احترام الفاشلين والفاسدين!!..بقلم:عبد الفتاح العوض

احترام الفاشلين والفاسدين!!..بقلم:عبد الفتاح العوض

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٧ فبراير ٢٠١٧

يمكن تسميتها عقدة «الفا». الفاسد.. والفاشل….
نائب يسأل: لماذا لا يتم معرفة أسباب إعفاء المديرين الذين تتم إقالتهم؟.
وصديق يسأل أيضاً: لماذا لا يتم نشر أسماء الفاسدين والاكتفاء بالإشارة إليهم فقط؟
كلا السؤالين في محله… إعفاء مدير ليس مشكلة بحد ذاتها، لكن التستر على أسباب إقالته هو المشكلة.. تختلط إقالة الفاسد بمن تمت إقالته لأنه لم يكن على مزاج ولا مقاس الأعلى منه.
خلال الفترة الماضية تم إعفاء الكثيرين… بعد تشكيل الحكومة نشطت موجة التعديلات، وهو أمر يمكن تفهمه، وإن كانت هذه التعديلات بمعدل أعلى من الطبيعي. لكن هل هناك معايير معينة إلا الرأي الشخصي لهذا المسؤول أو ذاك؟
إذا كان هناك سبب فلا بد من إعلانه… إذا كان فساداً فيجب أن يذكر على خلفية تحقيقات تتعلق بالفساد… أو كان الأمر يتعلق بعدم الكفاءة… فليس أسهل من إضافة كلمتين فقط «لعدم الكفاءة».. أو للترهل الإداري، أو لعدم تحقيق الأهداف المطلوبة.. حتى لو كان الخلاف مع الأعلى، فليس من الصعب القول تمَّ الإعفاء لعدم الانسجام الوظيفي.
الآن لدينا وزارة للتنمية الإدارية، وكانت هناك أحاديث عن معايير المناصب العليا والتقييم ولا ندري إلى أين وصلت.. هذا فيما يتعلق بالإدارات… لكن في موضوع الفاسدين الذين يتم التستر على أسمائهم فالمسألة فيها أخذ ورد… فالتحقيقات الحكومية هي مرحلة أولى يأتي بعدها القضاء… وعندما يتم نشر أسماء الفاسدين في المرحلة الأولى فهو شبه حكم عليهم. ومعروف أن مرحلة القضاء تأخذ مرحلة طويلة وما زالت إلى الآن علاقة الإعلام بالقضاء مقطوعة… الإعلام لا يقترب من القضاء، هذه أحد الخطوط الحمر في مدرسة الإعلام السوري… ولأن مرحلة التقاضي متدرجة ومتتالية وتمر بمراحل بين الحكم الأولي والنهائي فإن المسألة تبرد أهميتها مع الوقت… ويصدر الحكم النهائي من دون أن يثير ذلك اهتمام أحد بما فيها الإعلام.
ثم إنه يخرج كثيرون من القضاء «براءة» أو بأحكام مخففة.
هذا هو التسويغ لعدم نشر أسماء المتهمين بالفساد… لكن هل التسويغ مقنع؟ لكن لو تم نشر هذه الأسماء أليس هو عقوبة مهمة ورادعة للفاسدين؟ هذه هي وجهة النظر الأخرى التي ترى أن نشر أسماء المتورطين بقضايا الفساد يجعل من الإعلام أداة عقاب أيضاً للفساد… وإن متابعة القضايا في القضاء أيضاً يجعل من الإعلام عيناً للرأي العام بحيث يمنع التلاعب… وما يتبعه!! إننا عندما لا نكشف أسماء الفاسدين والفاشلين إنما نقدم بطاقة احترام لهم، وهم من لا يستحق هذه البطاقة… التستر على الفساد والفشل… شراكة معهما وإن كانت شراكة بريئة.

أقوال
تمسك بالعمل عندها ستبني قصراً فوق السحاب، تمسك بالأمل عندها ستتمكن من السكنى فيه.
الإنسانية ليست ديناً، إنما رتبة يصل إليها بعض البشر.
لا تجالس الحمقى فإنه يعلق بك من مجالستهم يوماً من الفساد ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهراً من الصلاح، فإن الفساد أشد التحاماً بالطبائع.