فيينا .. شعارات براقة وتصريحات متضاربة!..بقلم: علي مخلوف

فيينا .. شعارات براقة وتصريحات متضاربة!..بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

انتهى اجتماع فيينا بشأن سورية بالتأكيد على الحل السياسي وضرورة وقف تبادل إطلاق النار بشكل دائم لا على شكل هدن مؤقتة! فيما كان لافتاً دعوة المجموعة الدولة لدعم سورية للمعارضة إلى التنصل من تنظيمي داعش وجبهة النصرة!
على الرغم من هذه العناوين البراقة، فإن الأمريكي لم يستطع الانتظار حتى يعلن موقفه السلبي المسبق، من خلال ما زعمه وزير الخارجية جون كيري بأن القيادة انتهكت القرار الدولي رقم 2254 الذي ينص على أن تشمل الهدنة كامل أراضي سورية، مشيراً إلى عمليات الجيش السوري في ريفي حلب واللاذقية.
بينما سارع الروسي للرد على الأمريكي ،حيث اعترض وزير الخارجية الروسي على العديد من النقاط في تصريحات نظيره الأمريكي حول القيادة السورية ومدى التزامها بالهدنة، مؤكداً أن بلاده لا ترى على الأرض السورية أي قوة أخرى أكثر فعالية من الجيش السوري لمحاربة الإرهاب، محذراً من التعامل مع تنظيم "جبهة النصرة" كـ" وسيلة لمقاتلة القيادة السورية قائلاً: "يجب ترتيب الأولويات، ونحن سمعنا في تصريحات عدد من أعضاء مجموعة دعم سورية تخييراً بين النظام ومحاربة الإرهاب. وإنني أعتقد هذا الموقف غير مقبول على الإطلاق.
من هذه التصريحات بين الروسي والأمريكي يظهر كم أن تلك الشعارات والعناوين التي أقرها بيان مجموعة دعم سورية هي شعارات ترويجية، فيما تبقى حرب الإرادات والحرب السياسية والدبلوماسية مشتعلة في الكواليس.
إن تناقض التصريحات الأمريكية والروسية في البيان الختامي للاجتماع يوضح الشرخ المتسع بين القوتين المشرفتين على الملف السوري، أحدهما يتهم القيادة السورية بخرق هدنة وقف إطلاق النار، والآخر يرد عليه بالنفي وبالتزام حليفه بتلك الهدنة، ما يهم هو مطالبة المعارضة بفك ارتباطها بتنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، كيف يمكن لتلك المعارضة أن تكون معتدلة وهي في ذات الوقت مرتبطة بتنظيمات إرهابية؟
كلام لافروف حول الجيش السوري، هو تأكيد موقف موسكو الداعم لهذا الجيش، وتمهيد مسبق للأيام القادمة التي يمكن من خلال أن يتم إرسال المزيد من القطع العسكرية والأسلحة المتطورة إلى الجيش السوري، الكلام الروسي كما يُقال هو كلام "قطع بت" في دعم جيش الدولة السورية وهذا غير قابل للتفاوض والنقاش مع واشنطن وغيرها.