جون ماكين... نزعة الحروب الشريرة تملأ تاريخه.. بقلم :جيم كاري

جون ماكين... نزعة الحروب الشريرة تملأ تاريخه.. بقلم :جيم كاري

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٧

في وقت سابق من هذا الأسبوع انتشر خبر إصابة –صقر الحرب- السيء السمعة السيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا  جون ماكين بسرطان الدماغ. في حين أبدت المؤسسات الليبرالية المحافظة تعاطفها واحترامها له، رأى موقعنا –جيوبوليتيكس- من واجبه واحتراماً للبشرية تكريمه على طريقتنا الخاصة، لذلك قمنا بتجميع قائمة الأسباب التي تجعلنا لا نكن أي احترام لهذا الرجل.جون ماكين... نزعة الحروب الشريرة تملأ تاريخه
القائمة هي بالطبع تاريخ لكل الأمثلة والحالات التي دعا فيها ماكين إلى التدخل الأميركي في جميع أنحاء العالم. من الواضح هناك تاريخاً طويلاً، يمتد من أوروبا إلى آسيا. ونحن سنبدأ بأكثر الحروب وضوحاً وتأثيراً أولاً.

أفغانستان والعراق

في أعقاب هجمات 11/9،صوت كل عضو في مجلس الشيوخ أميركي (إلى جانب بربارا لي عن ولاية  كاليفورنيا) لمنح جورج دبليو بوش السلطة لغزو أفغانستان. مع ذلك لم يكن ماكين يشعر بالسعادة فقط إزاء التحرك لغزو أفغانستان، لا، كان لديه أهدافاً أخرى في ذهنه وذلك في اليوم التالي فقط من سقوط برجي التجارة العالمي.

على الرغم من ادعاء ماكين عام 2014 بأنه "ربما لم تكن لحرب العراق أن تحدث" لو أنه فاز في الانتخابات الرئاسية الأولية عام 2000 ومن ثم الانتخابات العامة، هذا التأكيد يبدو سخيفاً. في 12 أيلول 2011 ظهر ماكين على شبكة  MSNBC مقدماً قائمة  طويلة من البلدان التي كان يشعر أنها قد توفر "ملاذاً آمناً" لجماعات مثل القاعدة. هذه القائمة بالطبع تشمل العراق والعديد من البلدان الأخرى التي ظهرت فيما بعد على هذه القائمة.

سورية

بلد آخر أيضاً على تلك القائمة التي تعود للعام 2001 (بالطبع) كانت سورية. آنذاك، ربما لم تسنح الفرصة أبداً لنظام بوش لمواصلة إسقاط دول الشرق الأوسط (الفضل في ذلك يعود للفشل في العراق والكشف عن أن تلك الحرب كانت مبنية على الأكاذيب)، لكن ماكين لم ينس أبداً كراهيته لبشار الأسد. بعد فترة وجيزة من "اندلاع"  الربيع العربي في سورية، سرعان ما وجد ماكين –وشريكه الدائم في جرائم الحرب السيناتور ليندسي غراهام-  قنوات اتصال مع "المعارضة السورية" بعد بضعة أشهر فقط من تأييد الولايات المتحدة للاحتجاجات في سورية (حتى بعد حضور سفيرهم) روبرت فورد. بدأ ماكين وغراهام دعوتهما للتسليح، لتبدأ الأسلحة بالتدفق إلى الجيش السوري الحر وغيره من الجماعات "المتمردة".

ليبيا

لم تؤت خطط ماكين  ثمارها في سورية  بالطريقة التي يريدها أبداً  وربما كان عليه أن يعرف بأنها لن تسفر عن نتائج إيجابية. نظراً لفشل خططه في العراقن لذلك لجأ إلى استخدام طريقة أخرى هي: تدخل الناتو في ليبيا.

كان ذلك بعد أقل من عام  من عزم ماكين تسليح التكفيريين الذين دعمهم بالقنابل ومناطق حظر الطيران في ليبيا. ماكين لجأ حتى إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد البلاد التي تغرق الآن في الفوضى. لقد جعلها الغرب المتوحش موطناً لكل أنواع الأهوال من داعش إلى تجارة الرقيق الجديدة.

غرب ووسط أفريقيا

ماكين هو أيضاً بطل "الحرب على الإرهاب" في أجزاء أخرى من أفريقيا، بينما دعم الرجل بشكل مباشر الإرهابيين في بعض بلدان أفريقيا، إلا أنه دعا إلى المزيد من التدخل الأميركي في جميع أنحاء القارة.

تشمل هذه القائمة من البلدان التي تتعامل مع المتمردين الإسلاميين، مثل مالي. ماكين دعا أيضاً إلى خطط مثل "نشر القوات الخاصة" بذريعة إنقاذ الفتيات المختطفات من قبل بوكو حرام في نيجيريا والتدخل في السودان، حيث كان يستثمر وزوجته المال لبعض الوقت هناك.

