التدخل العسكري الإسرائيلي في سورية.. بقلم: تحسين الحلبي

التدخل العسكري الإسرائيلي في سورية.. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ يناير ٢٠١٧

أسئلة كثيرة تطرحها إسرائيل على نفسها على مستوى الحكومة والقيادة العسكرية وعلى مستوى رأي الجمهور الإسرائيلي بعد أن فشلت أهداف إسرائيل المعلنة وغير المعلنة تجاه سورية وثبت للجميع أنها لن تتفتت ولن ينتصر الإرهابيون عليها ولن يحققوا أهداف إسرائيل في «تغيير النظام» كما كانوا يريدون ويطالبون فقبل شهر تقريباً أجرت القناة الإسرائيلية الخاصة بالكنيست وتحمل الاسم (99) مقابلة مع أهم المسؤولين في مراكز الأبحاث الإسرائيلية عن متابعة المجموعات الإرهابية قرب حدود الجولان المحتل وقرى الجنوب السوري وهو (نيربومس) البروفيسور في مركز دايان للدراسات الإستراتيجية فاعترف أن قوات الاحتلال الإسرائيلية في الجولان المحتل أدخلت إلى إسرائيل أكثر من 4000 فرد من المسلحين الذين يعملون في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية تحت حجة تقديم العلاج لهم وأقامت مشفى ميدانياً عسكرياً داخل مواقع جيش الاحتلال لهذا الغرض… وهذا يعني أن هذه الآلاف أصبحت على صلة مباشرة بالجيش الإسرائيلي الذي يقدم لها الدعم بكل أشكاله الاستخباراتي والعسكري ضد الشعب السوري وجيشه في تلك المنطقة الحدودية.
ومع ذلك تكشف مقدمة البرنامج في هذه القناة (مينا تسيماح) المختصة باستطلاعات الرأي في 29/12/2016 أن 87% من الإسرائيليين لا يريدون من الجيش الإسرائيلي القيام بتدخل عسكري داخل سورية وهذه النسبة الكبيرة تعني أن الإسرائيليين يدركون أنهم سيدفعون ثمناً باهظاً تحدث عنه مسؤولون عسكريون إذا ما اندلعت نيران حرب على جبهة إسرائيل الشمالية الممتدة من حدود الجولان إلى حدود جنوب لبنان وقواعد حزب اللـه في الجنوب لأن أي حرب خارجية ضد سورية ستتسع ساحة نيرانها وقذائفها من الجبهتين ضد الداخل الإسرائيلي.
ولذلك ترغب إسرائيل باستخدام المسلحين الإرهابيين في هذه الحرب ضد سورية. ويتبين من نفس استطلاع الرأي أن 75% من الإسرائيليين يرغبون في المقابل أن تتدخل القوات الأميركية في ساحة الحرب السورية وليس القوات الإسرائيلية رغم أن 40% منهم يتوقعون أنه لو قامت إدارة أوباما بشن الحرب على سورية عام 2013 لزادت احتمالات وقوع حرب عالمية ثالثة لأن روسيا وإيران ستعملان على منع سقوط سورية بأيدي الأميركيين.
وهذه الأرقام تحمل معاني كثيرة حين نجد في المقابل أن 67% من الجمهور الإسرائيلي لا يعتقد أن العالم الغربي سيساعد إسرائيل إذا واجهت حرباً شاملة تهدد مصير وجودها في المنطقة.
ويعتقد 21% فقط أن العالم الغربي يمكن أن يساعد إسرائيل إذا ما تعرضت لمثل هذه الحرب.
وفي نفس استطلاع الرأي الذي عرضته قناة الكنيست تبين أن 49% من الإسرائيليين يرفضون تقديم مساعدات غذائية للسوريين اللاجئين أينما كانوا مقابل 27% لا يمانعون في تقديم مثل هذه المساعدة على حين رفض 24% الإدلاء برأيهم وهذا يدل بشكل واضح على حالة العداء المتصاعدة من الإسرائيليين.
كما تبين أن 64% من الإسرائيليين يطلبون من الإدارات الأميركية عدم إدخال المسلحين إلى الولايات المتحدة سواء أكانوا لاجئين أم مهاجرين… ويقول (بومس) إن الإسرائيليين يقدرون مواقف الحكام العرب الذين تعاطفوا معهم أثناء اندلاع الحرائق في شمال إسرائيل والقدس لخمسة أيام ونوّه إلى أن بعض الدول العربية من النظام الرسمي العربي عرضت تقديم مساعدتها لإطفاء هذه الحرائق ويذكر أن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أن 40% من هذه الحرائق خصوصاً في جبال القدس أشعلها فلسطينيون في الضفة الغربية لمواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال.