محاربة الأرهاب أم رعاية الأرهاب .. بقلم: حسن الخطيب

محاربة الأرهاب أم رعاية الأرهاب .. بقلم: حسن الخطيب

تحليل وآراء

السبت، ٢ ديسمبر ٢٠١٧

 يبدو أنَّ الكذب في السياسه أصبح عُرفاً سائداً بين العديد من الدول ويروج لهذا الكذب الأعلام حين يُسّخر كتاب التدخل السريع لتبييض وجه سياسة أية دوله تماماً كما كان في الماضي من يحترف مهنة تبييض النحاس. من هذه الأكاذيب تشكيل التحالف الأسلامي لمحاربة الأرهاب والذي تم تشكيله عام 2015 لأجل هذا العنوان الحق الذي أُريد به باطل ، والتحالف يضم بحدود 40 دوله . هذا التحالف من السخريه أن من دعا الى تشكيله أمريكا وهي الدوله الكبرى الراعيه للأرهاب !! وبتنسيق اسرائيلي التي تحتل أرض فلسطين وجرائمها الأرهابيه واضحه لكل من يبحث عن الحقيقه وبتمويل سعودي !! نعم تمويل سعودي بل ومقره الرياض في السعوديه والدول التي انضمت اليه أغلبها تم ضمها دون علمها أما الدول التي تعلم أو أعلمت بانضمامها أنها دول تصنع الأرهاب وليست ممن يحاربه . من المفارقات أن هذا التحالف الذي اجتمع مؤخراً في السعوديه أن من بين الدول الأعضاء دول داعمه للأرهاب وبصماتها واضحه في دعم الجماعات الارهابيه من خلال ارسالهم عبر الحدود الى سوريا ودعمهم بالمال والسلاح بل وتدريبهم . هذا التحالف بطبيعة الحال استثنى من عضويته ايران وسوريا مع أنهما عملياً تحارب الأرهاب نيابة عن كل الدول العربيه ولا نريد أن نُغطي على الحقيقه فيمن صنع الأرهاب ومن موله ، هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا اعترفت في مذكراتها أنهم ( أمريكا ) هم من صنع داعش وكل وسائل الأعلام المحايده كشفت عن الجهات التي تموله ( أمريكا وعدد من دول الخليج على رأسها السعوديه ) والحرب على داعش كانت مجرد مسرحيه رديئة النص والأخراج والا فتنظيم داعش من أين جاء ؟ انه مشتق من تنظيم القاعده الذي صنعته أمريكا ومولته السعوديه قبل أن يرتد عليها بتفجيرات في الداخل السعودي في التسعينيات وبداية الألفيه الثالثه . وتنظيم داعش وباقي الفصائل التي خرجت من تحت عبائته تستمد أفكارها من مناهج التراث التي تتبناها السعوديه بل وتطبعها وتنشرها خارج السعوديه ان لم تكن مجاناً فبسعر التكلفه . وسؤالي ماذا تفعل السعوديه في اليمن ؟ لقد دمرت هذا البلد وطائراتها تقصف كل هدف سواء أكان موكب فرح أو دار عزاء أو مراكز صحيه ومستشفيات ومنازل تنهار على رؤوس أهلها ليس لهم ذنب الا أنهم يحافظون على كرامتهم ولا يتسولون المال السعودي كما يفعل غيرهم ، وحسب احصائيات المنظمات الأنسانيه يموت كل 10 دقائق طفل بسبب الأمراض والمجاعه وهذا ما قدمته السعوديه لليمن فهل هذا يُصنف علاقة حُسن جوار أم أنه قمة الأرهاب ؟ والمجاميع الأرهابيه في سوريا من يدعمها بالمال والسلاح وهم يحملون ذات الأفكار التراثيه لفقه ابن تيميه وسيد قطب مشحونين بخطابات مشايخ الفضائيات والمنابر التي حولتها السعوديه لمواقع فتنه بين الأمه وفتاوي القتل على المذهب . حين اجتمع هذا التحالف واستثنى من الدعوه ايران وسوريا وهما تحاربان الأرهاب منذ سنوات بل وانتصرت عليه فهذا لا يعني لنا سوى تفسير واحد أن هذا التحالف هدفه زعزعة استقرار الدول التي لا تسير في ركب امريكا والسعوديه ومحاربة ايران وحزب الله بسبب خوف السعوديه من صعودهما كون ايران قوه اقليميه وحزب الله يمتلك جيشاً قوياً يقارع اسرائيل ومن يتدّثر بثوب الصهيونيه ، لأن دول التحالف ضد الارهاب لا تريد أية قوه اقليميه في المنطقه باستثناء اسرائيل . والشيء بالشيء يذكر وبمناسبة الأرهاب نريد أن نخوض جوله سريعه في تاريخنا الحاضر ونبدأ من أفغانستان من دمرها وحولها الى دوله تعيش في عقلية القرون البدائيه ، ومن دمّر العراق وحوله الى دوله فاشله ؟ ومن دمّر ليبيا التي تحولت الى وكر للأرهاب ومن زعزع استقرار سوريا وأرسل ارهابيين من ثمانين دوله لتفكيك الدوله السوريه ؟ ومن يحاول العبث في استقرار لبنان ؟ ومن يفجر الأسواق والمساجد والمدارس ويقتل الأبرياء دون ذنب ؟ لم نسمع أن ايران خسرت دولاراً واحداً لتدمير العراق ولم نسمع أنها مولت ولو عملية تفخيخ سياره واحده لتفجيرها بين المدنيين أو في المساجد ولم نسمع عنها أنها مولت ارهابيين أو تدخلت في سياسة دوله أو احتلتها ، لا اريد الدفاع عن ايران فهي ليست بحاجه لشهادتي لكن محور المقاومه الذي يصنفونه ( ارهابي ) يكفيه أنه مرّغ أنف اسرائيل بالتراب وهزمها عام 2000 وعام 2006 . عوده الى بدء عن التحالف لمحاربة الأرهاب واستثناؤه الدول التي حاربت الأرهاب بالفعل وليس بالبيانات يمكننا القول أن الأنتصارات التي حققتها سوريا وحلفاؤها المخلصون شهاده لها بأنها تحارب الأرهاب وهي وأصدقاؤها المنتصرون والأصل أن المنتصر لا يجلس مع المهزوم ولربما أن هذا التحالف يهدف الى اعادة تدوير الأرهاب بعد هزيمته النكراء في سوريا التي تحطمت على أسوار دمشق كل أحلام الصهيونيه ومن يحتمي بها ، هذا التحالف هدفه تبييض صفحة السعوديه من الأرهاب الذي مولته في عدة دول وحربها ضد اليمن خير شاهد على ارهاب الدوله ضد شعب أعزل .