كعكة إرهابية وراء التصعيد السوري.. بقلم: ماهر الخطيب

كعكة إرهابية وراء التصعيد السوري.. بقلم: ماهر الخطيب

تحليل وآراء

السبت، ١ يوليو ٢٠١٧

ارتفع منسوب التوتر بين مختلف القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية مؤخّرًا على نحو غير مسبوق، لدرجة بات الكثير من المتابعين يتوقعون الوصول إلى مرحلة الصدام المباشر في أي لحظة، لا سيما في ظل التهديدات المتبادلة بينالولايات المتحدةوروسيا، إلا أن كل ما يجري يمكن وضعه في سياق الخلافات على تقاسم "كعكة" التنظيمات الإرهابية، في ظل النجاحات التي يحرزها الجميع في الجبهات المتعددة مع تنظيم "داعش".

في هذا السياق، توضح مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الإنطلاق لفهم حقيقة ما يجري يجب أن يكون من قاعدة أساسية مفادها أن أيام "داعش" باتت فعلاً معدودة في سوريا والعراق، لكنها تشدد على أن هذا لا يعني أن التنظيم سوف يختفي من الوجود بعد السيطرة على المدن والبلدات التي يتواجد فيها، حيث تتوقع أن يركز في المستقبل على العمليات الأمنية التي من الممكن أن تحصل في أي دولة.

وتشير هذه المصادر إلى أن هذا الواقع فجر صراع السيطرة على المناطق التي كان يحتلها "داعش" في سوريا، مع العلم أن الأجواء نفسها كانت حاضرة في العراق قبيل إنطلاق معركة تحرير مدينة الموصل، حيث توترت العلاقة بين الحكومتين العراقية والتركية على خلفية رغبة أنقرة بالمشاركة في ظل رفض تام من جانب بغداد، وتؤكد بأن تداعيات هذا الأمر لا تزال مستمرة، وهي ستعود إلى الواجهة بشكل أكبر في الأيام المقبلة.

ضمن هذا الإطار، تضع المصادر نفسها المعارك التي كانت قد أنفجرت على جبهتي التنف ودرعا ومن ثم القنيطرة، حيث تلفت إلى أن الجانب السوري، مدعوماً من موسكو وطهران، كان يسعى إلى تحسين أوراق قوته، ويعمل لاستعادة أوسع مساحة من الأماكن التي يسيطر عليها "داعش"، في حين أن فصائل المعارضة المسلحة كانت تسعى إلى الأمر نفسه مدعومة من الولايات المتحدة وباقي الجهات الداعمة لها، خصوصاً الأردن وإسرائيل.

من وجهة نظر المصادر المطلعة، يمكن وصف المرحلة الراهنة بـ"الحاسمة"، وبالتالي من الطبيعي أن تشهد العلاقة بين مختلف اللاعبين توتراً متصاعدًا، قبل الوصول إلى المرحلة التي سيجلس فيها الجميع حول طاولة المفاوضات، وتوضح أنه بعد الإتفاق على حصر الجهود في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية باتت المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة هي وجهة الأحداث، لعدم القدرة على خوض مواجهات أخرى في ظل الإتفاقات المبرمة.

على هذا الصعيد، يمكن الحديث عن الرغبة الإيرانية بالسيطرة على ممر برّي من العراق إلى سوريا وصولاً إلى لبنان، في مقابل سعي أميركي لمنعها من تحقيق هذا الهدف، بالتزامن مع حرص أردني وإسرائيلي على إبعاد أي وجود لطهران أو الفصائل المسلحة المدعومة من قبلها عن حدودهما، من دون تجاهل الأسئلة التي تطرح حول دور "قوات سوريا الديمقراطية" بعد الإنتهاء من معركة الرقة، حيث بدأ الجانب الأميركي في الإشارة إلى أنها قد تذهب إلى دير الزور، في حين أن دمشق تضع عينها على المدينة، بينما لا يمكن تجاهل الإستعدادات العسكرية التي تقوم بها أنقرة لمواجهة "قوات سوريا الديمقراطية" في الشمال.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، ليس القضاء على التنظيمات الإرهابية هو بوصلة الأحداث اليوم، بالرغم من أنها العنوان الأبرز الذي يطغى، بل السباق المحتدم على المناطق التي تسيطر عليها، وتؤكد بأن أغلب القوى تفضل أن تبقى تلك المساحات تحت سيطرة "داعش" أو "النصرة" على أن يتم تحريرها من قبل غيرها، لأنها في هذه الحالة تحافظ على آمالها بالمنافسة.

في المحصلة، تدرك كل القوى المتصارعة في الحرب السورية أن المرحلة الراهنة هي الأهم من عمر الأزمة، وبالتالي عليها أن تسعى إلى تجميع أوراق قوتها وتأمين مصالحها بأسرع وقت ممكن.

النشرة