أردوغان في الخليج.. يعرج في حارة المكسرين.. بقلم: إيفين دوبا

أردوغان في الخليج.. يعرج في حارة المكسرين.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٧ فبراير ٢٠١٧

ايفين دوبا

لماذا يحاصر الأوروبيون تركيا بهذا الزخم على صعيد الاقتصاد، برأيهم أن سياسيات أردوغان الفوضوية وتطلعاته قد تدفع باتجاه حرب عالمية اقتصادية كتلك التي نشبت مطلع القرن المنصرم عسكريا، فيما الرئيس التركي العاجز عن السير بثبات في وحول الفوضى السياسية التي أغرقت بلاده مضطر لتقصير ثوبه ولملمته على الطريقة الخليجية والذهاب للتعلق بالقشة الرخوة هناك.

البديهي أن لاشيء مثيرا تقدمه دول كالسعودية وقطر والبحرين لأنقرة، لاسيما في مثل هذه الأثناء، لأن الجميع في ورطة، السعودية المغلوبة على أمرها اقتصاديا والبحرين التي تزداد آفاق أزمتها بالتقادم وكذلك قطر التي تحتاج لمن يعطيها دفقا سياسيا، بدلالة الغزل الأخير مع "إسرائيل" لاستعادة "تمايز" تطبيع العلاقات والمضاربة على السعودية في هذا المضمار.
لدى أنقرة الكثير من المشاكل التي تشبه ما تعانيه الدول الثلاث، التي ذهب إليها أردوغان بحثا عن إبرة الخلاص الاقتصادي في كومة قش الورطات السياسية، لأن بلاده لعقت كل عسل النمو الاقتصادي وقد تغدو جرتها خاوية قريبا، خصوصا إذا ما ازداد الاحمرار في عين أوروبا التي لا تريد، بأي شكل من الأشكال أن "تتفرعن" تركيا اقتصاديا وسياسيا خارج السقف الغربي، لأن أوروبا نفسها هي التي اتاحت لأنقرة أن «تتفرعن» ضمن حدودها والخروج عن هذه الحدود يعني حتما اللعنة، الحصار الاقتصادي القائم حاليا.
لم تحفظ أنقرة اتفاقاتها مع موسكو كثيرا، غيرت جلدها ألف مرة في فترة قياسية جدا، ثم عاودت التعلق بالرداء الأميركي في سعي لاهث خلف أي حماية يمكن أن تؤمنها دولة كبرى، لدولة مضطربة داخليا في مجال السياسية ومهددة اقتصاديا ومنخورة إقليميا، لم نتحدث بعد عن الجانب الأمني الذي تعاطى معه نظام أردوغان بمقامرة خطرة للغاية، قد تحيل بلاده في طرفة عين إقليمية إلى جحيم حقيقي.
حتى الآن، رئيس النظام التركي يكابر بشكل غير مبرر، فالتعلق بطموحاته غير الواقعية أفضى به سابقا إلى الصبيانية السياسية، ثم فيما بعد فقد الاستقلالية، ليصبح مصير أنقرة مربوط ربطا محكما بمصائر سياسات بلدان أخرى لا تحسب كل شيء تفعله، وبالمستجدات التي انهالت غزيرة لترطب الوحل الذي تغوص فيه تركيا أكثر، لذلك فإن الدول الثلاث، السعودية قطر والبحرين، لا يمكنها أن تمثل أكثر من قشة يتعلق بها أردوغان، في مقابل أن يرمي هو ببلاده كقشة لتلك الدول الثلاث، وإلى ذلك، سيبحث أردوغان في تشكيل تكتل رباعي للتمسك بتل أبيب مقابل أي شيء تطلبه هذه الأخيرة، فما يهم هذه الدول هو البقاء وسط رياح المتغيرات الشديدة.
عاجل الاخباريية