الجيش العربي السوريّ والإرهـاب.. بقلم: محسن حسن

الجيش العربي السوريّ والإرهـاب.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الأحد، ٢٦ يونيو ٢٠١٦

تصدّى الجيش العربيّ السوري للإرهاب، دفاعاً عن الوطن، وذوداً عن الإسلام، بايع الله، وعاهد الوطن، فصدق بما بايع، وعاهد، وأوفى بما وعد...
وقف كالقضاء والقدر، في وجه طوفانٍ من النّار، صامداً، مدافعاً، لم يبخل بالدّماء، ولم يضنُّ بالعطاء، والشهداء، كان أكثرَ من ضحّى، وأكبر من صَمَد، وأقوى من صبر، كان صبره ما بعده صبر، وصدقه ما بعده صدق، كان الأكثر صدقاً، بعهده، ووعده،
وبيعه، وعطائه...
كانت معاركه، الأقرب إلى الله، وفي سبيل الله، وأثبتَ أنّه الانتماء، والفداء، المتألِّمُ، بين أولاده، المجانين، العاقِّين، لا يستطيع أن يقتلهم، ولا أن يتركهم – حبّاً – ولا السكوت عليهم – خوفاً – ولم يستطع هدايتهم، وإعادتهم، إلى جادّة الصواب، ولكنّه دعاهم، وترك لهم الباب مفتوحاً... كسر أنياب الوحش، ولاحقه بضربات، قويّة، قاتلة، مميتة...
ودفع الثمن،... فبعضهم من قضى، وبعضهم من ينتظر...
والذين قضوا، ارتقوا إلى جوار ربهم، أحياءً، عنده، يُرزقون – كما وعدهم – خالدين، بعيدين عن الموت، بأعدادٍ، لم يسبقهم إليها جيش في العالَم... تحت رعاية ربّهم، وحِفْظِه، ينتظرون داعش وأخواتها، من الإرهابيّين، الذين قاتلوهم، وقتلوهم في الحياة الدنيا، إلى يوم القيامة، ليشاهدوا سَوْقَهم زُمَراً إلى النّار، مذمومين، مدحورين، يحملون بأيديهم، سكاكين حقدهم، يَجَؤون بها، بطونهم، في نار جهنّم، خالدين فيها أبداً، ليذوقوا القتلَ الدائم، استمراراً لعَذابهم الخالد، أبد الدّهر، جزاءً وفاقاً، بما كانوا يعملون، في الحياة الدنيا، ظلماً وعدواناً...
وسَيُصدمون في الآخرة، بخيبة أملٍ، أنّهم لم يجدوا شيئاً، مما كانوا يَعِدون، به أنفسهم، من جنّةٍ، وحورِ عين، لأن ذلك، ليس هو، حيثُ هُمْ...
قاتلهم الجيش العربي السوري، في الأرض، بلباسه، حاملاً عَلَمَه، وهموم شعبه، وآمالَ أُمَّتِه، وشموخ وطنه، وصورة قائده... قاتلهم... ودحرهم... وانتصر عليهم...
وارتقى شهداؤه، إلى السماء – كما كانوا – بلباسهم، وشعاراتهم، وعلمهم وصورة قائدهم... أحياءً يُرزقون، وعداً، عدلاً، انتصر عليهم في الدنيا ببطولات جيشه، دفاعاً عن وطنهم، وجهّاداً في سبيل الله – ربّهم – وَفّى الذين عاهدوا الله، في الحياة الدنيا، بما عاهدوا، وإلى جوار ربهم صعدوا، فرحين، يرزقون، خالدين، باقين، لا يذوقون إلاّ الميتة الأولى، وبالجنّة، والحور العين، فائزون، لأنهم هُمُ الشهداء، الصادقون، الموعودون... انتصروا عليهم في الأرض، في الدنيا، وانتصروا عليهم، في السماء، في الآخرة، أحياءً، أقوياءَ، فرحين بما أعطاهم ربّهم.... وهناك وقف إطلاق النّار، وآلتِ الأمور إلى الله، والجيش العربي السوري، علمُه مرفوع، في الدّارين، افتخاراً، واعتزازاً، بجنوده، بأبطاله، بقيادة قائده، بشهداء جيشه، طليعة أبطاله، الذين قضوا، طوعاً، بطولةً، وفداء، وهم يحاربون داعش، الذين قاتلوه، في سبيل الطّاغوت، بمرتزقة، كَفَرة، ذَبَحوا، وَظَلموا، واغتصبوا، وخرجوا عن الإنسانيّة، والفطرة، والدّين...
الذين تنتظرهم جهنّم، وتقول: هل من مزيد؟! خالدين فيها، لا يموتون، استمراراً، بعذابهم، وتخليداً فيه.
وكم كان الشهداء، الأحياء عند ربهم، يودّون مُتابعة حربهم لداعش، في الآخرة، امتداداً، واستمراراً، لحربِ الدنيا، ليُحقِّقوا النّصرَ المُبين، هناك، إلاّ أنَّ الله أمر، وتدخّلَ القدر، وآلت الأمور إلى الله...
لقد وقف الله دائماً، مع الذين وقفوا معه، وقاتلوا في سبيله، وابتغوا رضوانه، فقاتل معهم، ورمى عنهم، وثبّت أقدامهم، ودبَّ الرعب في قلوب أعدائهم، ومدّهم بجنود، لم يَروها، قاتلت معهم، وهزمت أعداءهم...
وقف الله مع موسى، في محنته مع فرعون وسحرته، وأعطى عصاه قوّةً، وقدرةً، شقّ بها البحر، وفجرّ الماء من الصخر... فنجوا، وشربوا، تجاوزوا العطش، والموت، وكانوا هُم الأعلون... منح عصاه عِلْماً، وقدرةً، فقضت على السّحر والسّحرة... «وأُلقيَ السحرةُ ساجدين»... وكان ذلك، لموسى من معه، خلاصاً، ونجاة، وانتصاراً...
