الخليج دفع الجزية وقنبلة صوتية في إيران.. بقلم: ايفين دوبا

الخليج دفع الجزية وقنبلة صوتية في إيران.. بقلم: ايفين دوبا

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٥ فبراير ٢٠١٧

قبل نحو شهرين فقط، كانت السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى من أشد المناوئين لوصول دونالد ترمب إلى باب البيت الأبيض والوقوف ملوحاً بيده كرئيس أميركي جديد، ينظر إليه الآن على أنه المخلص الذي طال انتظاره ويكال له المديح بعد مواقفه الأخيرة من الاتفاق النووي.
تؤكد الأنباء أن السعودية ومعها دول أخرى دفعت بشكل مضاعف "الأتاوة" لواشنطن مقابل الحصول على ابتسامة الرئيس الأميركي، لكن هذا الأخير لا يملك أكثر من إلقاء قنبلة صوتية على أرض إيران، كتلك التي ألقاها حينما أعلن نيته إلغاء الاتفاق النووي ليزيد حدة جداله مع أوروبا التي تمتعضه كثيراً، وحتما فإن تلك القنبلة لن تعدو قوتها أكثر من الصوت ولن تتطور إلى مواجهة، لأن ما لدى طهران من مفاتيح القوة والاستعداد للحرب يمنع الحرب إلا إذا فكر أردوغان بحسب العقلية الخليجية، وهناك في واشنطن من لا يريد مزيداً من التورط في الشرق الأوسط.
لا تعير العاصمة الإيرانية كثيراً من الاهتمام لتوجهات ترمب حتى ولو وقعت، الشعور المعتاد هو الخلاف مع واشنطن باتفاق نووي أو بدون، والكثير من ساسة طهران يفطرون على انعدام الثقة مع الولايات المتحدة الأميركية كل صباح، لذلك فإن دول الخليج اشترت ظاهرة صوتية بثمن باهظ، هي ليست مرغمة على ذلك فحسب ولم تقدم على هكذا خطوة بدافع أبله، فواقعها السياسي لا يتيح لها خيارات أكثر من ذلك.
السعودية أكثر من أي أحد آخر في مجلس التعاون الخليجي تدرك تماماً أنها ستقف على ضفة مقابلة لأوروبا، وستكون مضطرة لسماع الكلام الأميركي بكثير من الخضوع، ولن تستطيع إثارة الغبار في وجه طهران بشكل يعمي الجمهورية الإسلامية، كما أن واشنطن لن تغير نظرتها تجاه الرياض بشكل مبالغ فيه إلا قولاً، وتحالفات طهران تزداد صلابة على أرض متغيرة ليس لصالح التحالف الغربي، هذه الدوامة التي تدور فيها الدول الخليجية التي دفعت الجزية المضاعفة للإدارة الأميركية هي طريق إجباري لعواصم الخليج المعنية، وتفسر الانقلاب في موقف دول مجلس التعاون واضح وربما يكون مقدمة لانقلابات أخرى أكثر قسوة ومعاناة، ومن الآن فصاعداً فإن هذه الدول في موقف لا تحسد عليه، فلا إيران تؤخذ بسياسة لي الذراع، ولا أميركا ستغامر برفع مستوى المواجهة مع دولة إقليمية بقوة إيران، لخاطر عيون دول متقلقلة على الضفة المقابلة في الخليج.
عاجل الاخبارية