مصر.. الرمي في الحفرة الليبية.. بقلم: إيفين دوبا

مصر.. الرمي في الحفرة الليبية.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

السبت، ٢٧ مايو ٢٠١٧

 في كل مرة يضرب فيها الإرهاب مصر، تكون هذه الأخيرة في موقع يجب فيه على أحد ما، أن يقوم بابتزازها وإعادتها إلى الخلف لخطوات، تمهيدا لرميها في الحفرة الليبية لتقع في حرب مستدامة تحرق الأخضر واليابس، لا تبقي فيها شيئا طالما أنها بلاد تعاني مشاقا اقتصادية جمة.

قبل أشهر دخلت مصر في أزمة مفتوحة مع المملكة العربية السعودية على خلفية مواقف القاهرة، التي رأى فيها النظام السعودي خروجا عن سياقه، لم تطل كثيرا النكاية السعودية حتى بدأت النعرات تضرب بمصر وتم فتح الجبهة الناعمة على مصراعيها بين البلدين، وطالت الأزمة وعجز الجميع عن حل عقدتها بما فيها الامارات التي لم يطل بها المطاف حتى دخلت في أزمة معلنة مع السعودية ليطغى هذا الحديث عن الازمة المصرية السعودية.
نحن الآن في وقت الأزمة السعودية القطرية، الرياض بكل ما تملك تخوض حربا ناعمة على الدوحة، وحتى الآن لا يمكن التبؤ بما ستؤول إليه الأمور بين الدولتين المأزومتين فيما بينهما على صعيد العلاقات على الدوام، وفي لحظة ما، عاد الرئيس المصري إلى العاصمة السعودية وكثيرا ما كان ملاحظا، أنه يجلس وحيدا ولم تكن الاحتفائية السعودية بوصوله أو بوجوده على مستوى البروتوكول.
على الأرجح أن يكون الرئيس المصري ضيفا مفروضا على النظام السعودي، الذي يتعامل الآن وفق عقلية البدو، الذين لا ينسون الماضي على الإطلاق ويبقون «متمسكنين» إلى حين أن تسنح الفرصة لطعن الغريم في وهلة، والهروب.
ما بين مصر والسعودية كما بين الامارات والسعودية وكذلك قطر، جميع المحيطين بالنظام السعودي لا يبدون على وفاق وانسجام مع هذا النظام الذي دفع رشوى تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية كي يبقى في صدارة المجلس المهدد بالزوال، ولو إلى حين ومقابل صفقة وهمية في أغلب مناحيها.
بعد ذلك بأيام، وبعد ان فرغت السعودية من صب جام غضبها على قطر، فيما لا تزال الأجواء متوترة، ضرب الإرهاب جنوب مصر وبشكل طائفي مقيت لا يجيده إلا الوهابيون، والوهابية لم تنبع من العدم بل أصلها معروف، ومن يحركها أيضا معروف تماما ويريد من الجهات حوله أن تذعن، وإلا فالمزيد من الدم.
عاجل الاخبارية