هل نحن ذاهبون لمفاوضات بعد إنتهاء معركة حلب ؟ وما هي الوجهة التالية ؟؟

هل نحن ذاهبون لمفاوضات بعد إنتهاء معركة حلب ؟ وما هي الوجهة التالية ؟؟

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٦ ديسمبر ٢٠١٦

حول معركة شرق حلب ومصيرها وكيف ستكون خارطة توزع القوى وما هي الخطوة التالية بعد حلب، وحول وضع الجماعات المسلحة وداعميها بعد تقهقر مشروعهم، والدور التركي المستجد وموقف اردوغان الأخير كان لنا حوار مع الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بسام أبو عبدالله.

الوقت: نرى مساعي ومحاولات دولية حثيثة لتغيير مسار العمليات في شرق حلب أو لتأجيل وعرقلة سيرها، فهل هناك أي إحتمالات أخرى غير حسمها عسكرياً خصوصاً مع تحرير الجيش السوري لـ 60% من مساحة هذه المنطقة؟

أبو عبدالله: "أنا أعتقد أن مستقبل المعارك في شرق حلب منتهي سلفاً، وأي مساعي ومحاولات إن كانت مبادرات من قبل سوريا أو حلفائها أو من قبل دول أخرى فالنتيجة واحدة وهي تحرير حلب بالكامل بخروج المسلحين بتسوية أو بهزيمة ولا آفاق لنتائج أخرى في المدى المنظور وخصوصاً مع تسارع تشتت وهزيمة المسلحين في هذه الأحياء، وأي مفاوضات أو مناورات لا تخرج برأيي عن كونها مساعٍ لتخفيف وطأة الهزيمة الكبيرة التي مني بها المسلحين. إلا أن الحسم سيكون عسكرياً بمعارك نهائية وحاسمة أو بما ينتج عن الضغط العسكري من تسويات لخروج ما تبقى من مسلحين بفعل محاصرتهم وغياب أي أمل لهم بالصمود فتحقن الدماء ويجنب المدنيين أي خطر ويُسمح للمسلحين بالخروج وتُحرر المناطق كما حصل سابقاً في عدة معارك من خان الشيخ مؤخراً وما سبقها".

الوقت: برأيكم كيف سيكون شكل الخارطة السورية بعد إتمام معركة حلب نهائياً، هل نحن ذاهبون إلى طاولة المفاوضات بموازين وتوزع قوى جديد؟ أم أن حسم السيطرة العسكرية على المناطق المفصلية المتبقية في سوريا سيستمر بالتوجه نحو إدلب وغيرها؟

أبوعبدالله: "لا أعتقد أننا ذاهبون نحو مفاوضات فمن يتواجد على أرض المعركة من مقاتلين ليسوا أبناء مشروع سياسي بل معظمهم مرتبط بمنظمات مسلحة إرهابية أو دولة خارجية محركة لهم، لذا أعتقد أن الإتجاه سيكون بإستكمال الحملة العسكرية نحو مدينة الباب ومناطق أخرى كالرقة ودير الزور خصوصاً أن هذه المناطق تحتلها داعش التي لا يمكن لأحد أن يقول أن هناك معارضة معتدلة تباد كالكذبة الكبرى التي روجوا لها في ما يتعلق بما يحصل في شرق حلب لذا من يحاول عرقلة عمليات الجيش السوري وحلفائه نحو هذه المناطق سيظهر بمظهر الحامي والمدافع عن داعش والإرهاب، أما إدلب فغالباً سيؤول مصيرها لنهاية المطاف أو سيكون لها مخرج سياسي إقليمي لتسوية أوضاع المسلحين المتجمعين هناك، إلا أنه لا يمكن تغييب وجود أبرز قيادات المجموعات الإرهابية هناك من قاعدة وغيرها بإعتبار أن إدلب قريبة من تركيا وهناك خطوط إمداد منها لذا الموضوع متروك الآن والتسوية سيتبلور شكلها لاحقاً فإما سيكون هناك عمليات عسكرية أو تسوية سياسية وخصوصاً أن الأولويات الآن لا يعلن عنها عسكرياً من قبل الجيش السوري، أما إن أردنا التحليل فمن الواضح أن التوجه السليم الآن سيكون باتجاه الباب التي ستفتح الطريق شرقاً نحو الرقة والطبقة أو دير الزور وهناك معلومات تقول بأن الباب هي التالية الأمر الذي أجبر الأتراك على تجميد تقدمهم نحوها بضغط روسي وسوري."

