سباق الرئاسة الأميركية ينحسر.. بقلم:جون كاس

سباق الرئاسة الأميركية ينحسر.. بقلم:جون كاس

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٣ سبتمبر ٢٠١٦

ألم يسبق إخبارنا، قبل أسابيع قليلة فقط، بأن الانتخابات الرئاسية قد انتهت؟ لقد انتهت تماماً، بحيث توقع طاقم عمل هيلاري كلينتون، وبشكل تواق، الدخول للبيت الأبيض وتعيين هيلاري كلينتون في المنصب الأكبر في البلاد، ذلك بينما واصل دونالد ترامب التفوه بأمور غريبة تثير المشكلات.

تمثل كل ما كان على هيلاري كلينتون القيام به للفوز بحماية صدارتها في الاقتراع، والتلاعب بأجهزتها الدفاعية، مع تجنب المؤتمرات الصحافية الرسمية، حيث تتلقى أسئلة صعبة.

يمكن رؤية تألق مؤيدي هيلاري كلينتون في وزارة العدل، بأزياء وأحذية قديمة التصميم، وهم يؤدون رقصات من العصور الوسطى، مثيرين دهشة الجمهور برقصتهم المتقنة.

لكن فصل الصيف فعل فعله، وانقضى يوم العمال، لتحل الواقعية على المشهد حالياً، ويظهر الواقع المرير،

إذ يُظهر اقتراع جديد لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أن مدى السباق الرئاسي يضيق، على المستوى الوطني على الأقل، ويظهر تقدم دونالد ترامب، وبالتالي، فإن الانتخابات الرئاسية لم تنته بعد؟ لقد ازدادت حدة ذلك السباق.

هل يبحث الديمقراطيون عن مكان في «مدينة الذعر»؟ ليس بالضرورة، لكن من المحتمل أن الديمقراطيين والجمهوريين الذين يشمئزون من ترامب يقضمون حالياً شيئاً من أظفارهم.

تبلي حملة كلينتون الانتخابية جيداً، بأخذها أسوأ مقولات ترامب واستخدامها ضده في حملات مخربة في الولايات الحاسمة، كما تبلي حملتها جيداً في الولايات التي تعتمد أصواتها على المجمع الانتخابي الخاص بالانتخابات الرئاسية، لذلك في حال عقدت الانتخابات اليوم، فإن هيلاري كلينتون ستفوز بالتأكيد، إلا أن الانتخابات تتعلق بالزخم، الذي يمكن أن يغير مسار ترامب في العملية الانتخابية، وتلك هي مشكلة كلينتون، وهو الأمر الذي أدى لمعركة لتحديد مستقبل أميركا.

وربما لهذا السبب يعتبر السباق الرئاسي وحشياً للغاية. ولهذا السبب أيضاً تفتح المصالح الأميركية الخاصة الطريق أمام هيلاري كلينتون، بينما يلعب دونالد ترامب دور المتمرد في هذا العام غير المسبوق.

لقد حظينا بانتخابات مع المؤسسة وهيلاري كلينتون على جانب واحد، ومع دونالد ترامب على الجانب الآخر، الذي تدعمه الطبقة العاطلة عن العمل، التي شكلت في يوم من الأيام العمود الفقري للحزب الديمقراطي، وذلك قبل ركلها إلى الهوامش في العولمة الجديدة، مع السخرية من أفرادها، باعتبارهم أميين.

ولكن هل من المحتمل ألا يحب أحد ترامب؟ وأن يتم احتقار كلينتون وتاريخ آل كلينتون ولغة المديح الخاصة بهم، وازدراءهم للقانون، مع القلق من ما يمكن أن يفعلوه للبلاد؟

لدى كلينتون الكثير من المميزات، فقد استولت على «وول ستريت»، ليس على مليارات الدولارات الموجودة فيه، وحسب، بل على نفوذه،

وهناك ميزة كبيرة للغاية، تتمثل بشن الإعلام الأميركي لحرب بالنيابة عنها، كما أن بجعبة كلينتون مشعوذي هوليوود، وملاك صناديق التحوط، ومؤسسة «بلاك لايف ماترز»، والنساء غير العاملات في الضواحي.

إذاً ما الذي حدث لهيلاري؟ كيف يمكن لها أن تكون بهذا القرب؟ إنها مثل الديمقراطي نيكسون ولكن بزي بدلة.

لقد تمت إعادة تذكير الأميركيين، مجدداً، بماهية هيلاري كلينتون الحقيقية، عندما جرى نشر تقرير استخباري أميركي، قبل عطلة نهاية الأسبوع ليوم العمال، وذلك بشأن رسائل بريدها الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية.

كما جرت إعادة تذكير الأميركيين بعدم قدرتها على التذكر عندما طلبت منها وكالة الاستخبارات الأميركية ذلك. تذكرواً أيضاً كلاً من أجهزة الهاتف النقال والأجهزة اللمسية المحمولة الضائعة، فضلاً عن مئات الموظفين في وزارة الخارجية، الذين أبقوا أفواههم مغلقة إزاء ما فعلته، كحذف أحد موظفيها لمئات آلاف الرسائل البريدية.

لهذا السبب انحسر السباق، بعد أن جرت إعادة تذكير الأميركيين بحقيقة هيلاري كلينتون، وأنه ليس بوسعها الظفر بذلك، وإذا كنت تعتقد أن السباق قبيح من قبل، فكل ما عليك فعله هو الانتظار.