سورية على أعتاب زف بشرى النصر بتحرير دير الزور.. بقلم: د.خيام الزعبي

سورية على أعتاب زف بشرى النصر بتحرير دير الزور.. بقلم: د.خيام الزعبي

تحليل وآراء

الاثنين، ٤ سبتمبر ٢٠١٧

تنتظر مدينة دير الزور بشرى النصر بعد أن قلصَ الجيش السوري المسافة بين آخر نقطة تقدم له على الأوتوستراد الواصل بين مدينة السخنة، ومدينة دير الزور، وبين المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور، إلى نحو 19 كلم، لترتفع بذلك مساحة سيطرة الجيش السوري إلى أكثر من 3 آلاف كلم مربع من محافظة دير الزور، كما نجح الجيش السوري بالسيطرة على جبل البشري الإستراتيجي التي تمكن أهميته في أنه يربط ريف الرقة الجنوبي الشرقي مع ريف دير الزور الغربي ويصل امتداده الى مناطق سيطرة الجيش السوري في ريف حمص الشمالي الشرقي، وهذا ما سينتج عنه بالأيام القليلة القادمة إنهيار كامل لتنظيم داعش بمدينة دير الزور ومحيطها وانكسار تدريجي لمنظومة الحرب على سورية. هذه المعارك تخللتها صور أخرى من صور النصر تمثلت بفقدان قدرة عناصر داعش على المواجهة وأصبحت تعتمد على مفارز القنص والمفخخات التي تقاد بواسطة الإنتحاريين لإعاقة تقدم الجيش السوري باتجاه مدينة دير الزور، وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، يتقدم بنجاح باتجاه المدينة لفك الحصار عنها، وسيكون تحرير المدينة بمثابة هزيمة استراتيجية لتنظيم داعش وأخواته، ونقطة محورية في عمليات التحرير مستقبلاً، وباستكمال تطهيرها يصبح بإمكان الجيش السوري التوغل في مناطق داعش ، ما يشكل ضربة قاصمة لهذا التنظيم الإرهابي الذي قد يجد نفسه مضطر للإنسحاب بشكل كلي من كل الأراضي السورية. أظهرت صور متعددة نشرتها خلية الاعلام الحربي اختفاء شبه تام لعصابات داعش في خارطة مدينة حماة بعد قتل العشرات منهم ، اضافة الى لجوء البعض الآخر الى الإستسلام للجيش السوري الذي واصلت عملياته التطهير الى نهايتها بعد أن حرر بلدة "عقيربات" في منطقة السلمية بالريف الشرقي لمحافظة حماة من تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الذي عثرت على العشرات من مخازن الألغام والعبوات الناسفة، ومع تحرير عقيربات يكون الجيش السوري قد حرر أكثر المناطق خطورة والتي كان يسيطر عليها تنظيم داعش ويتخذها منطلقاً لشن عملياته الإجرامية ضد المدنيين ووحدات الجيش وسط سورية. المعارك الأخيرة دفعت داعش للإنسحاب من مساحات واسعة قدرت بآلاف الكيلومترات المربعة، وبخاصة في البادية السورية، لتدخل هذه المساحات ضمن سيطرة الجيش السوري، وليتحول تنظيم داعش الذي كان يسيطر على مساحات واسعة من الأرض السورية، إلى تنظيم مسيطر على نحو 15.8 % من مساحة سورية، هنا يمكن القول بعد أن سقطت داعش وأخواتها، هناك حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يرمي ويصبوا إليه، فالجيش السوري أعد خطة عسكرية محكمة وكبيرة لتحرير جميع مناطق محافظة دير الزور من تنظيم داعش والقوى المتطرفة الأخرى، فالدواعش محاصرين من جميع المحاور، ولدى الجيش السوري مفاجآت لهم لن تطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها، فهذه المعركة ونتائجها ستضع حداً لرهانات أمريكا وذيولها في المنطقة وستشكل النقلة الكبيرة في القضاء على الإرهاب وتطهير جميع الأراضي السورية من براثينه وأحقاده. اليوم الجيش السوري استعاد زمام المبادرة وانتقل من مرحلة التموضع إلى مرحلة استعادة الأرض على مختلف بقاع الجغرافيا السورية، ولاسيما بعد الإنتصارات الأخيرة في معركة البادية السورية، فتصريحات استيفان دي ميستورا، المَبعوث الدّولي، التي أدلى بها إلى شبكة "بي بي سي: قبل عدة أيام، وأكد أن هزيمة داعش باتت على بعد أسابيع معدودة في دير الزور، ما يعني نهاية الحرب السورية، بعد أن باتت داعش تعيش فترة ترنح ما قبل السقوط مع استمرار سلسلة الانهيارات التي تتعرض لها المجاميع المسلحة الأخرى من الشمال إلى الجنوب إلى الشرق السوري، لذلك فالأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات وستشهد تغيّراً ملموساً في طبيعة المعارك بجميع خرائط المعارك الميدانية في سورية. مجملاً... إنها معالم المعركة الكبرى التي سيكون لداعش وداعميها النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه جنود الجيش العربي السوري ومعه حلفاؤه في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة، قجيشنا اليوم يخوض معركة مصيرية من أجل الدفاع عن سورية وسيادتها، وأخيراً ربما أستطيع القول، إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير سورية من براثن الإرهاب وكف يد العابثين بأمن الد
ولة السورية واستقرارها، وبهذا ستطوى صفحة جديدة في سجل تاريخ البطولة والشجاعة الذي صاغ السوريون حروفه بدمائهم في سبيل تحرير سورية من الإرهاب وضرب المشروع الغربي من قاعدته.