لو لم يصمد الرئيس الأسد!!.. بقلم: ميساء نعامة

لو لم يصمد الرئيس الأسد!!.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

الأحد، ٢٨ أغسطس ٢٠١٦

مع بداية الحرب العدوانية على سورية، تسرع العديد من الكتّاب والمحللين السياسيين وحتى العسكريين في تصويرهم للواقع السوري وتحديد اتجاهاتهم، منهم من جنح نحو مصادر مالية تدفع أكثر، ومنهم من ذهب حيث اندفاعة القطيع العشوائية عله يحصل على مكان داخل القطيع، ومنهم من فرّغ حقده على سورية الشعب والدولة، ومنهم من حمل راية البطولة وأخذ ينادي بثورة لا رأس لها ولا أصل ولا عنوان لمجرد أنه أراد أن يُظهر بطولة على حساب دمار سورية والوطن العربي، وكثيرون من خلعوا أقنعتهم المراوغة لتظهر حقارة انتماءاتهم لمصالح شخصية ومنافع آنية.
بعد دخول الحرب على سورية عامها السادس، وتسريب العديد من الوثائق التي تثبت بالدليل القاطع تورط دول الاستعمار الأزلي في صناعة ما سمي "الربيع العربي"، بدأ البعض يعيدون قراءة الواقع السوري والعربي من وجهة نظر علمية وعملية ومعلوماتية، بينما استمر البعض الآخر في غيهم يعمهون.
يبدو أن الغرب سبب المصائب لكنه السبّاق الى كشف الحقائق، كثيرة هي الوثائق التي بدأت تُنشر اليوم في كبريات الصحف العالمية وكثر هم الكتّاب الغربيون الذين بدؤوا يرفعون النقاب عن وثائق سرية تثبت تورط حكوماتهم في تصنيع العدو الوهمي، ولن تكون داعش آخر مسمياته. والسؤال الأخطر اليوم بعد الركام الذي خلفه الغرب تحت مسمى كذبة الربيع العربي، ماذا لو لم يصمد الرئيس الأسد وما النتائج المدمرة لسورية والوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وامتدادات الزلزال إلى العالم أجمع؟
 لمن يتشدق اليوم بقوله إنه لولا مساندة روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الايرانية والصين ووقوفهم إلى جانب الرئيس الأسد في معركته ضد الإرهاب لكان الإرهاب يحكم اليوم منطقة الشرق الأوسط، لكن لنعيد السؤال مرة أخرى: ماذا لو لم يصمد الرئيس الأسد ويتابع بنفسه جميع المعارك العسكرية والسياسية والاجتماعية بكل ما حملت من تحولات جذرية لها انعكاسات خطرة على الواقع السوري؟
 نقولها بصراحة مطلقة: لولا صمود الرئيس الأسد لما كان لمحور المقاومة العالمي موطئ قدم في الخارطة العالمية ولكان طغيان الإرهاب تحول إلى غول يبتلع كل من يقف في طريقه من دون هوادة ولكان الحريق شمل العالم بأسره.
هي الحقيقة التي بدأ العالم بأسره يعيها ويدرك أهمية ومكانة الرئيس الأسد في حماية السلم والأمن العربي والعالمي.
والحقيقة الثانية أن لمحور المقاومة العالمي الذي نشأ على الأرض السورية دوراً مهماً في مساندة سورية لصد أخطر حرب عالمية تخاض داخل الرحم السوري الذي يعيش اليوم حالة مخاض ستعقبها ولادة جديدة لسورية وولادة جديدة لنظام عالمي جديد.
 لكن أهمية هذه المساندة تأتي بالمرتبة الثالثة، فالشعب السوري الذي قدم خيرة شباب الوطن قرابين نجاة للوطن السوري، كما تحمّل الحصار الدولي على لقمة عيشه ووضع على الجراح ملح الألم وتحمل برد الشتاء وحرارة الصيف وضعف الموارد المادية وما بدل الليرة السورية بالأخضر النتن تبديلاً، يستحق الانتصار الذي ينتظر الدولة السورية ويستحق التمتع بإعادة إعمار البشر والحجر.
لكن أي صمود يحتاج إلى قدوة وقائد يستمد الشعب منه القوة والصمود والإيمان المطلق بالانتصار أو الانتصار، ولولا وجود قائد صلب وقف في وجه الإعصار وما انحنى ولا رف له جفن، لما ساندته أغلبية الشعب السوري وحقق نجاح معادلة القائد والشعب والجيش.
هي قادمات الأيام ستبرهن للعالم بأن صمود الرئيس الأسد هو الأساس في حماية الدولة السورية والحضارة والتراث والوجود العربي والإنساني.