النظام التركي يهدد بعملية عسكرية وأردوغان في أصعب أوقاته

النظام التركي يهدد بعملية عسكرية وأردوغان في أصعب أوقاته

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

يعيش الحالم بالتركة العثمانية رجب طيب أردوغان أوقاتاً عصيبة لا يُحسد عليها، فهو في مواجهة الأكراد في الداخل التركي وعلى الحدود مع سورية، ويواجه يومياً تظاهرات باقي أطياف المعارضة في الشوارع، وهناك عداء كبير بينه وبين موسكو القوة العالمية الصاعدة كقطب ثانٍ، فضلاً عن المشكلات التي يواجهها داخل حزب العدالة والتنمية وآخرها إقالة ذراعه اليمنى أحمد داود أوغلو، وانتشار تسريبات بأن أردوغان يطمح بأن ينصب أحد أقربائه كرئيس للحكومة.
آخر تصريحات أردوغان التي تدل على تخبطه ويأسه، هي تأكيده أن بلاده ستأخذ على عاتقها التصدي للهجمات على بلدة كيليس الحدودية مع سورية، في حال لم تتلق أي مساعدة من الخارج.
هذه الخطوة التي قام بها رأس النظام الأخواني التركي تهدف إلى ابتزاز كل أصدقاء أنقرة وحلفائها الذين باتوا لا يسمعون صراخه ومطالباته، ولا سميا الولايات المتحدة، بمعنى آخر أراد أردوغان أن يبعث برسالة إلى واشنطن مفادها بأنه سيقوم بزج بلاده في تصعيد عسكري قد لا تُحمد نتائجه على المستوى الإقليمي، إذ ما معنى التصدي للهجمات على بلدة كيليس الحدودية في حال عدم تلقيه مساعدة خارجية سوى التفكير بعملية برية في عمق الأراضي السورية؟
الاستهداف سيكون بالدرجة الأولى للمقاتلين الأكراد، كما سيتم استغلال هذا التدخل لترويجه على أنه أيضاً في خضم حربه على تنظيم داعش المتهم أساساً بالتنسيق معه ودعمه والاستفادة منه اقتصادياً من خلال شراء النفط السوري المسروق.
بطبيعة الحال فإن الأكراد الذين ينالون مؤخراً غزلاً أمريكياً واهتماماً روسياً لن يسكتوا على أي عملية برية مباشرة يقوم بها الأتراك، هذه العملية في حال حدوثها فإنها ستفجر المنطقة، ستزداد وتيرة الأعمال الأمنية في المدن التركية، وستمتلئ الشوارع بتظاهرات المعارضة العلمانية والكردية، بالمحصلة فإن ما هدد به أردوغان هو مغامرة أراد من خلالها المقامرة، بغض النظر عن النتائج النهاية لها، وهو بالضبط ما يؤكد الحالة الصعبة التي يعيشها النظام التركي مؤخراً.