدولية، فالمطلوب ليس تجميد الاستيطان وإنما قلعه من جذوره، وليس الإعتراف بيهودية إسرائيل، بل الإعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة في حدود 4 حزيران 1967 عاصمتها القدس وعودة اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة. وعلى نفس المنوال،أن حالة اللامبالاة العربية حيال ما يجري في القدس، تعد بمثابة ضوء أخضر للإحتلال للإستمرار في مخططاته التي تستهدف الإنسان والأرض والمقدسات، فالأوضاع الراهنة يجب أن تجعل الفلسطينيين يعيدون تقييم أولويات المرحلة المقبلة، فقرار الإنتفاضة في الساحة الفلسطينية موجود، ولكن هناك دول وقوى تعمل بكل جهد من أجل عدم تطور إحتجاج الشعب إلى انتفاضة وتعزيز الإنقسام الداخلي وقمع المقاومة، لذلك أرى أن أمام هذا التردي الخطير، و المطالعة للواقع الراهن ومحاولة قراءة أسباب اشتعال الانتفاضات السابقة، أننا على أبواب إنتفاضة جديدة لا محالة، ولن يقف أحد في وجهها، لوضع حد لمخططات الإحتلال التي جعلت الفلسطينيين يعيشون في كآبة ومآسي، وهنا لا بد من ضرورة السماح للمقاوم بحمل السلاح في القدس من أجل تعزيز وحدوث هذه الإنتفاضة، وخلق معادلة صراع جديدة مع الاحتلال يتم بموجبها الحصول على كامل حقوق الشعب الفلسطيني. مجملاً....نحن اليوم أمام تحدي كبير يتطلب التغيير في الإستراتيجيات والأداوت لإنه لم يعد بالإمكان بالطريقة القديمة أن نصل إلى نتائج ملموسة، فإسرائيل لن تقبل العملية السياسية بأي شكل من الأشكال لحل لقضية الفلسطينية وتحقيق السلام، لذلك فالخيار الأفضل للتعامل مع الاحتلال هو العودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة قرار ترامب المشين "إعلان القدس عاصمة لإسرائيل" ، وفي إطار ذلك يمكنني القول إن المسجد سيظل إسلامياً خالصاً لا يقبل القسمة، وإنه لن يكون فيه موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه مهما بلغت غطرستهم وعربدتهم من خلال صمود أبناء الشعب الفلسطيني الذين يرابطون للدفاع عن الأقصى بصدورهم العارية، ومهما حاول الشريكان الأمريكي والإسرائيلي من تغّيب القضية الفلسطينية عن الشعوب العربية فإنها لن تغيب وستبقى القدس وقود الثورات العربية وستبقى في قلوب كل السوريين والعرب ولن تغيب عن أذهانهم أبداً. وأختم بالقول، لنكن أمة واحدة في وجه الغطرسة الإسرائيلية والأميركية مستعدين للتضحية صوناً لكرامة الإنسان، وإنهاءاً لأبشع صور الاحتلال............ فتحية من سورية الأبية المرابطة، إلى كل مقاوم وكل شهيد يسقط على أرض فلسطين من أجل تحريرها شبراً شبراً.