لمن يهمه الأمر.. معركة سورية هي معركة روسيا.. بقلم: رفعت البدوي

لمن يهمه الأمر.. معركة سورية هي معركة روسيا.. بقلم: رفعت البدوي

تحليل وآراء

الاثنين، ٨ أغسطس ٢٠١٦

واهم من يعتقد أننا في سورية نخوض حرباً من أجل استرداد مواقع خسرها النظام السوري فقط..
وأهم من يعتقد أن وجودنا في سوريه هو من أجل تحقيق انتصار بالمعنى العسكري..
واهم من يعتقد أن وجود قواتنا في سوريه من أجل دعم أشخاص..
بهذه العبارات بدأت شخصية روسية رفيعة على صلة مباشره بمركز قرار الكرملين شارحاً حقيقة الموقف الروسي من الأزمة السورية التي باتت المركز الرئيسي لرسم سياسات المنطقة وتحديد قوى الدول المتصارعة فوق أرضنا العربية.
تضيف الشخصية الروسية: إن مهمتنا في سورية هي الحفاظ على سوريه واحدة موحدة على صعيد الأرض والجغرافيا والجيش والمؤسسات والدولة وتأمين الظروف المؤاتية للولوج في الحل السياسي من خلال مفاوضات بين السوريين أنفسهم واحترام إرادة الشعب السوري فيما يتم الاتفاق عليه بشأن مستقبل سورية، ونحن نعمل للدفع في هذا الاتجاه لكن يجب أن ندرك أن ما نصبو إليه لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تأمنت العوامل الأساسية والبنية الصلبة المتمثلة في ضرورة محاربة الإرهاب في سوريه وتقطيع شرايين الدعم له والإمساك بالميدان العسكري لتحطيم الحلم الإمبراطوري الذي راود البعض بفدرلة أو تفتيت سورية.
لكن من المهم الاعتراف بأن مهمتنا بحاجة إلى القيادة السورية الحكيمة ذات البعد الإستراتيجي النابعة من احترام رغبة الشعب السوري وبالثقة المطلقة الممنوحة للقيادة السورية ونحن في روسيا نعترف أن كل تلك العوامل التي تؤدي إلى إعادة سوريه إلى خريطة المعادلات العربية والعالمية والرقم الصعب في رسم سياسات المنطقة كلها عوامل تتمثل بشخص الرئيس بشار الأسد.
مهمتنا ليست بالمهمة السهلة نظراً لتعقيدات الأوضاع الإقليمية والدولية واستمرار الدعم الأميركي اللامحدود للتنظيمات الإرهابية وأعوانها في المنطقة إضافة إلى وجود خلاف حقيقي بين روسيا وأميركا لجهة تحديد التنظيمات الإرهابية من غيرها وهذا ما يتنافى مع ما اتفق عليه بين روسيا أميركا مؤخراً.
اعتقد البعض أن اتفاقاً أميركيا روسياً في الملف السوري تم التوصل إليه لكن حقيقة الأمر والواقع على الأرض يدحض كل التكهنات والتوقعات لأن حقيقة الموقف الأميركي هو الطلب من روسيا تأمين إبقاء الوضع العسكري في سوريه على ما هو عليه من دون تغيير في المواقع أو في تحديد التنظيمات الإرهابية من عدمها وترحيل كل الملفات للإدارة الأميركية المقبلة في حين روسيا التي تعرضت في السابق إلى خديعة أميركية لن تسمح بتكرارها كما أن روسيا ترى أن الفرصة سانحة لتحقيق الهدف من الحرب على الإرهاب في ظل المتغيرات والتطورات التي حدثت مؤخراً في المنطقة ولاسيما محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا وإدراك أردوغان أن أجهزة المخابرات الأميركية بالتعاون مع بعض الأجهزة الخليجية كانت تقف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.
روسيا تنظر باهتمام بالغ للاجتماع المنتظر بين أردوغان وبوتين المقرر غداً لأنه ومن دون أدنى شك بأن الملف الرئيسي والدسم بين الطرفين سيكون الملف السوري بكل تشعباته.
روسيا تتطلع إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من تأمين أوراق الضغط اللازمة بما فيها النجاحات العسكرية في الميدان لصرفها على طاولة الحل السياسي بما يخدم مصلحة الشعب السوري قبل المجيء بإدارة أميركية جديدة.
إن ما يجري في حلب هو صراع بين قوى تريد إبقاء سوريه في حال من الاقتتال والاستنزاف الدموي المفتوح والتدمير الممنهج من خلال استمرار تغذية الإرهاب الذي بات بهدد الأمن العالمي، وبين قوى تسعى إلى محاربة حقيقية للإرهاب المستشري وتؤمن بضرورة أن تكون سوريه موحدة أرضاً وشعباً ومؤسسات لتعود الرقم الصعب على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن الرسالة الروسية البالغة الأهمية عنوانها «لمن يهمه الأمر إن معركة سوريه هي معركة روسيا» ويجب إدراك هذا الأمر.
روسيا مؤمنة أن عودة سوريه للخريطة السياسية الإقليمية والدولية ستكون العامل الأساسي في صنع السلام وفي استقرار الأمن الإقليمي والعالمي..