الوقت: مع قرب إنتهاء معركة شرق حلب بات واضحاً تقهقر وضعف المجموعات الإرهابية في كل المواجهات التي خاضوها ضد الجيش السوري وحلفائه، مع هذه المعطيات ما هي خيارات الدول الداعمة لهذه المجموعات برأيكم؟

أبو عبدالله: "لا يبدو أن هناك خيارات كثيرة متاحة أمام هذه الدول الراعية لهذه المجموعات، ودعني أقول لكم بوضوح أن الدور السعودي بدأ يضمحل ويتقلص بشكل كبير جداً بسبب معناتها من مشاكل إقتصادية ومالية ومعناتها في المستنقع اليمني وتركيا كذلك تشهد تحولاً إجباريا لما عانته وتعانيه وبالتالي الجميع سيتجه نحو التغيير فلا يمكن لهم الإستمرار بمشروع فشل وسقط، ومن هنا أجد أن الخيارات ليست سهلة ومتاحة أمام هذه القوى وخصوصاً أن التغيير بدأ من أمريكا باتجاه أوروبا وبإعتبار الدول التي تدعم الإرهاب دورهم وظيفي فهم ليسوا أصحاب قرار ولا يمكنهم إتخاذ القرارات في المرحلة القادمة، وأذكر أن سقوط هذا المشروع سيؤدي إلى تداعيات داخل هذه الدول كما حصل في أوروبا أو أنها ستعاني من إرتدادات فشل هذا المشروع عليها داخلياً كما حصل في تركيا مثلاً."

الوقت: ذكرتم التغيير في مواقف الدول وسياساتها، فكيف تقرأون تراجع اردوغان عن موقفه حول الحملة العسكرية التي يشنها في شمال سوريا على أن هدفها إسقاط الرئيس الأسد؟

أبو عبدالله: "علينا أولاً أن نلتفت إلى أن أردوغان أمام مشاكل مصيرية بإعتبار أن مشروعه الأساسي بأخونة المنطقة سقط، لذا هو لم يكن يخطب من باب القناعة إنما لشد عصب من كانوا في القاعة من معارضين سوريين وبعض الإخوان، لكن تراجعه لاحقاً يدل على أنه زعيم ضعيف لأن الزعيم القوي القادر لا يتراجع عن موقفه بعد 24 ساعة من إطلاقه، ولا يمكن أن تكون مع روسيا والصين وإيران وضد الرئيس الأسد أو ضد سوريا بشكل أساسي، وتركيا أمام وضع  وخيارات صعبة اليوم فإما أن تسير بخيار شانغهاي وهناك تيار تركي داخلي كبير يتحدث أن هذا خيار استراتيجي لتركيا وإن كان صعب بسبب العلاقات الكبيرة لتركيا مع الغرب التي تصل لـ 80% أو أكثر وهذا التغيير ليس سهل عليهم، كما أذكر أن إيران وروسيا لا يطلبان من تركيا الإنقلاب على الغرب إنما أن تكون قوة إيجابية في المنطقة تحقق مصالحها وتساعد في الأمن الإستقرار وتحقق مصالح إقتصادي لها خصوصاً أن إيران وروسيا من أهم من تتعامل معهم في هذا المجال وخصوصاً أن الباب الأوروبي اليوم قد أغلق في وجه تركيا بعد الأزمات المتتالية بينهم، لذا تركيا أمام خيارات مصيرية وصعبة جداً إلا أن التلاعب على الحبال كما كان يفعل أردوغان لم يعد ممكناً في هذه المرحلة فلا الغرب يتقبله ولا الروس أو الإيرانيون سيسمحون له بالإستمرار بهذه السياسة المربكة والمهتزة ما لم يقدم تنازلات ويتراجع في موضوع سوريا ويبدو أنه يتراجع لأن المشروع الذي راهن عليه قد هزم وفشل."

الوقت