كتّاب بعين واحدة..بقلم: ميساء نعامة

كتّاب بعين واحدة..بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١٦

وهي في الغالب ترى نصف الحقيقية وبكثير من الأحيان لا تراها حتى ولو كانت كالشمس في وضوحها فهي لن تسلم من المعايير وميزان الفذلكات.
يبدو أن لكل مصيبة كبيرة كانت أم صغيرة فوائد هامشية، فما حصل من اجتياح مدمر للفكر الصهيوني داخل الجغرافية العربية غربل العديد من الكتّاب أو السياسيين أو أصحاب الفكر وتبين للجميع الغث من السمين.
بمجمل الأحول يمكن أن نبين أنواع الكتاب في وقتنا الحالي:
أهم فصيل من الكتاب هم الذين يرون المشهد السياسي والثقافي والحضاري بكامل أبعاده واتجاهاته وتفرعاته واتصالاته المرئية وغير المرئية ويحللون وفق أسس موضوعية جميع المتغيرات التي طرأت على واقعنا العربي سيما بعد الاجتياح السام للفكر الصهيوني وارتباطه بالمتغيرات الإقليمية والعالمية.
هؤلاء يقبلون الرأي الآخر ويستمعون إليه لتحقيق الاستفادة والإفادة في عميلة تحليل الواقع وإعادة تركيبه واستخلاص النتائج.
الفصيل الثاني صاحب الفكر الاستبدادي الذي يعتبر نفسه فوق الجميع وأفهم من الجميع ويحتقر الآخر الذي لا يوافقه الرأي بل ويعتبر من ليس معه ضده، هذا النوع من الفصيل الفكري كارثة على الوجود العربي لأنه يرى الأحداث بعينه فقط ولا يراها كما هي عليه في واقع الأمر.
أما الفصيل الثالث من الكتاب فهم عبارة عن سلعة قابلة للعرض والطلب،  تباع وتشترى حسب الجهة التي تدفع سواء كانت سلطة المال أو سلطة الحكومة وفي كلا الحالتين يفقد الكاتب مصداقيته المهنية في الكتابة الموضوعية.
وللفصيل الرابع تميز خاص من حيث التراجيديا النفسية المعقدة هؤلاء ينظرون للأحداث انطلاقا من عقدة الأنا المرضية التي تنتقي من الأحداث ما يبرر عقدهم النفسية أنهم متميزون في تحليلاتهم واستنتاجاتهم ويطرحون أنفسهم أبطال المهنة وفرسانها.
أما أخطر فصيل "للكتاب" فهم طفرات الحروب والأزمات وما تنتجه الأزمات من دخلاء على الكتابة بشكل خاص والإعلام بشكل عام، هؤلاء يشبهون إلى حد كبير تجار الحروب، فالاثنين يشوشون من أجل استدامة الحروب لضمان استمرار استثمارهم للحروب وما أكثرهم .
بالمجمل لا يمكن للرؤية أن تكتمل إلا عندما نرى المشهد السياسي بكامل تفاصيله وكامل اتجاهاته وتشابكاته وإذا أردنا أن نصل إلى الحقيقة الكاملة الحسبة بسيطة جدا لابد من العودة إلى أصل الأشياء وملاحقة التفاصيل وتحليلها في الإطار العام ومن ثم تركيب المشهد بدقة متناهية واستخلاص النتائج التي تفيد في الخلاص من الأزمات أو إداراتها، عندها فقط إذا أردنا أن نعرف ماذا يحصل في وطننا العربي علينا أن نعرف ما حل في العالم.