هل ستنجح إسرائيل في تدمير ثروات النفط والغاز العربية؟!.. بقلم: تحسين الحلبي

هل ستنجح إسرائيل في تدمير ثروات النفط والغاز العربية؟!.. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الأحد، ١٠ يوليو ٢٠١٦

في 31/1/2013 نشرت وكالة (فوكس نيوز الأميركية) تحليلاً يستوجب التوقف عند عنوانه واستنتاجه فالعنوان يقول: «لماذا سوف تحكم إسرائيل الشرق الأوسط الجديد»؟! فكاتب المقال آرثر هيرمان يستهل تحليله قائلاً: «إذا كنت تعتقد أن مستقبل إسرائيل كئيب فحاول أن تراجع أفكارك» ويرى هيرمان أن إسرائيل ستستغل الظروف الكئيبة التي تشهدها الدول العربية الرئيسة في المنطقة والاستنزاف الذي تتعرض له ثرواتها في البترول والغاز لكي تتحكم بجميع دول الشرق الأوسط.
والملاحظ أن إسرائيل بقيت «الدولة الوحيدة» التي لم تتعرض لما تعرضت له مصر وسورية والعراق ولبنان والسعودية واليمن ولذلك يقول هيرمان: «إن كل هذه الدول أصابها دمار مادي وسياسي واقتصادي ولن تتمكن من استعادة قدراتها إلا بعد فترة لن تكون قصيرة» ويحاول هيرمان تأسيس تصوراته الجريئة جداً على الاعتقاد بأن «الأراضي الإسرائيلية تحتوي على 250 مليار برميل من احتياطي النفط الصخري (shale-oil) وهي قادرة تكنولوجيا على طرحه في السوق ويضيف (هيرمان): إن إسرائيل لديها أيضاً «غاز بكميات كبيرة أيضاً ولن تمضي سنوات قليلة حتى تصبح من الدول المهمة في عالم وأسواق النفط والغاز».
وأن شركات كندية بدأت باستطلاع آبار النفط الصخري داخل إسرائيل إضافة إلى شركات أخرى ستهتم باستخراج الغاز.. ويستنتج هيرمان أن مصالح إسرائيل في عالم النفط الموعودة به سيدفعها إلى منافسة دول أخرى مثل مصر ولبنان وسورية على ساحل المتوسط وهي دول جرى اكتشاف الغاز على سواحلها وكذلك النفط وأن مصلحة إسرائيل الاقتصادية تقتضي منها الآن أن تبقي كل هذه الدول ومعها السعودية والعراق في حالة حروب داخلية وخارجية لكيلا يتسنى لهذه الدول أي استقرار ومنافسة لإسرائيل.
وبموجب هذه «الافتراضية البترولية» الإسرائيلية التي طرحها هيرمان في (فوكس نيوز) في عام 2013 يجتمع الهدف السياسي التاريخي للحركة الصهيونية في استكمال المشروع التوسعي على حساب الأراضي العربية مع الهدف الجديد وهو تدمير اقتصاديات الدول العربية النفطية وغير النفطية من أجل تحويل إسرائيل إلى دولة مهمة في عالم تصدير النفط والغاز والتكنولوجيا وفتح بوابات هجرة اليهود إليها بعد أن يزداد الناتج الشامل لها ولدخل الفرد فيها.
وهذا ما تدل عليه تصريحات كثيرة أدلى بها قادة عسكريون وسياسيون في إسرائيل وكان مفادها أن مصلحة إسرائيل تقتضي ألا ينتهي وجود داعش من سورية والعراق وأن يستمر انشغال السعودية ودول الخليج في اليمن، ولا شك أن محاولات نتنياهو للتقارب العلني مع السعودية ودول الخليج تهدف إلى التحريض على حرب ضد إيران للتخلص من قدراتها العسكرية والنفطية في المنطقة، ولذلك يرى محللون إسرائيليون أن إسرائيل أصبح في مقدورها تبني سياسة تتجاوز دورها الإقليمي كقوة كبرى في المنطقة وتنتقل إلى دور تظهر فيه وكأنها دولة كبرى صغيرة على المستوى الدولي وهذا ما تشير إليه كما تقول الصحف الإسرائيلية زيارة نتنياهو إلى عدد من الدول الإفريقية الرئيسة واجتماعه بثمانية زعماء أفريقيين ووضع مسودة اتفاق مع أديس أبابا التي وافقت على منح إسرائيل صفة العضو المراقب في القمة الإفريقية وهذا لم يكن ليحصل لولا صمت الدول العربية في شمال أفريقيا وفي مقدمها مصر التي تعد من أهم دول مجلس قادة أفريقيا وقممها منذ عهد عبد الناصر.
ومع ذلك يتوقع المحللون في إسرائيل أن تواجه حكومة نتنياهو عقبات وسدوداً لا يمكن الاستهانة بها وهي أن التقارب العراقي الإيراني السوري وتعزيزه بدول أخرى سيشكل أهم محور يدافع عن حقوق دول المنطقة في وجه إسرائيل وطموحاتها.