هل لدى “قوات سورية الديموقراطية” المقومات لتحقيق نظام فيدرالي ؟

هل لدى “قوات سورية الديموقراطية” المقومات لتحقيق نظام فيدرالي ؟

تحليل وآراء

السبت، ٤ نوفمبر ٢٠١٧

رغم إنعقاد جولة “أستانة” السابعة التفاوضية بين ممثلين عن الحكومة السورية وآخرين عن المعارضة المسلحة في الأيام القليلة الفائتة، وايضا بالرغم من دعوة روسيا نحو 33 منظمة ومجموعة الى المشاركة في مؤتمر حوار وطني ينعقد في سوتشي على ضفاف البحر الأسود في 18 الجاري، بمباركة تركية، تبقى جميع الوقائع والمعطيات الميدانية على أرض الواقع، تشير الى ان صراع النفوذ بين القوى المتصارعة لايزال محتدما في سورية، وحيث يسعى كل منها الى تحقيق المزيد من التوسع والمكاسب في الميدان، للتأثير في السياسة، أي في تسوية مرتقبة قد تنهي الأزمة الراهنة، تذهب قوات سوريا الديمقراطية وراء حلم الانفصال غير آبهة بالكثير من الصعوبات والمعوقات .

ففي الوقت الذي تقوم فيه القوات السورية بدورها جاهدة لإستعادة أراضيها من أيدي المسلحين التكفيريين، وتحرير مواطنيها من سطوة عصابات الإرهاب، من ناحية اخرى تعزز الولايات المتحدة  نفوذها في الجارة الأقرب، من خلال تقديمها كل أشكال الدعم  لقوات سوريا الديموقراطية  ذات الغالبية الكردية او ما يسمى ب  ” قسد “، للتمدد على الأرض  خصوصا في شرق البلاد، و قد باتت نقاط إنتشار القوات الأميركية الموجودة على الأراضي السورية، لاسيما في التنف وعين العرب ورميلان، أشبه بقواعد إمداد لوجستي لمسلحي “قسد”، التي بدورها  تحاول أن تتوسع شرق البلد وشماله، حتى في المناطق ذات غالبية السكان العرب السورييين كالرقة على سبيل المثال، الخالية من المواطنين بالكامل، بحسب ما تؤكد مصادر سياسية سورية ،  وتعود هذه المصادر وتعتبر ان هناك العديد من المعطيات التي تضعف موقف “قسد” لناحية تحقيق حلم الانفصال  وهي  :

– إن إحتلال “قسد” للرقة، آني، ولن يصمد طويلاً، فهي فرضت نفسها بقوة البندقية وبالدعم الأميركي، ولا تحظى ببيئة حاضنة في هذه المدينة، سائلةً هل يتمكن المسلحون الأكراد باستقدام مواطنين أكراد أو سواهم، ليحلوا مكان أهاليها المهجرين منها، بفعل الضربات الأميركية التي إستهدفتها أخيرا، او الذين تهجروا سابقا من بطش الإرهاب الداعشي؟

–  ليس لدى “قوات سوريا الديموقراطية” المقومات اللازمة لتحقيق نظام فيدرالي كما تطالب، خصوصا لجهة الكادر البشري المطلوب لإدراة “الكونتون”، تحديداً خبراء التكنوقراط ، بدليل تسلميها سد الفرات الى الحكومة السورية، التي كلفت بدورها فريقا فنياً مختصاً لإدارة السد،  وتلفت المصادر الى أن معظم آبار النفط التي سيطر عليها المسلحون الأكراد هي محروقة، وبحاجة الى صيانة، وبعد ذلك الى إدارة شرعية، تحظى باعتراف دول الجوار، أي تركيا والعراق وإيران، وإلاّ كيف يمكن تصدير هذا النفط ، في ضوء رفض كل من هذه الدول للمخطط الكردي؟

– بالإضافة لممانعة دول الجوار لإقامة “كونتون كردي” على الأراضي السورية ، هناك تعقيدات داخلية ضمن الشارع الكردي نفسه، كالصراعات الطائفية والمذهبية والحزبية والعشائرية، بدليل ما حدث مؤخراً في كردستان العراق، اي الاقتتال بين جماعتي مسعود البرزاني وجلال الدين الطالباني، على خلفية عشائرية .

– الامر الآخر المهم والذي استجد مؤخرا، و بالتأكيد سوف يشتت المكون الكردي ويعمق إنقساماته، هو دخول المال السعودي إليه، أثر تراجع نفوذ المجموعات التكفيرية في الجارة الأقرب، والمعلوم أنه السلاح الأمضى لدى المملكة، خصوصاً ليس لديها منظومات أمنية كمصر وسورية، فالتهافت على الأموال يؤدي حتما الى زرع الشقاق والاقتتال بين الفصائل الكردية، ولم يدخل مال البترودولار الى أي بلد، إلاّ  و جلب اليها الويلات، فهذه اليمن والعراق وسورية، خير دليل.

 وفي السياق، تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن هناك تفاهما روسي – تركي على دور كل منهما في سورية، وقد يشمل أيضا الولايات المتحدة،  بدليل دخول القوات التركية بصورة غير شرعية الى إدلب وعفرين، لتطويق حركة الأكراد في البلد، وسط صمتٍ روسي، وما يعزز هذا الاحتمال ايضاً، هو دعوة روسيا  لنحو 33 منظمة سورية الى عقد مؤتمر برعايتها في سوتشي، بمباركة تركية، أي ما يؤشر الى تفاهم شامل بين الفريقين، ودائما برأي المصادر .

وعن إمكان نجاح مؤتمر سوتشي، ترى المصادر المعارضة أن الهدف الأساسي لهذا اللقاء، هو الضغط على الموفد الأممي الى سورية ستيفان ديمستورا، لتغيير الوفود والشخصيات، لاسيما المعارضة منها، ومحاولة توحيدها، لدفع الأمور الى الامام، والذهاب نحو الحل السياسي، بجهود روسية كبيرة، تختم المصادر