مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» ماذا قدمت؟.. بقلم: ميسون يوسف

مذكرة «مناطق تخفيف التصعيد» ماذا قدمت؟.. بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٨ مايو ٢٠١٧

قد يكون مفاجئاً للبعض أن تقبل سورية باتفاق «مناطق تخفيف التصعيد» نظراً لما قد يتراءى لهم فيها من أنها تعطي فرصة للمسلحين بالاستمرار في أماكن انتشارهم خارج مناطق الأمن الشرعي السوري، أو أن تكون هذه المناطق مقدمة لتكريس واقع قد يتطور إلى حال تقسيمية عملت سورية طيلة السنوات الست الماضية على مقاومتها حتى وصلت إلى حدود الطمأنينة بأن التقسيم لن يمر وأن المشروعات الغربية العدوانية التي تستهدف سورية لن تنجح.
أما حقيقة الأمر، ورغم ما في حذر الحريصين على سورية من وجهة نظرهم، فإن سورية قبلت بما جاءت به المذكرة للأسباب التالية:
1- تؤكد المذكرة على وحدة سورية وسيادتها وتشكل بذلك رداً صريحاً وواضحاً وبضمان دول ثلاث ذات شأن وتأثير في السياسة الدولية، رداً على مشروعات التقسيم والتجزئة التي أسقطتها سورية بدفاعها الناجح.
2- إن المذكرة تشكل فرصة لحقن الدماء السورية، وتتيح لمن أراد من السوريين المضللين أن يتوقف عن العنف وينخرط في العملية السياسية، وتتيح له أن يدخل من الباب الآمن في العودة إلى الدولة، كما أن المذكرة توفر للمواطنين السوريين فرص الاستفادة من الخدمات الإنسانية وترميم البنى التحتية للدولة حيث يقيمون وحيث كانت الجماعات المسلحة تمنع عليهم أي شيء من ذلك.
3- إن المذكرة من شأنها أن توفر بيئة أفضل للعملية السياسية وأن تشجع الميليشيات المسلحة التي لم تلتحق بعد بنظام وقف الأعمال القتالية والانخراط في العملية السياسية، تشجعهم على وقف العنف والانفصال عن التنظيمات الإرهابية، وكل ذلك في مصلحة الأهداف التي تسعى إليها سورية.
4- إن تطبيق المذكرة هو لستة أشهر اختبارية، يكون بعدها تقييم للنتائج فإذا حققت المذكرة المرجو منها تم تمديد العمل بها، وإن فشلت أو ظهر الغدر والنكول من الطرف المعادي، فإن التمديد لن يحصل ويكون استئناف العمل في الميدان لتحرير الأرض في مناطق خفض التصعيد هو الحل.
5- إن وجود كل من روسيا وإيران في موقع الضامن للتنفيذ من شأنه أن يحد أو يعطل الدور التركي التخريبي الذي لم ولن تثق به سورية يوماً منذ بداية العدوان على سورية.
وبالخلاصة نقول: قد لا يكون في المذكرة كل ما تريده سورية لكن وبكل تأكيد، فيها استجابة لأهم ما تريده سورية لجهة حقن الدماء ووقف العنف والإقرار بوحدتها وفصل الإرهاب وعزله ثم التوجه لمحاربته، وكلها أمور تستحق الاهتمام والمتابعة.