للإيثار والوفاء وجوه وأشكال وممارسات.. بقلم: د.فايز الصايغ

للإيثار والوفاء وجوه وأشكال وممارسات.. بقلم: د.فايز الصايغ

تحليل وآراء

الاثنين، ١٣ يونيو ٢٠١٦

عندما يعكف السوريون عموما ومن هم في مواقع المسؤولية خصوصاً على وضع مبادئ لآليات العمل في المستقبل تقوم على أساس الإيثار والغيرية بعيداً عن الشخصانية والعمل من أجل الغير لا من اجل الذات تمثلا بالشهيد والجريح.. عندها نكون قد وضعنا أقدامنا على سلم الحياة التي إليها نتطلع بهدف نقل سورية من هذا الواقع المرير إلى واقع جديد أفضل مما كانت عليه قبل الاستهداف وقبل المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية اليوم...
في حديث السيد الرئيس أمام مجلس الشعب تأكيد واضح ومطالبه شديدة على أهمية الإخلاص والإيثار بالعمل.. وللإخلاص وجوه وأشكال وممارسات تعجب البعض ويثني عليها فيما تستثير غضب وحقد البعض الآخر . فهذا يثمنها ويقتدي بها.. وذاك تستفزه إذا ما اسقط الأمر على نفسه.. على من يثمن وعلى من يغتاظ.. ذلك أن للإخلاص والإيثار أنصار وللنقيض أنصار أيضاً..
التداخل بين الأمرين لا يخضع إلا لمراقبة الضمير عند من يملك هذا القطع النادر اليوم..
الإيثار والإخلاص هو إخلاص للوطن ووفاء للدماء وعرفانا واحتراما ﻵلام الجرحى والمعطوبة أجسادهم.. الناصعة عقولهم.. والكبيرة تمنياتهم وأحلامهم في وطن يستحق الدم المراق والوجع الصلب بحيث يكون وطنا معافى يستحق أبناؤه وأجياله الحياة الحرة الكريمة ....
عند ذلك تصبح الرقابة على السلطة والسلطويين وعلى الأداء المؤسساتي والفردي رقابه سليمة بلا شوائب، فاعله، وحقيقية كما قال السيد الرئيس أمام ممثلي الشعب ورموزه وفعالياته...
رقابه تشمل طبيعة من يشغل الموقع قبل طبيعة اكتشاف الأداء او الخلل فيه مع الأخذ بعين الاعتبار أن مؤسسات الرقابة عموما لم يطالها الإصلاح المطلوب كما المؤسسات الأخرى وهي بأفرادها وكوادرها هي بعض منا جميعا ممن يخطئ ويصيب لكنه لا يتوقف عن الاجتهاد...
ترصد الأخطاء ليس رقابه وحساب البيدر غير حساب الحقل.. والحؤول دون الخطأ قبل وقوعه رقابه أجدى وانفع..
الرقابة الحقيقية والسليمة التي وصفها السيد الرئيس هي رقابه أخلاقية... رقابة الضمير وخصوصا ما يتصل منها في الرقابة على مؤسسات الفكر والإبداع والإعلام منه وغيرها ..هذه رقابه تحتاج إلى الضمير كما قال الرئيس الخالد حافظ الأسد رحمه الله... تحية إلى روحك الطاهرة في ذكرى الرحيل فما زال صدى صوتك في الوجدان....