عاشت داعش .. ماتت داعش 3_3.. بقلم: ميساء نعامة

عاشت داعش .. ماتت داعش 3_3.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٣٠ يوليو ٢٠١٦

الإرهاب... هو الفزاعة الذي يُخفي تحت جلبابه جميع المصطلحات الإجرامية " القاعدة ، داعش، جبهة النصرة، أحفاد الشام، أحرار الشام، جند الإسلام، الزنكي.." وغيرها من المسميات التي ترتدي لبوس الإسلام بينما هي بالأساس تتبع نهج الفكر الصهيوني المتوحش.
في تشرين الثاني عام 1987، وفي ذروة القلق من الإرهاب في الشرق الأوسط، مررت الجمعية العامة قراراً يدين الإرهاب بجميع  أشكاله، وصوت له بنتيجة 153 إلى 2 وغياب 1هندوراس. كانت الدولتان هما الولايات المتحدة وإسرائيل كالعادة.
لايمكن لعاقل أن يسأل لماذا وقفت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في وجه القرار الأممي الذي يحض على الوقوف بجدية صارمة في وجه الإرهاب؟
الجميع بات يعلم، باستثناء الجهلة والممولة جيوبهم من البنوك الأمريكية والخليجية، والمغسولة عقولهم بمسحوق الطائفية المقيتة، أن مصدر الإرهاب ومنشأه وواضع الاستراتيجيات والسيناريوهات والبدائل والضامن الأمين لاستمراره هو الفكر الصهيوني المتجذر في الإدارة الأمريكية.
ويبدو أن استمرار قوة القطب الواحد مرتبط بوجود "نظرية العدو الوهمي"، ألا وهو الإرهاب، وبحجة محاربته يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تشن الحروب كيفما أرادت، وبالوقت الذي تحدده، وبالطريقة التي تفيد غاياتها المشبوهة والمدمرة، غاسلة لقدر جميع المؤسسات والهيئات الدولية التي كانت تمنع الاعتداءات والحروب من دون موافقة دولية، والشاهد الأسود على تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، الحرب العدوانية على العراق التي اعُتبرت فيما بعد غلطة تحتمل الاعتذار كما تحتمل وقاحة المجاهرة بالفعل الإجرامي الذي أدى الى انهيار دولة العراق الشقيق بكاملها وسرقة تاريخها وآثارها وتحطيم معالمها.
وبعد! هل يمكن أن ننتظر قراراً أممياً يدين الإرهاب ويمنع بشكل قاطع تغذية الإرهاب وتسليحة وتدريبة وتمريره ويجرّم الدول التي تساهم في صناعة الإرهاب وانتشاره؟ بالتأكيد لن نحلمبقرار كهذا حاسم طالما أن الفكر الصهيوني يسيطر على القرار الأمريكي، وطالما أن السيد الأمريكي يسيطر على جميع المؤسسات والهيئات الدولية، وستمنع بشكل قاطع تمرير قرار يجرم صنّاع الإرهاب.
فماذا نحن فاعلون أمام العجز الدولي؟
عندما فكر الصهاينة والدول الحاضنة له بإيجاد داعش وسابقاتها ولاحقاتها من التنظيمات الإرهابية تراهم لمَ فكروا في نهاية له على مبدأ نحن نوجد ونحن نميت؟
نعتقد أن انتشار الإرهاب في أمريكا نفسها والغرب المتصهين لا يوشي بأن صنّاع الداء بيدهم الدواء.
وتبقى مقاومة الفكر الإرهابي التراكمي، غير متاحة إلا عبر الانتصار السوري على الإرهاب بوجوده المادي، ومن ثم البدء الفوري بمحاربة الفكر الإرهابي عبر المؤسسات التعليمية المتعددة واستثمار الوجود الحقيقي للأديان في سورية، وتحويله من نقطة ضعفإلى نقاط قوة لتعود سورية مصدر الحضارة الإنسانية، وربما، من يعلم يمكن أن تعود أوروباإلى عصر الظلمات!!.
فمن سورية يبدأ الزلال، ومنها فقط يبدأ الاستقرار العربي والإقليمي والدولي، ومن لا يعرف حجم سورية الجيوسياسي فعليه أن يقلب صفحات التاريخ بهدوء.