غوتيرس في الأمم المتحدة هل يكون أفضل؟

غوتيرس في الأمم المتحدة هل يكون أفضل؟

تحليل وآراء

الخميس، ٨ ديسمبر ٢٠١٦

كان من المفترض أن يكون الأمين العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة امرأة من أوروبا الشرقية، هي البلغارية إيرينا بوكوفا، التي ترأس حالياً منظمة «الأونيسكو». لكن الخيار وقع على أنطونيو غوتيرس، البالغ من العمر 67 عاماً، والذي كان اشتراكياً ديموقراطياً ورئيساً للوزراء في البرتغال لمدة 7 سنوات، ومن ثم رئيساً لإحدى أهم الوكالات في الأمم المتحدة، وهي مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، التي مكث فيها أكثر من 10 سنوات. وكان القرار النهائي قد اتخذ بعد اتفاق بين البيت الأبيض والكرملين. وكانت المفاجأة أن غوتيرس حاز على تأييد الطرفين، برغم التوتر الشديد الذي يسود العلاقات الأميركية ـ الروسية.
ويعود انتصار غوتيرس جزئياً إلى أجواء المنافسة المفتوحة. إذ كانت الأمور في ما مضى تُقرَّر خلف الأبواب المغلقة، من دون الإعلان عن أسماء المرشحين. لكن أسماء المرشحين أُعلنت هذه المرّة، وخضعوا لاختبارات أمام الهيئة العامة. وكان يُعتقد أن بعض القوى الكبرى تؤيد أسماء معينة. لكن لم يكن لأحد كفاءات وخبرات غوتيرس، الذي كان رئيس وزراء وخبيراً عالمياً يرأس واحدة من أهم منظمات الأمم المتحدة، عدا عن خبرته الطويلة في كيفية عمل موظفي المنظمة الدولية. كما أنه يُعتبر عملياً وحاد الذكاء، يعرف طرق الاتصال برؤساء القوى العظمى.
يتسلم غوتيرس في أوائل العام المقبل منظمة عالمية على وشك الإعلان عن إفلاسها السياسي، بسبب الكارثة السورية التي لم يستطع مجلس الأمن الدولي إيجاد حل لها، برغم مرور ست سنوات على الحرب الأهلية فيها. لأن الأمين العام الجديد ليس سياسياً، لكنه بحكم منصبه يتمتع بتأييد 193 دولة في العالم، ما يؤهله للعب دور كبير في حل المشكلات الدولية.
على الأمين العام الجديد معالجة مشاكل رئيسية عديدة، منها التنمية الاقتصادية المستدامة للبلدان الأكثر فقراً في العالم ومراقبة حقوق الإنسان وكيفية احترام الدول لها، فضلاً عن الوصول إلى نتائج مرضية للحروب الأهلية التي تتدخّل فيها بعض القوى العظمى. والأخيرة تمثّل المشكلة الأهم بالنسبة للأمين العام الجديد، خاصة الكارثة السورية التي تقف منذ سنوات على أبواب المنظمة الدولية، وتحديداً لأن مئة ألف من جنودها ينتشرون في بقاع عديدة من العالم. بهذا، تتمثّل المهمة الأولى للأمين العام الجديد في الحصول على موافقة الولايات المتحدة وروسيا لحل أزمات سوريا والعراق واليمن وليبيا وجنوب السودان. وهذه مهمات كبرى تحول دون إنجازها تعقيدات كثيرة.