الحواضن الجديدة لداعش : حدود ليبيا وتونس

الحواضن الجديدة لداعش : حدود ليبيا وتونس

تحليل وآراء

الجمعة، ٤ أغسطس ٢٠١٧

 في ظل الهزائم القاسية التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا، غدت حدود ليبيا وتونس ملجأً جديداً لعناصر هذا التنظيم.
ويسعى تنظيم داعش بعد ان فقد معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، الى تقوية وجوده في ليبيا وجارتها تونس، وفي هذا السياق الذي يشهد تواجد مئات الدواعش في ليبيا، يدأب اعضاء هذا التنظيم الى اتخاذ حدود دولة ليبيا مع جارتها الحدودية تونس، ملاذاً آمناً يحتضن هؤلاء الإرهابيين.
وبدأ نجم تنظيم داعش الارهابي بالظهور في عام 2013 مستغلاً الاوضاع المتأزمة في سوريا حيث استطاع ان يفرض سيطرته على بعض مناطق هذا البلد ليتجه بعدها الى العراق ويشن هجمة على مدينة الموصل ويعلن سيطرته عليها.
وفي عام 2014 انتهز هذا التنظيم الفوضى السياسية وانعدام الأمن حيث تمكن من زيادة مساحة سيطرته على دول شمال افريقيا والتي كانت بدورها تسعى الى إيجاد صحوة اسلامية وتغييرات سياسية واجتماعية.
ليبيا وتونس واللتان تُعتبران من الدول المهمة في المنطقة، اصبحتا ضمن جدول اهتمامات تنظيم داعش.
ان حالة عدم الاستقرار وعدم وجود دولة موحدة في ليبيا من ناحية، ومجاورة تونس لليبيا من ناحية اخرى، ساعدت على توفير ارضية مناسبة لأعضاء هذا التنظيم من اجل تقوية حضورهم في تونس وبقية الدول في المنطقة.
وعلى الرغم من تحسن الظروف السياسية لتونس، الا ان الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتونس والتي سببت حالات من الفقر والتضخم والبطالة، شجعت الكثير من مواطني هذا البلد وخاصة شريحة الشباب الى الانضمام لتنظيم داعش بهدف تحسين حالتهم المادية والمعيشية. ومع كل الجهود التي يبذلها مسؤولو هذا البلد، لكن اغلب افراد التنظيم هم من المواطنين.
إلتحاق 4700 ليبي و 15 ألف تونسي بتنظيم داعش
وفي هذا السياق اعلن مفوض حقوق الانسان والأمين العام للإستخبارات والأمن في اوروبا “هيثم ابو سعيد” مؤخرا عن التحاق 4700 ليبي و15 الف تونسي بتنظيم داعش.
وعلى الرغم من ان مسؤولي دولة ليبيا نجحوا بعد عدة مراحل من النزاع العنيف بتطهير مدنهم المحتلة من دنس تنظيم داعش، الى ان استمرار الأزمة في ليبيا اضافة الى الهزائم التي قصمت ظهر داعش في دول غرب اسيا، ادت الى استهداف تنظيم داعش مرة اخرى لدول شمال افريقيا وكذلك ليبيا.
أسباب اهمية دول شمال أفريقيا لداعش
ان هذه الدول لها اهمية خاصة لهذا التنظيم الإرهابي وذلك لعدة اسباب. أولا ان هذه الدول تشهد وقوع تغييرات سياسية واسعة والتي لم تصل الى مرحلة الاستقرار بعد وايضا انشغالهم بالمشاكل الداخلية للبلد.
ومن الاسباب الاخرى التي جعلت هذه المنطقة ذات اهمية لدى الدواعش هي كونها تحتوي على موارد نفطية غنية ومنشآت ومصافي نفطية، اضافة الى سهولة التوصل الى المياه الدولية وتمتعها بموقع استراتيجي مهم. كل ذلك جعل هذه المنطقة محط انظار تنظيم داعش.
ومن جانب اخر يُمثل قرب هذه المنطقة من الحدود الاوروبية وامكانية تهديد دول هذه المنطقة، حافزاً ودافعاً قوياً لأعضاء تنظيم داعش لتثبيت حضورهم في دول شمال افريقيا وتحديدا في ليبيا وتونس.
ويرى المحقق في مجلس الدفاع البريطاني (جوزيف فيلون) joseph philon : ان تنظيم داعش يسعى من خلال هجماته على الابرياء والمدنيين الى زرع الرعب والخوف في قلوب الليبيين مما يؤدي ذلك الى هروبهم ونزوحهم الى دول الجوار واوروبا. وقد ادت كل هذه العوامل الى ان يكثف تنظيم داعش وجوده في شمال افريقيا اكثر من اي وقت مضى