عاشت داعش ماتت داعش!! 1_2.. بقلم: ميساء نعامة

عاشت داعش ماتت داعش!! 1_2.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٦ يوليو ٢٠١٦

هي الحقيقة الوهمية التي ظن مبدعوها أنهم يستطيعون خلق داعش وتحديد وقت موتها، وأن نظرية العدو الوهمي لايمكن في يوم من الأيام أن تنقلب على واضعيها.
لقد استطاع الفكر الصهيوني على مدى سنوات طويلة الاشتغال على إيجاد الفكر الداعشي الذي هو بطبيعة الحال فكر وهابي بنسخة متطورة  لجهة الإجرام والانتشار والاسم الجديد المغري لشباب تم غزو عقولهم بالتشدد الديني وتفريغ الإسلام الحقيقي من محتواه ليتحول بين ليلة وضحاها من دين التسامح والرحمة الى دين الذبح والتفنن في استخدام أبشع أنواع الإعدامات التي لم تمر على التاريخ الإنساني من قبل.
وتبقى الأسئلة تدور في فلك الانسانية: من أين أتى الفكر الداعشي، وكيف انتشر وما سماته وهويته؟ وكيف استطاع جذب هذا الكم الهائل من الشباب العربي والغربي " مسلمين وغير مسلمين"؟ وما الوسائل التي تم استخدامها لنشر هذا الفكر؟ ومن أين أتت المساندة والقوة لتتحول داعش من مجموعة عصابات متعددة الجنسيات إلى كيان دولة؟. وكيف يمكن معالجة هذا الفكر الذي إذا ما استمر بغيّه وفلت من عقاله فسيهدد الوجود البشري برمته؟
لنتمهل قليلاً ونجيب عن الأسئلة وفق المعطيات التي تتوافر في مراكز الأبحاث الغربية، لأنه للأسف ليس في عالمنا العربي مراكز أبحاث ترصد ولادة ونمو الفكرالداعشي بموضوعية ودقة رقمية، وإن وجدت فلا قيمة لها أمام المراكز الغربية الكبرى، ما يهمنا في الموضوع تطبيق مقولة من مراكزهم ندينهم.
 تُجمع المعطيات والأدلة البحثية في معظم مراكز الأبحاث الغربية  ولعل أهمها:   معهد "أمريكان إنتر برايز" للبحوث السياسية في واشنطن، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، أن الإرهاب في أصل منشئه صناعة أمريكية، ارتبط بهدف استراتيجي للولايات المتحدة، وهو تفتيت وتقسيم الدول العربية، ليسجل الأخير أخطر تلك المعاهد والمراكز البحثية، لما له من قوة ضاغطة على صانع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف من إنشائه أصلاً، خلق حالة من الاقتناع لدى الرأي العام، بأن الأمن القومي لكل من "إسرائيل"، والولايات المتحدة، هما شيء واحد، ولا انفصال بينهما، وعملوا على استخدام العناصر البشرية المتعاطفة معهم في مختلف القطاعات الأمريكية، لنشر هذا الفكر.
 من هنا يمكن أن نعلم كيف تمت صناعة وابتكار الفكر الداعشي، وكيف تم تبنيه من الولايات المتحدة الأمريكية وكيف استغل الفكر الصهيوني وجود التطرف الديني وقام بتغذيته عبر قنوات متعددة لعل أبرزها الإعلام، لخلق البيئة الحاضنة للإرهاب في قلب البلدان العربية التي تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل وبتفتيت الأولى وانهيارها، يمكن للحلم الصهيوني أن يتحقق.
إذاً طبخة الإرهاب أوجدها الفكر الصهيوني الذي يسيطر على مواقع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وفي بعض الدول الغربية التي فقدت السيطرة على قرارها السيادي مع الهجوم الاستهلاكي على الحياة الغربية والذي زرعته الولايات المتحدة مع كل قاعدة عسكرية أوجدتها في القارة العجوز.
مهما تعددت التسميات والأسباب التي رافقت وجود الإرهاب فسيبقى الإرهاب صناعة الفكر الصهيوني، ابتداء من الحركة الوهابية في منطقة الجزيرة العربية، إلى تنظيم القاعدة ولن تكون داعش نهاية التسميات أو الوجود الفكري للإرهاب. لكن مالم يكن في حسبان الفكر الصهيوني أن إعلان وفاة داعش لن تكون في يدها هذه المرة كما فعلتها مع تنظيم القاعدة.
السؤال الأهم كيف ينجذب الشباب لممارسة الفعل الإرهابي والانضمام إلى منظمات وتنظيمات إرهابية، ولعل داعش أكثرها شهرة وأكثرها قدرة على جذب الشباب من أنحاء العالم كافة؟.
الإجابة سنفرد لها مقالاً جديداً، لكن قبل الختام لابد من الإشارة الى أن المحرض الإيجابي للبحث  وكتابة هذا المقال هو محاضرة للدكتور نبيل طعمة  في المركز الثقافي بدمشق وحملت عنوان " قراءة في فكر داعش الإجرامي" ذهب بها د. طعمة إلى عملية عصف ذهني للتحريض على التفكير في إجابات لأسئلة كبيرة يبدو لي أهمها، إذا انتهى الوجود المادي لداعشفهل سينتهي الإرهاب ؟ وبصيغة أخرى للسؤال: ما السبيل للقضاء على الفكرالداعشي قبل القضاء عليه ماديا؟
بدأنا التفكير فهل يتحول الفكر إلى برامج عمل تكون عناوين مقالات أخرى ومحاضرات وندوات نتشارك جميعاً فيها؟