في دمشق الأنوثة أمٌّ قديمة...!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

في دمشق الأنوثة أمٌّ قديمة...!!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٨ يونيو ٢٠١٦

في دمشق الأنوثة أمٌّ قديمة...!!
والبيوت كلماتٌ والنساء عرائش تتحرّش بعواطفها السماء!!
أستاذ البلاغة يسكن في أعالي الجملة الجبلية التي أرشدتنا إلى سلالم موسيقا النساء عبر التسميات والصفات وشروحات الغمزات المحاذية للنظرات من جهة الشروق... ثناء إحدى الطالبات المليحات، بل كثيرة الملاحة، ومن محاسن لفظة كنيتها أنّها /ملّاح/..
سأل الأستاذ البليغ الطالب المتورط بألق ثناء: متى نُنكّر كلمة حسين، ومتى نُعرِّفها؟!
الجواب في العينين المتربّعتين على عرش نظرة باذخة..
وهي الـ/ثناءُ/ متربّعة على عرش أنوثة باسقة مترامية الدلال والدلع كـ ياسمينة لم تتزوج أيّ قمر من أقمار النهار أو الليل... تترك لِحَاظها على مفترقات إشارات التعجب والاستفهام..
أضافت للزميل المرتهن لعينيها: العشق ملحُ العشاق..
استعر من كُنيتي ما تشاء، ولا تُخطئْ.. أرجوك لا تُجبْ خطاً، كما يفعل الطلاب المهملون!!
وعدتني أنك تعرف معنى حافة التنكير والتعريف..
أستاذ البلاغة ينسى نفسه في حرج المفردات الصعبة، ويبول في حذاء جاره وهو يرقب امرأة جميلة تعبر من شرق الشوق إلى غرب اللهفة.. إنّه أستاذ في اللغة، وطالبٌ غير مجتهد في العشق..
حين يجيبُ الطالب على نظرة امرأة مؤثرة، يترفّع إلى صفِّ عاشق!!
آنذاك حصلت مشادّاتٌ لغوية بين التنوين الضمتين (،،) اللتين هما علامة التنكير، وبين الضمة الواحدة التي هي علامة التعريف.. ما هذه اللغة الأنثى الأعجوبة التي تُفّرق بين الضمتين والضمّة بتنكير وتعريف؟!
ثناء دعت العديد من الزملاء والعديدات من الزميلات إلى منزلها في الحارة القديمة: الدعوة على شرف سؤال أستاذ البلاغة حول التنكير والتعريف..
ويحضر الأستاذ والقُبلة المتصوفة التي يخطفها من عنق نور: تأخري عن البقية!!
هل تريد عطراً أو سؤالاً أو غمزة جانبية أو رئيسية!!؟
-اقتربي مني خفيةً عن عيونهن وعيونهم.. سأقدم لك فعل أمر أو فعلاً مضارعاً..
-ها أنا اقترب.. أين الـفعل الذي ستقدّمه؟!
رشق رقبتها الحسناء بفيض من الأفعال، ولولا تفوّق خبرة اللعاب على خبرة القبلة والهمسة واللمسة، لأفاقت الحارة كلّها على حفيف عاشق متهوّر، رمى قبلته في الجهة الشمالية الشرقية من عنق طالبة، نسيت على كتفيها غيمة ساحلية وشال مطر وأغنية زعفران وبعض دروس تعبير الصفصاف.