وأرسل اللهُ، محمداً (ص) نبيّاً، للأمة التي لا يقدر، على قيادتها، أحد، فهذّبها، وثقّفها، وهداها، وقضى على عاداتها السيئة، من عصبيّة، وثأر، ووأد، وتخلّف، وخلق منها، خيرَ أُمَّة، أُخرِجَتْ للنّاس...
وشهد الله للنّبيّ محمد، بقوله: «وإنّك لعلى خلق عظيم» وأنّه لم يكن فظّاً «ولو كنت فظّاً، غليظ القلب، لانفضّوا من حولك»... فقادها، وأحسن قيادتها، ونشر رسالتها، وكان قائداً، بطلاً، صلباً، وقال عنه الأبطال، والقادة: «كنّا - إذا حميَ الوطيسُ – نحتمي برسول الله... قادها، لأنّه كان القائد الأعظم، على مُستوى العالَم، وكان شديد الحب لها، رحيماً بها، يطلب لها، من الله، العفو والغفران، واثقاً، آملاً، أن يُباهي بها الأمم، يوم القيامة، قائلاً، بكلّ ثقة، وفخر، واعتزاز: هذه أُمَّتي يا ربّ...
دخل الإرهاب سوريّة، بداعشه، وقاعدته، وفئاتٍ أخرى كثيرة باغية، باسم الإسلام، وهي ليست من الإسلام في شيء، قامت بكلّ ما نهى الإسلام عنه، وألصقته بالإسلام – قسراً – وارتدّت إلى الجاهليّة الأولى...
قامت بالقتل، والاغتصاب، والنّخاسة، فَسَقَةً، قتلةً، أجلافاً، يقتلون كلَّ البشر، ويقطعون كلّ الشجر، ويهدمون، ويسرقون الحجر، نسوا الله، والرسول، والذّوق، والإنسانيّة...
هذا، وداعش، ما زالت في طور التَّشكُّلِ، فكيف إذا ما تم تشكّلها، بخليفتها – أمير مؤمنيها – وتربّع على عرشها بعباءة، وعمامة، صهيونيّتين – وهّابيّتين، إسرائيليّتين...
وأصبح الإنسان يتوارى خجلاً، من كُفْرِ هذه الأُمَّة وارتدادها، وأفعالها... وصمتَ المسلمون، عمّا فعلته داعش وأخواتها، وألصقوه بالإسلام، تشويهاً، وتنفيراً.... صمتوا صمت القبور وأكثر، لم يرفعوا الصوت في وجهها، ولم يستنكروا أعمالها، ولم يكفّروا أفعالها، ولم يتغادوا، ويتداعوا لِقتالها، والقضاء على الفئة الباغية... «حتى تفيء إلى أمر الله..»... لم يتداعوا... ولم يستنكروا.. ولم يكفّروا.. وعن الإسلام الحنيف، لم يدافعوا... وتخاذلوا... وَبِصمْتِهم على تلك الأعمال، على سلوك داعش، وافقوا...
لقد تعهّد إبليس في يوم ما، بحوارٍ طويلٍ مع الله، بغوايةِ هذه الأُمَّة... وأمهله الله، وأنظره إلى يوم القيامة، «... إلى يوم الوقت المعلوم...» ويبدو أنّ إبليس، قد نجح فيما تعهّد به، أمام الله، ووعد، وتشيطنت هذه الأُمَّة... ولذلك، فهل للنبي محمد (ص)، من نزلةٍ إعجازيّةٍ، تأديبيّة، لهؤلاء الطَّغاة، المرتدّين، ليصلح هذا القطيع، الذي يعشق الظلام، ويقوده الشيطان، ويُعيد تربية هؤلاء البغاة المفسدين، والقضاء عليهم، قصاصاً – عدلاً – بالسيف بعد أن قتلوا الناس الأبرياء، ذبحاً بالسكاكين، باسم الله، والوقوف مع الجيش العربي السوري، كالوِقْفَةِ التي وُقِفَتْ مع موسى، تمنحه قوّة، وتهديه مدداً، تحارب معه، وترمي عنه، وتثبّت أقدامه، وتمنحه، القوّة، والنّصر...
هل من لمسةٍ، بيديه الشريفتين، على وجه هذه الأُمَّة، تزيل عنه، ما لحق به، وَعَلِقَ عليه من بِطْلٍ وباطلٍ، وأباطيل، وضلال، وشرك، وإلحادَ،... تعيده وجهاً بريئاً، جميلاً، مُسلِماً، سَمْحاً... وتعود بذلك أُمتُه، إلى دينها، وحضارتها، ورحمتها، وإنسانيّتها، وأخلاقها... أُمَّة كثيرة، كبيرة، قويّة، منضبطة، مؤمنة، مُهابة، يَعْتزّ بها، ويُفاخر – كما وعد – قائلاً: هذه أُمَّتي، يا ربّ...
أم، إنَّ هناك آمالاً، وأمنيات، ننتظر حدوثها، ونرجو قدومها، ونأملُ وصولها، ولكنّها، تبقى مُتعثّرةً، في عالَم الأحلام، لم تأذنِ الأقدارُ بحدوثها، ولم تسمح الإرادة بقدومها، ولم توافقِ المشيئةُ على وصولها... لم تحدث... ولم تأتِ... ولم تَصِلْ.
ونحن في الانتظار، صامدون، مدافعون، مؤمنون، ونحن الأعلون، نذيقهم الموت، في كلّ يوم، يعذبهمُ اللهُ بأيدينا، لأنهم هُمُ المشركون، الكافرون، المعتدون.