وطنٌ لا يتوقفُ عن جرحه والحنين!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

وطنٌ لا يتوقفُ عن جرحه والحنين!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٥ يوليو ٢٠١٦

كأنَّها المشيئةُ الصعبةُ تُهدي الوطن مزيداً من جراح!؟ ومن عزّته لا يتوانى عن ملاقاتها والتحدي المرير.. وتُهدي السماء رياحاً وعواطف يابسة وشيئاً من البؤس والنحس، ويتلقاها الوطن، ويردّها إلى صدر المحن..
الواقفون أمام الضراوة والجراح.. الواقعون تحت ثقل يأسِ الرياح.. يسألُ بعضهم:
كيف يلقى هذا الوطن نصيباً ضخماً من الأسى والرماح، ولا يزال يحملُ في صميمه شراسة الإصرار: أن لا وطن بلا جراح.. وأن لا شفاعة للحياة قبل أن تكون وتشقى وتشفى الجراح.. في صدره مكان شاسعٌ للحنين وآخر للصبر وأمكنة لا تراها العيون، للقناعات النظيفة والنبيلة والنبيّة، رغم أنف المرارات والموت وأفكار المثقلين بقتامة الرؤى والأحقاد!!
البيوت العتيقة، التي في آخر المدى والبلدات تُوزّع المؤن على الرفوف، وتُخفي المؤن النادرة عن عيون النقص والحرمان، وكيلا تمرَّ بها لحظةٌ فاقةٌ قاتلةٌ أو تتهاوى عليها المآسي.. وتنظر كلَّ يوم زائرين والعافية، كما تنتظر الحكايات النهايات اللهوفة والقصيدة أن تجيء القافية!!؟
الوطن عيونُه تُخفي الدموع الشبيهة بأندر المؤن، لأنَّها القناعةُ الأبهى.. والفقراء، رغم قلة ما في بيوتهم وما في جيوبهم، لا يتوقفون عن الذّهاب اليومي إلى قناعاتهم المترادفة وراء العواطف الشهمة، كترادف الأزهار وراء العطر، وترادف الحنين وراء السنين..
وطني عليك الهوى والهيام وكلُّ السلام، لأنك منذ الجرح وإلى الجرح، وطنٌ وتُسافر إلى القناعات النظيفة، وتحرص كلَّ الحرص على الحقائق، التي يظنّها المتهورون بالأشواق أن حقائق الفقراء رخصةٌ وبريّةٌ وضئيلة وضعيفة !!
الفقراء البسيطون حقيقةٌ لا تذوي أمام الرياح السوداء.. والوطن حقيقة الحقائق!!