حين ترتجف أصابع الرئيس.. بقلم: نبيه البرجي

حين ترتجف أصابع الرئيس.. بقلم: نبيه البرجي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٨ يوليو ٢٠١٧

الى اين يمكن ان تفضي رقصة التانغو بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين؟ النائب عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان يدعو الى البحث عن الاستخبارات الروسية تحت فراش الرئيس الاميركي. احد مستشاريه كتب قبل ايام »الرئيس عارياً...».
لاحظ ان من كان كبير مستشاريه مايك فلين ملاحق بتهمة التواصل مع الروس ابان الحملة الانتخابية. كذلك صهره جاريد كوشنر. الآن ابنه دونالد ترامب جونيور. غداً، قد يكون هناك من يملك وثائق بأن زوجته ميلانيا راقصت القيصر...
وكتب «حين ترتجف اصابع الرئيس ترتجف اصابع اميركا». هذا لم يحدث منذ ايام ريتشارد نيكسون الذي لم يأت من لاس فيغاس، ولا من بيفرلي هيلز. كان نائباً لدوايت ايزنهاور، وخاض المنافسة مع جون كنيدي الذي فاز بغالبية مجهرية...
بيتر باينارت سأل «هل تعلمون لماذا لا يرتدي ترامب القبعة؟». السبب ان فوق رأسه علامة استفهام هائلة لا تستوعبها اي قبعة...
اذاً، رئيس مصاب بالدوار ويدور حول نفسه. في الرياض التي اعطته كل شيء، بما في ذلك مفاتيح المملكة، صدمة من موقف واشنطن حيال الازمة مع قطر والتي تم تفجيرها على اساس ان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اما ان يأتي صاغراً بين يدي الامير محمد بن سلمان او ان يرحل...
ما الذي حدث. يكاد المرء يحار اهو ريكس تيلرسون ام نزار قباني في تدبيج قصائد الغزل في الدوحة التي قالت «هذه هي اوراقي».
وكالة الاستخبارات المركزية تعلم كل شيء. نصحت، بل وضغطت، من اجل ان تضطلع الادارة بدور الوسيط. لاحظوا كيف تغض واشنطن الطرف عن تدفق الجنود الاتراك على الارض القطرية...
حلفاء الولايات المتحدة في حرب ضروس في ما بينهم. الاميركيون يقولون ان حصارنا لكوبا او لايران لم يصل الى المدى الذي وصلت اليه العقوبات السعودية على دولة شقيقة، ويفترض ان تكون شقيقة، ليس فقط لانها عضو في جامعة الدول العربية، بل لانها ايضاً عضو في مجلس التعاون الخليجي وتتعاطى مع السعودية على انها بوابة الحياة...
واشنطن قالت لا عقوبات اضافية. لا قطع للكهرباء، ولا الطرد من مجلس التعاون. والاهم لا مجال لا لحاق الامارة بالمملكة الغارقة عسكرياً في المتاهة اليمنية، والغارقة ديبلوماسياً في المتاهة القطرية...
جهة عربية وثيقة الاطلاع قالت لنا ان ترامب وبوتين دخلا في عمق الازمة السورية. الرئيس الروسي كان شديد الوضوح. قال ما معناه «منذ البداية اوضحنا ان السعوديين والقطريين والاتراك كل يريد نظاماً في سوريا تابعاً له، اي ان سقوط النظام يعني تشتت الدولة السورية مع ما لذلك من تداعيات دراماتيكية على سائر بلدان المنطقة.
الآن، المشهد اكثر تعقيداً، واكثر سريالية، بكثير. حرب غير معلنة بين السعودية وكل من تركيا وقطر ليس على الارض السورية وانما على ارض الخليج...
باسكال بونيفاس يتحدث عن ذلك الشرق الاوسط الذي كما لو انه «بيت الاشباح». السعودية ضد تركيا وقطر وايران، واميركا التي مع السعودية وتركيا وقطر ضد ايران، وروسيا التي مع تركيا وايران وسوريا ليست ضد احد....
اقرار في هامبورغ بأن روسيا ليست قوة اقليمية بل قوة عالمية. لدى الاجهزة الاميركية معلومات كثيرة حول ما حققه الروس على مدى السنوات العشر المنصرمة في تطوير الصواريخ العابرة للقارات. المعادلة هنا نووية. ليست اقتصادية ولا سياسية...
ليست سوريا وحدها التي بحاجة الى الانقاذ. السعودية ايضاً. تركيا ايضاً، ايران ايضاً وايضاً. قطر تتنفس نصف الصعداء. الكل داخل الازمة. هنري كيسنجر نصح دونالد ترامب بالتفاهم. حدث ذلك. لكن الضربات على الرأس تلاحق الرئيس الاميركي.
هنا المشكلة ام الحل؟...
الديار