إيران

دولة أخرى وضعها وكيل وزارة الدفاع في عهد بوش بول وولفويتز على قائمة الدول المكروهة أصلاً، وكانت هدفاّ طويل الأمد لماكين. بالطبع إنها إيران.على الرغم من أن ماكين كان يقول دائماً بأنه "يصلي"  من أجل أن لا تكون هناك حرب مع إيران، إلا أن الرجل كان يدعو باستمرار لهذه الحرب وحتى أنه كان يمزح عندما يكون مزاجه في حالة جيدة حول قصف البلد. حقيقة الأمر هي أن مواقف ماكين تجاه إيران معادية جداً، لدرجة أن مؤسسات المحافظين الجدد مثل معهد كاتو يعتقد أنه متشدد جداً.

البوسنة وكوسوفو

لم يكن ماكين يشعر بالرضا من مجرد دعم الجهاديين السلفيين في المسارح التقليدية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هو أيضاً دعم المتطرفين العنيفين عبرأطراف أوروبا. هذا الاتجاه بدأ حقاً في منتصف التسعينيات عندما كان ماكين مؤيداً صاخباً لحرب الرئيس بيل كلينتون وقتذاك في البوسنة.

وقد انضم العديد من المسلمين الذين كانوا يسافرون إلى البوسنة إلى المجاهدين هناك وانضموا إلى جماعات مثل داعش التي نعرفها في أيامنا هذه  والآن يمكن رؤية أعلام "الدولة الإسلامية"  في مناطق معينة  في البوسنة.

 ما زال ماكين يدعم الحركات التكفيرية، مؤخراً اتهم روسيا بالتدخل في الشؤون المحلية لبلاده داعياً إلى المزيد من التدخل الأميركي في البلاد.  على الرغم من أن ماكين اتخذ قرارات مشابهة عندما دعا للتدخل الأميركي في كوسوفو في أواخر التسعينيات.  في نزاع كوسوفو. دعم ماكين جيش تحرير كوسوفو: وهي منظمة جهادية عملت على الإبادة الجماعية  و كانت تربطها علاقات مع القاعدة في ظل قيادة أسامة بن لادن.

أوكرانيا

لا تنخدع بالتفكير ان ماكين يدعم فقط الجهاديينن في أوروبا الشرقية على الرغم من أنه دعم أيضاً النازيين، الذين يعملون كفرق الموت في كييف في الصراع الأوكراني المستمر.

بالطبع هذا بدأ عام 2014، لكن ماكين استمر في التعهد بدعم جرائم كييف في منطقة دونباس حتى يومنا هذا. وهذا كله بهدف تحدي روسيا –البلد التي يعتقد ماكين أنها تسيطر على الانفصاليين في شرق أوكرانيا

روسيا

قصة كراهية ماكين لروسيا تعود إلى زمن الحرب الباردة. ونحن لن ندخل في مخاوف ماكين من الشيوعية التي تطورت إلى رهاب من روسيا –روسوفوبيا- لكننا سنقول أنه لم يكن لديه الأعذار الكافية للتركيز على التهديدات تجاه موسكو لمدة نحو 15 إى 20 سنة.

هذا التغير في عام 2008، مع الحرب في جنوب أوسيتيا بين جورجيا وروسيا. خلال هذا الصراع كان ماكين يمثل الصوت العالي بالقول "يجب على الولايات المتحدة أن تدعو على الفور لعقد اجتماع لمجلس شمال الأطلسي لتقييم أمن جورجيا ومراجعة الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الناتو للمساهمة في تحقيق الاستقرار لهذا الوضع الخطير جداً.

الوضع نفسه تكرر في أوكرانيا عام 2014 لكن أسوأ تعليقات ماكين جاءت هذا العام. مجرد أن اتهم مجتمع المخابرات الأميركية روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية 2016 –وبدون أي دليل- كان ماكين أول من قال أن الحدث  كان "عملاً من أعمال الحرب".

كوريا الشمالية

كما كانت كوريا الديمقراطية الشعبية هدفاً مبكراً لقيام ماكين بوضع قائمة رغباته في 12 أيلول 2001 ، في الآونة الأخيرة، أعد  ماكين "خصم ترامب" كل شيء. داعياً ترامب إلى ضرب الدولة المسلحة نووياً.

الصين

بالنسبة لماكين الصين بلد خاص من نوعه، وكان في الماضي أطلق تهديدات غامضة وغريبة تجاه البلاد، مثل "الربيع العربي قادم إلى الصين" مهما كان ذلك يعني. ربما كانت الصين هدفاً في محيط ماكين ولا يزال يشجع على عداء البلاد حتى يومنا هذا. الدعوة إلى أشياء مثل المزيد من "حرية التدريبات الملاحية"  وغيرها من التدريبات البحرية في بحر الصين الجنوبي.

لذلك، في المرة القادمة، عندما يسأل شخص ما لماذا لا تهتمون بساعة جون ماكين التي بدأت تنفذ، نحن وضحنا في مقالنا الأسباب الموجبة، لقد شجع ماكين على انتشار الموت في جميع أنحاء العالم. واليوم الذي سيغادر فيه الكونغرس سيشكل انتصاراً للجنس البشري.