حينما لا يكون ترمب تحت تأثير الحشيش.. بقلم: إيفين دوبا

حينما لا يكون ترمب تحت تأثير الحشيش.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الأحد، ٩ أبريل ٢٠١٧

 لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجرأة المطلقة كي يتعاطى المخدرات ويخرج إلى الميدان السياسي، ويستطيع ترمب أيضاً أن يقوم باستعراضات بهلوانية وكأنه الحاكم المطلق في الولايات المتحدة الأميركية، وليس لديه مقدار من الحياء ليمنعه من عدم تجاوز الأمور البروتوكولية المتعارف عليها، ليس دولياً، ولكن في البيت الأبيض فقط، لكن كل تلك الأمور والمزيد عليها ليست السبب، لكون دونالد ترمب أحمقاً.

يجهل دونالد ترمب الآن مقدار القوى الإقليمية وقيم التوازن الدولي في الشرق الأوسط، وحتى الآن بعد أشهر ثلاثة من دخوله البيت الأبيض، وقبل بنحو سنتين حينما كان يعد العدة لأجل ذلك، لم يتمكن من فهم كيف يخاض الصراع في المنطقة الأكثر سخونة في العالم، والأكثر أهمية على الخارطة الدولية، فإذا كان يرى أو يعتقد أنه يستطيع مجابهة القوى الفاعلة المنخرطة بشكل مباشر في الصراع، وحيداً، أو متكلاً على حلفاء متآكلين ومنخورين بعد سنوات من المواجهة الحامية، فهو أحمق، إنه يعتقد ذلك فعلاً لذلك فإنه أحمق فعلاً.
لم يتمكن ترمب من تحقيق ما يريد وكان متهوراً، قبل وصوله إلى البيت الأبيض لطالما أعلن عن خطوات في نيته، وكان عجولاً للغاية حينما استصدر قوانين لتطبيقها، وسرعان ما تم إبطالها من قبل بعض المؤسسات الحكومية الأميركية، حينها بدأ الرجل يعرف قدره لكن ذلك لا يعني أنه وافق وقبل، فكان التهور إلى ميدان الصراع الخارجي في الشرق الأوسط، لكن استطاعته لم تتجاوز العدوان المحدود المكثف النيران، أي أن لديه وقت بسيط لتنفيذ مهمة يمكن استثمارها داخلياً، ذلك شيء عن شخصية الرجل.
أيضاً، يبدو ترمب هاوياً سياسياً خلال تواجده في البيت الأبيض وليس محنكاً، هو في النهاية تاجر ورجل أعمال، يمكن أن يؤدي أعمالاً وخدمات مقابل أجر، أو مقايضة ما، فالمهم هو الربح الدائم والمركب وليس طريقة العمل، سياسياً فإن الولايات المتحدة الأميركية ضعفت وفقدت من وزنها، لذلك ليس له مصلحة في هذا السياق فانتقل سريعاً إلى عمل عسكري يمكن أن يصرفه في العمل السياسي لاحقاً، أو يستثمره إلى ذلك الحين، ومقابل أن يبقى في المكتب البيضاوي جنح قليلاً إلى طريقة أوباما، وسيعود سريعاً إلى اللكنة السابقة التي كان يطلقها قبل أن يتهور ويتصرف بشكل هيستيري عبر شن عدوان على سورية، الآن لا يمكن لأحد المراهنة على أن دونالد ترمب سيحارب الإرهاب، وتصرفاته لا يمكن توقعها لأن عقليته السياسية غير متزنة، وحينما لا يكون ترمب تحت تأثير المخدرات، فتابعوا ما يقوله الرجل لتعرفوا توجهاته، ودون ذلك، فلن يكون أكثر من دمية تحركها حكومة الخفاء التي تعمل بصمت خلف الجدران لحبك الفن الغامض للانتهازية السياسية الأميركية، فيما ينال آخرون النجومية على نحو تراجيدي أو كوميدي، من خلال الأدوار التي يؤدونها على مسرح البيت الأبيض.
عاجل الاخبارية