هل هذا رئيس أميركي أم مسحوق غسيل؟.. بقلم: إيفين دوبا

هل هذا رئيس أميركي أم مسحوق غسيل؟.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الاثنين، ١٧ أبريل ٢٠١٧

 على نحو صبياني، يجري دونالد ترمب المقارنات الدولية وكأن ميزان القوى العالمي خاضع وفقا لما كان يتصوره حينما يعبث في غرفة ألعاب، يغامر بمصير الولايات المتحدة الأميركية وكأنه يقوم بالأمر على إصدار "بلاي ستيشن".

حينما قارن دونالد ترمب القوة بين روسيا وبلاده، تجاوز حدود البلادة إلى السطحية، ربما لأن هذا الشخص اعتاد فعل ما يحلو له بالأموال الطائلة التي تقوم عليها امبراطوريته العقارية، لكن على ألا يقارب السياسة والشؤون العسكرية، هذا فيما مضى قبل أن ينجح في الانتخابات الأميركية التي كان يضرب بها المثل بالنسبة لموالي الغرب، وعلى ذلك النحور اعتاد ترمب إذن أن يفعل ما يريد دون أن يلاحظ أنه فعليا، لا يفعل ما يريد إلا ضمن دائرة حدود لا يمكن أن يقترب منها وضمن هذا السلوك تسطح دماغه وأصبح "بطرانا" إلى تلك الدرجة التي دفعته إلى تقديم برنامج تلفزيوني مهمته توبيخ الشبان الأميركيين، الذين أتوا إلى حلقاته لإيجاد فرصة عمل والبدء بإنجاز الطموحات.
يقول دونالد ترمب أن روسيا دولة قوية، لكن بلاده أقوى بكثير، يذكرنا هذا بمرحلة الطفولة التي كان فيها أحد الصبيان يتبجح على أقرانه بأن حذاءه أسرع من أحذية الآخرين، لسد النقص والشعور بالعجز الذي يسيطر على عقله الباطن، ومحاولة لإقامة حرب نفسية نوعا ما في حال حصول أي مواجهة، لكن الأمر أيها الرئيس الأميركي ليس بهذه السذاجة، فيحنما تريد أن تبدأ بالحرب النفسية يجب أن تكون متمكنا من كافة المعطيات وليس كما تفعل، طالما أن سمعة الولايات المتحدة الأميركية بات رهنا بتصرفاتك، وكل هذه الرزمة العالية من الحماقات لن يعود بالنفع على أميركا.
كيف ثبت لدونالد ترمب ذلك لا يهم، فرئيس الولايات المتحدة الذي يستطيع أن يبتاع السيارات الفارهة والبيوت الباهظة يعتقد أنه يستطيع أن يقول ما يريد ويتحول الأمر إلى حقيقة، ولذلك، لم يعد في البيت الأبيض من يفكر بعقلية رئيس وسط مهامه، بل هنالك شخص يفكر بعقلية أميرة خليجية تقوم برحلة سياحية ويكفيها أن خدمها من حولها للشعور بالاطمئنان، حتى ولو كان زوجها غارق بعيد عنها في الخيانة والملذات في نفس الرحلة، أو أن الرئيس الأميركي في هذه المرحلة، حقبة دونالد ترمب يفكر بعقلية رجل خرف متصابي اعتاد السهر في الحانات وافتعال المشكلات، درجة الثمالة التي هو عليها تجعله بمنأئ عن الشعور بالهزائم والألم الناجم عن اللكمات التي سيتلقاها، لنتخيل معا، الرئيس الأميركي يفكر على هذا النحو.
يتهكم الإعلام الأميركي بشكل واسع بسبب تصرفات دونالد ترمب، وينتقد بشدة فيما الكونغرس يهرش رأسه، يرد ترمب بصلافة، إنها نهاية مرحلة المؤسسات في أميركا والاتجاه نحو البدائية، تلك الفترة التي كان فيها رعاة البقر يحكمون المناطق بعد رشوة "الشريف"، وليس بإمكاننا القول أنه على دونالد ترمب أن يحسبها بعمق قبل الإدلاء بأية تصريحات، فالجميع يعلم أن دخول الولايات المتحدة في مواجهة عالية النطاق سيعرضها لخطر صميمي، لا يمكن أن ندعو ترمب للتفكير، لأنه وبالمجمل لا يمكن أن يفكر، ولا أن يعمل وفق ما تقتضيه الضرورات الرئاسية أو ضرورات الحكم، فقط يمكننا مشاهدة كيف ستتهاوى أميركا.

عاجل