مدير عام صحيفة البعث يهين الصحفيين السوريين

مدير عام صحيفة البعث يهين الصحفيين السوريين

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦

1جريدة البعث

من يرد أن يعرف سبب ضعف الإعلام السوري عليه أن يستمع إلى هذه القصة , أو بالأحرى أن يعرف هذه المعلومة أولاً .. المعلومة تقول : إن الكاتب السوري – كاتب المقال السياسي – يتقاضى ألف ليرة سورية أو أقل عن المقال الواحد أما رئيس التحرير أو المدير العام فيتقاضى خمسة آلاف ليرة أو ما يزيد على الرغم من أن رئيس التحرير أو المدير العام  في الغالب , وليس بالمطلق ليس صحفيا , والدليل أن أغلب رؤساء التحرير أو المدراء العامين الذين وصلوا بالواسطة لم نر لهم مقالا واحدا قبل مجيئهم إلى الصحيفة أو بعد تركها ! ولا حاجة لذكر أسماء , والكل يعرف أن أغلبهم كان يجلدنا كل يوم تقريبا بافتتاحية ( تجعل الولدان شيبا ) والعياذ بالله !

أما القصة فتقول : إن الدكتور عبد اللطيف عمران مدير عام صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي كان يتصل بي عندما كنت أعد برنامج ( عناوين وأعمدة ) على الفضائية السورية وكان أحيانا يتصل الساعة الواحدة ليلا ليقول لي ماذا يجب أن اقتطع من افتتاحيته التي يعتقد أن فيها العديد من الالتباسات وحسب قوله إنها ( تلبك ) من يقرأها , فكيف بمن يختار مقاطع للتلفزيون " .. فكنت أقول له : " لا يهمك أنا أستطيع أن أصيغها لك بالشكل الذي يناسب العمل التلفزيوني " وكان يقول لي : إنه معجب بحواراتي وكتاباتي في الصحف العربية ودعاني للكتابة عنده في صحيفة البعث فوجدت في ذلك فرصة لأنني كنت دائما أفضل الكتابة في الصحافة السورية خصوصا أن بعض الصحف العربية فرضت حظرا على الكتاب الذين يكتبون عن الخط المقاوم في المنطقة عموما وخط الإصلاح في الداخل السوري خصوصاً وأنا واحد منهم , وبدأت بالكتابة في صحيفة البعث بناء على دعوة مديرها العام , ولكن عندما ذهبت لأتقاضى مبلغا عما خطت يداي تفاجأت بأنني أقبض / 850 / ل س عن المقال الواحد ! فتركت الكتابة في صحيفة البعث دون أن أعاتب السيد عمران . وعندما التقى بي الزميل طالب علي رئيس تحرير موقع البعث ميديا ( سابقا ) دعاني للكتابة عنده فوافقت فورا على اعتبار أن موقع البعث ميديا من المواقع المعروفة والمتابعة في سورية وبدأت بالفعل الكتابة ومتابعة التطورات لحظة بلحظة باعتبار أن الأحداث كانت تتسارع في سورية ومن المقالات التي كتبتها مواكبة للحدث مقالا بعنوان :" التلفزيون السوري يكسب المعركة والجزيرة والعربية تجران ذيول الخيبة " عندما ادعت القناتان أن عشرات ألاف السوريين يزحفون إلى ساحات دمشق ومقالا آخر بعنوان : " إعلام يأكل نفسه الجزيرة مثالا" وآخر وليس أخير بعنوان :" زينب الحصني تذيب ما تبقى من قامات الشمع الإعلامية " !

ومضيت في الكتابة إلى أن ذهبت لأتقاضى مبلغا يليق بمواكبتي للحدث لكنني فوجئت بأن المبلغ المخصص للمقال الواحد / 500/ ل س ! وبعد الضرائب أتقاضى حوالي / 400 / ل . س .. تصوروا هذا المبلغ , هل يليق بصحافي سوري ؟! هل يليق بصحيفة سورية ؟! وعندما سألت الزميل طالب علي قال : إن موقع البعث ميديا تابع ماليا لمدير عام صحيفة البعث الدكتور عبد اللطيف عمران ! وهنا لا بد لنا أن نسأل السؤال التالي .. لماذا نلوم الصحافي السوري إذا كتب في صحف عربية ؟! لماذا نعتب على من يحاول أن يتماهى مع الصحف العربية السخية الدفع ؟ أليس عمران وأمثاله مسؤولين عن إهانة الصحفيين السوريين إذا جاز التعبير ؟! من يتحمل مسؤولية بهدلة الصحافيين السوريين , أليس هؤلاء الذين أتوا بالواسطة ولا يعرفون معنى الصحافة ومعنى احترام الصحافي ؟! هل يُلام الصحافي الذي نذر نفسه لهذه المهنة الشريفة إذا طالب بحقه الذي يحفظ كرامته بين الناس ؟! لماذا الصحافة السورية محكوم عليها أن تبتلي بمدراء لا يعرفون معنى الكلمة وقيمة المقال الصحافي وأخلاقية العمل الصحافي ؟! لماذا قدر الصحافي السوري أن يُهان بدلا من أن يُحترم ؟! ( أليس ظلم ذوي القرب أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ) ؟! لماذا لا تكون هناك جمعية لكتاب المقالات السياسية تابعة لاتحاد الصحفيين تطالب بحقوق الصحفيين وتشجع كتاب السياسة على الكتابة بدلا من إحباطهم والكل يعرف مدى أهمية الكتابة في السياسة , ومدى أهمية المقال السياسي في هذا الظرف وفي كل ظرف , لماذا لا يستبعد هؤلاء الدخلاء الذين يسيئون لهذه المهنة الشريفة ؟!  ومن المعيب أن يكون رئيس تحرير صحيفة بحجم صحيفة البعث التي يجب على القيادة أن تختار لها أفضل وأكفأ الصحفيين السوريين الذين خبروا العمل الصحافي وعرفوا قيمة الكلمة في وقت الأزمات وفي كل الأوقات فالصحافة ليس مهنة للتفاخر بالمناصب وإنما مهنة خٌلقت لخدمة المجتمع والتصدي لحملات التضليل الإعلامي الذي تتعرض له بلادنا على مدار الساعة , مع العلم أنني كتبت عدداً من المقالات في صحف عربية دون مقابل خدمة لبلدي ورؤساء تحرير هذه الصحف يشهدون بذلك ومن هذه الصحف : القدس العربي – المستقبل الكويتية – البناء اللبنانية , غير أني أشعر بالمرارة أن أُعامل مثل هذه المعاملة في وطني , ولو كان الأمر يحتاج لتطوع لكنت أول المتطوعين ومواقع سورية الالكترونية  تشهد أني كنت من أكثر الصحافيين كتابة عندما تعرضت بلادي لهجمة عنيفة في عام 2005 وأنا أضع ما كتبت برسم المعنيين بالأمر وكل أمل بمسستقبل وقيادتها .

وفيما يلي قائمة بالصحف العربية والمحلية التي كتبت بها :

المحلية : تشرين – البعث - الثورة – الوطن – الدبور – القرار

العربية : الوطن القطرية – الراية القطرية – الأخبار اللبنانية – القدس العربي – البناء اللبنانية – المستقبل الكويتية

المواقع الالكترونية : شام برس – سيريا نيوز – ميدل إيست أون لاين – البعث ميديا – سيريا لايت – رأي اليوم- الأزمنة

غسان يوسف – صحافي سوري