وحدها الجمهورية العربية السورية..بقلم: رفعت البدوي

وحدها الجمهورية العربية السورية..بقلم: رفعت البدوي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ مارس ٢٠١٧

في ظل أوضاع متردية ومعقدة تلف الوطن العربي نتيجة مؤامرات حِيكت وحروب شُنت ولم تزل بتشجيع من بعض العرب المتحالفين مع الغرب وأميركا والزاحفين حبواً نحو العدو الإسرائيلي تنفذ أجندات غربية إسرائيلية أميركية مبرمجة متلازمة مع محاولات دنيئة لإسقاط حكومات ودول عربية ذنبها أنها تمسكت بالانتماء للهوية والأرض والحضارة والثقافة والتاريخ والحقوق العربية ورفضت الاذعان والخنوع للهيمنة الأميركية وقاومت تنفيذ أهداف الأجندة الغربية الإسرائيلية الساعية إلى تقسيم وتفتيت أرضنا ومجتمعنا وبلادنا العربية.
كل ذلك حدث ويحدث بتواطؤ وتآمر من بعض الدول العربية ولاسيما النفطية منها ما أفسح للوهن والعجز التمكن والنيل من الجسد المنهك أصلاً مع صمت مريب وغياب عربي شبه تام نتيجة لتخاذل وتآمر تلك الحكومات الخليجية التي رهنت سلطتها وإرادتها وثروات شعبها النفطية لمصلحة أميركا وأعداء الأمة، مع سبق الإصرار والترصد على تصفية القضية الفلسطينية وهدر حقوق الفلسطينيين والعرب على عكس رغبات وتطلعات شعوبها الطامحة للتقدم والتحرر من سطوة الغرب على قرارات ومقدرات بلادهم.
انطلاقاً من هذا المشهد المأساوي لحالنا نحن العرب تنعقد أواخر الشهر الحالي في الأردن القمة التي سميت زوراً القمة العربية، نقول «زوراً» لأن التاريخ يشهد أن ملوكا وأمراء ورؤساء ضحوا بالهوية والأرض والوطن العربي وعملوا على تشويه الدين باستخدام الإرهاب وتمويله لأهداف تآمرية تعمل على ضرب القومية العربية باسم الدين خدمة لأعداء الدين والأمة العربية فخسروا الدين وخسروا الهوية وفرقوا الأمة.
إذاً تنعقد القمة في الأردن في بقعة جغرافية لها دلالاتها، فإضافة إلى أن الاجتماع سينعقد بمنطقة البحر الميت الذي مات معه الضمير العربي وكل الأحلام والتطلعات العربية نحو استعادة فلسطين وخصوصاً أن مكان اجتماع القمة لا يبعد عن حدود فلسطين المحتلة سوى أمتار قليلة ورغم قرب المسافة بين مكان اجتماع ملوك وأمراء ورؤساء العرب فإن أحداً منهم لا يجرؤ على حمل لواء فلسطين متقدماً صوبها معلناً عزمه على وضع إمكاناته في سبيل تحرير فلسطين بينما اختار معظم القادة العرب سلوك درب التسلل إلى داخل الكيان الصهيوني تحت جنح الظلام مصافحاً متصالحاً معترفاً بالكيان الصهيوني معلناً تكافله وتضامنه مع عدو الأمة إسرائيل ملغياً حال العداء معها معتمداً التحالف مع إسرائيل في تنفيذ مخططات التآمر على العرب ممن اختاروا التمسك بالهويةً والكرامة والعزة العربية.
تنعقد القمة على البحر الميت وجسد العرب يكاد يكون ميتاً فها هو الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه انقساماً عامودياً وأفقياً وفقهياً ووطنياً ما أضر بالقضية الفلسطينية المركزية ضرراً بالغاً واسهم في تحويل البوصلة الأساسية عن فلسطين لتصبح السلطة الفلسطينية مستجدية وقف بناء المستعمرات مع الاستعداد لتقديم المزيد من التنازلات والتعاون الأمني مع إسرائيل في اعتقال المناضلين المقاومين الفلسطينيين الرافضين للذل والقتل والإعدام المتعمد بأيدي العدو الإسرائيلي، كل ذلك جعل من السلطة الفلسطينية رهينة القرار والإرادة لدى أميركا وحكومات الخليج المتآمرة أصلاً على فلسطين والساعية إلى تصفيتها.
أما القسم الآخر من الفلسطينيين هؤلاء الذين قدموا مصلحة تنظيم الإخوان على مصلحة فلسطين وأمعنوا في حرف بوصلتهم وبندقيتهم التي حُوِلت باتجاه وطن عربي لطالما ساندهم ورعاهم وحماهم ودعمهم في مقاومتهم للعدو، ذاك الوطن العربي اسمه الجمهورية العربية السورية. ومع تحويل البوصلة أضحت فلسطين تائهة ضائعة من أهلها بين سلطة تباهي في الولاء للبترودولار وبين حركة حماس مقدمة الولاء لتنظيم الإخوان.
نتنياهو غير عابئ بالقرارات الدولية ممعناً في قضم ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء مستعمراته من دون أي تصد عربي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلن نيته نقل السفارة الأميركية إلى القدس في تحد واضح لمشاعر المسلمين والمسيحيين من العرب ما يعتبر تمهيداً لإعلان يهودية الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية ليتحول الحلم من تحرير الأرض الفلسطينية إلى حكم ذاتي للفلسطينيين فقط وبضوء أخضر من عرب البترول. إنها الفرصة السانحة لإنهاء القضية الفلسطينية برمتها وخصوصاً أن القمة المسماة عربيه تنعقد بغياب أهم دولة عربية هي سورية لأن الجمهورية العربية السورية وحدها بقيت الصامدة المقاومة الممانعة لكل الحلول الاستسلامية، وحدها الجمهورية العربية السورية بقيت متمسكة بالهوية العربية محافظة على الانتماء للقومية العربية.
وحدها الجمهورية العربية السورية لم تتخل يوماً عن فلسطين وعن شعب فلسطين ولم تفرط يوماً بحق القلسطينيين رغم تآمر بعض الفلسطينيين والعرب عليها ورغم أهوال الحرب التآمرية المستمرة عليها.
إن اللـه اصطفى سورية أن تتنزه عن الشبهات والمؤامرات لتبقى وحدها الجمهورية العربية السورية الضامن للأمة العربية لتبقى وحدها الجمهورية العربية السورية الشامخة المتبرأة من قمة قراراتها مُتخذة سلفاً بإنهاء القضية الفلسطينية والجنوح نحو الاعتراف والتعامل مع إسرائيل.