ترامب يخسر جنوده.. بقلم: نادين شلق

ترامب يخسر جنوده.. بقلم: نادين شلق

تحليل وآراء

الاثنين، ٢١ أغسطس ٢٠١٧

تبدو الإدارة الأميركية الحالية كلُعبة لا تحكمها قواعد واضحة. وفي وصف تقليدي لحالتها، يمكن تشبيه دونالد ترامب بقائد سفينة مبتدئ، تلاطم الأمواج سفينته وتدفعها في كلّ الاتجاهات، من دون أن يتمكن من ضبط مسارها. والأكثر تعبيراً عن هذا الوضع، هو البحث الدائم عن مرجعٍ أساسي في البيت الأبيض، أو ضمن هذه الإدارة بشكل عام. من الصعب القول إن «ترامب هو المرجع»، أو التأكيد بأن هناك مرجعاً آخر في الجناح الغربي «يعمل خلف الكواليس، فيما الرئيس الحالي هو الصورة فقط».
أما الأصعب من ذلك، فهو الركون إلى التقارير الإعلامية التي تعالج أزمات البيت الأبيض المتتالية بأسلوبها المنحاز الذي لا يزيد المُحتار إلا حيرة، خصوصاً أنها طالما نحت نحو تصوير إدارة ترامب «الوليدة»، ثم «الفتية»، على أنها «مبتورة الأطراف»، غير قادرة على التصرّف منذ بدايتها إلى اليوم. ووسط كل هذا الضياع، يبدو من المنصف وضع حالة الجنون والتخبّط اللذين تعاني منهما الإدارة الحالية، في إطار صورة قوامها رئيس لا يملك رؤية واضحة، وجمعٌ من المسؤولين الذين يشكّلون فريقاً غير متجانس إلى حدّ التناقض، في الوقت الذي طغى عدد الذين لا يملكون الخبرة السياسية، على غيرهم ممّن سبق أن عملوا في الحقل السياسي. أكثر من 200 يوم مرّ على دخول ترامب إلى البيت الأبيض، والوضع القائم هناك لا ينمّ إلا عن فوضى وسوء إدارة. لا يكاد الرئيس يحسم أمره ويخرج بحلّ لأزمة حتى تظهر أخرى، مُسبّبها هو أو أحد العاملين معه، أو طرف خارجي وجد أمامه الساحة قابلة للّعب والتدخّل وتحريك مسار الأمور والفوضى في كل اتجاه، في ظل غياب بوصلة تدل على الاتجاه المناسب